قبل أيام سرت إشاعة سخيفة عن تخلص بعض السلطات الصحية من المرضى المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا عن طريق “إبرة الرحمة”، نشأت الاشاعة في مستشفى جبلة في إب ثم مستشفى الكويت في صنعاء قبل أن تعمم على جميع المناطق المجاورة

تجاهلتُ الإشاعة في البداية على اعتبار أنها ستتلاشى مع مرور الوقت، لكن هذا لم يحصل.

الشيء المؤسف أننا سمعنا عن مرضى فضلوا المعاناة والموت في بيوتهم بدل التوجه لطلب العون الطبي في المستشفيات، وربما كان أكثرهم يعانون من أمراض قابلة للتعافي لو تلقوا العناية المطلوبة.

إبر الرحمة اشاعة تصفية المشتبه إصابتهم بفيروس كورونا

ما أستطيع أن أؤكده لكم هو أنه لا يوجد طبيب أو ممرض تسمح له أخلاقياته بالانخراط في مثل هذه الممارسات، أنا هنا لا اتكلم عن السلطة الحاكمة التي لها حساباتها السياسية والتكتيكية التي تغلب في كثير من الأحيان على حسها بالمسؤولية الكاملة عن معاناة المرضى في نطاق سيطرتها، بل أتكلم عن الكادر الصحي الذين يقفون في خط المواجهة الأول للتصدي لهذا الوباء بأقل الإمكانيات معرضين أنفسهم للموت في كل يوم وفي كل ساعة.

نتواصل نحن أطباء المهجر بزملائنا في المستشفيات المحلية ونلمس معاناتهم ونسمع شكاواهم، لو كان هناك توجيهات بمثل هذه الافعال لوصلنا الخبر ولكنا نحن أول من يقف ضد هذه الممارسات ولا شيء يمنعنا من التصريح والإدانة.

هذا الكادر الذي صمد لسنوات بدون رواتب تقريبًا وقدم خبرته ووقته واليوم يقدم حياته، لا يطلب منكم سوى التقدير والعرفان بالجميل.

الأطباء والعاملون في المستشفيات يمرضون ويموتون كل يوم ويدفعون ثمن استهتار المجتمع، فبحق الله لا تزيدوا آلامهم بمثل هذه الإشاعات التي تحز في نفوسهم أولًا وتقتلكم أنتم ثانيًا.

د حسين الويس

المصدر: facebook صفحة أطباء اليمن في المهجر

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك