بقلم سيف الحاضري، الشقيقة السعودية تقود انقلاباً على فضيلة العلامة الشيخ الجليل عبدالمجيد الزنداني -رحمة الله- عليه بعد وفاته بـ24 ساعة.

‏الشيخ عبدالمجيد الذي استضافته السعودية منذ 2015 حتى غادرها نهاية عام 2021م، اكتشفت بعد وفاته بأنه الأب الروحي للمتطرفين وزعيم جماعة الإخوان المسلمين!!.

‏في الرياض تسمح السعودية بإقامة مراسيم العزاء في وفاة الشيخ عبدالمجيد الزنداني ويحضر كبار هيئة علماء السعودية لتقديم العزاء، وفي ذات الوقت تبث قنوات الـmbc والحدث وقناة العربية ومن الرياض تقارير إخبارية مسيئة للشيخ عبدالمجيد، وفي الحقيقة أنها مسيئة للشقيقة نفسها التي باتت تفقد ثقة حلفائها بها.

‏لا أدري لماذا تريد السياسة الإعلامية السعودية إقناعنا وإقناع جميع حلفائها أن الابتسامات التي توزعها قيادات المملكة على حلفائها بأنها زائفة، وأن الوجه الحقيقي لموقف وتوجهات قيادات المملكة تمثله قنوات العربية والحدث والـmbc وصحيفة عكاظ والوطن وغيرها,
‏وفقاً لذات المعطى الذي بثته قنوات الحدث والعربية والـmbc في تقريرها المسيء لها أصلا قبل الشيخ عبدالمجيد -رحمة الله- عليه، فإن جل القيادات اليمنية المتواجدة في الرياض، عرضة لذات التهم إن لم تكن التقارير الإخبارية ضد القيادات اليمنية المقيمة في الرياض جاهزة، تنتظر إما وفاة أحد تلك القيادات أو مغادرة الرياض, رافضاً العودة كما فعل الشيخ عبدالمجيد الزنداني -رحمة الله- عليه.

‏إذا كان الشيخ الزنداني -رحمة الله- عليه زعيم تنظيم الإخوان، فإن الرياض أكبر راعٍ لتنظيم الإخوان، ولها في ذلك الفخر إن كانت تعِي أهمية الصحوة في معركة الأمة الإسلامية مع المد الإيراني الطائفي الشيعي الذي بات يحاصرها اليوم.

‏ندرك – نحن اليمنيون جميعاً قادة ونخباً ومثقفين – أن المساس بأمن المملكة القومي، يمثل تهديداً وجودياً لكل دول المنطقة، ومن هذا المنطلق نرفض تعرض المملكة لأي تهديد ونرفض تحويل بلادنا إلى منطلق لتهديدها، رغم كل ما لاقيناه من مواجع وخذلان منذ انطلاق عاصفة الحزم، ‏اللاوضوح في مواقف وتوجهات المملكة تجاه اليمن وحكومته الشرعية وقواه السياسية في خطابها الرسمي، توضحه سياستها على الساحة اليمنية.

‏في هذه اللحظة الراهنة أقولها وأكررها إننا في حاجة لمكاشفة مع أشقائنا في الرياض، توضع النقاط على الحروف للخروج من هذه الدائرة المفرغة، والمسؤولية هنا تقع على عاتق قيادات الشرعية (رئاسة وبرلمان وشورى وقوى سياسية ونخب) دون ذلك أقولها للتاريخ إن القيادات السياسية اليمنية تتحمل المسؤولية لتبعات استمرار هذا التناقض والتباين بين ما يتم من تفاهمات مع الرياض في اللقاءات الرسمية والحوارات الثنائية، وبين ما تمارسه الرياض على الساحة اليمنية، وتتناوله مؤسساتها الإعلامية.

‏ختاماً, رحمة الله على الشيخ عبدالمجيد الزنداني، رحل عنا جسدا ًوروحاً، وبقي حاضراً في أغلب بقاع العالم فكراً ومنهجاً وعلماً تتناقله الأمم والأجيال.!!

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك