أخبار وتقارير – رغم مجانية الرياح والشمس والأرباح الواعدة إلا أن المستثمرين اليمنيين لا يزالوا مهملين لهذا الجانب

0
106
أخبار وتقارير - رغم مجانية الرياح والشمس والأرباح الواعدة إلا أن المستثمرين اليمنيين لا يزالوا مهملين لهذا الجانب

أخبار وتقارير – رغم مجانية الرياح والشمس والأرباح الواعدة إلا أن المستثمرين اليمنيين لا يزالوا مهملين لهذا الجانب

تجلب الرياح التي تهب على الأراضي الزراعية شمالي ألمانيا أمورا كثيرة إلى قرية سبراكيبويل، ضباب وأمطار، وطيور لقلق مهاجرة بين الحين والآخر، ورائحة خفيفة لسماد الحقول المخصبة حديثا. لعل أفضل تلك الأمور، المال العائد من بيع الكهرباء التي تولدها توربينات الرياح، التي ترصع الحقول الخضراء المسطحة الممتدة حتى بحر الشمال. جزء من المال يذهب إلى أيدي سكان القرية أنفسهم. الأمر ليس بالسهل. فالرياح المعاكسة الناشئة عن اقتصاد ما بعد الجائحة – بما في ذلك ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم – تعمل على إعاقة الاستثمار المكلف في كثير من الأحيان في طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من أشكال الطاقة النظيفة. يؤدي ذلك إلى تباطؤ نمو مصادر الطاقة المتجددة اللازمة لدرء تغير المناخ، في الوقت الذي يجب أن تسرع فيه لتحقيق الهدف الطموح الذي تم التوصل إليه في قمة الأمم المتحدة للمناخ لتعزيز قدرة الطاقة النظيفة.

لكن سبراكيبويل شهدت حياة جديدة وازدهارا بفضل الطاقة المتجددة. رغم صغر حجمها، إلا أن بعض ممارسات القرية الألمانية تقدم دروسا يمكن أن يتردد صداها عالميًا.
أرباح مزارع الرياح التي يملكها السكان لا تجعل المستفيدين أغنياء، بل هي احتياط مالي يمنحهم بعض الحرية. تسهم التوربينات في ضرائب تبلغ نحو 400 ألف يورو (أكثر من 432 ألف دولار). ساعد ذلك على توفير ساحة لعب جديدة، ومسار للدراجات، ودروس مجانية حتى في العزف على البيانو لأطفال سبراكيبويل. بالنسبة إلى المشاريع الجديدة، فإن العقبات العالمية تشمل ارتفاع تكاليف الاقتراض التي تجعل تمويل المشاريع أكثر تكلفة، وارتفاع الأسعار، واختناق سلاسل توريد توربينات الرياح والشفرات، والمعارضون الذي يقولون “ليس في عقر داري”. رفع أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي وبنوك أخرى دفع اقتصاديين في كلية لندن الجامعية إلى التحذير من “أضرار جانبية خضراء” ووصفوا تكاليف الاقتراض المرتفعة التي تهدف إلى مكافحة التضخم بأنها “أخبار سيئة للتحول الأخضر”.

الوضع أكثر خطورة بالنسبة إلى البلدان ذات الدخل المنخفض في أماكن، مثل: إفريقيا، حيث تكاليف الاقتراض للاستثمارات الأولية اللازمة لمصادر الطاقة المتجددة مرتفعة بالفعل، بل ارتفعت أكثر. تعيق أسعار الفائدة المرتفعة مصادر الطاقة المتجددة أكثر بكثير من إعاقتها لمشاريع الوقود التقليدي. معظم تكلفة مصادر الطاقة المتجددة تدفع مقدما في شراء توربينات الرياح أو الألواح الشمسية، بينما تكاليف تشغيلها في المستقبل ضئيلة للغاية – فالرياح تهب والشمس تشرق مجانا. وهذا يجعل تكلفة الاقتراض عاملاً أكثر أهمية في تحديد ما إذا كان المشروع سيكون مربحًا. علاوة على ذلك، التضخم الذي أدى إلى رفع تكلفة بناء المرافق، إضافة إلى نقص المعدات بسبب تعطل سلاسل التوريد. انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز العالمي لأسهم الشركات ذات الأعمال المرتبطة بالطاقة النظيفة 26 % خلال العام الماضي، حتى مع ارتفاع مؤشرات السوق الأوسع إلى مستويات قياسية.

وصف ديفيد شيبرد، من شركة الاستشارات العالمية بارينجا، الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة بأنها “عثرة” أمام بعض مشاريع الطاقة المتجددة.
في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يفتقر نصف السكان إلى إمكانية الوصول إلى الكهرباء، تواجه مشاريع الطاقة المتجددة تحديات أكثر صعوبة في التمويل. بسماء تملؤها أشعة الشمس، الطاقة الشمسية خيار واضح، لكن سكان أفريقيا البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة يمتلكون خمس الطاقة الشمسية المتوافرة في ألمانيا الملبدة بالغيوم.

دعوة للمستثمرين اليمنيين: استثمروا في مجال الطاقة المتجددة واستغلوا الفرص الواعدة

يعد قطاع الطاقة المتجددة من أهم المجالات الاستثمارية الواعدة في الوقت الحالي. ومع تزايد الاهتمام العالمي بالطاقة المستدامة وتحول العديد من البلدان إلى استخدام مصادر الطاقة النظيفة، فإن هناك فرصًا كبيرة تنتظر المستثمرين المهتمين بالاستثمار في هذا المجال. ورغم أن الاستثمار في الطاقة المتجددة قد أصبح شائعًا في العديد من الدول، إلا أنه لا يزال هناك قطاع يمكن استغلاله بشكل أفضل وهو قطاع الطاقة المتجددة في اليمن.

الفرص المتاحة: تعتبر اليمن بلدًا ذا موارد طبيعية غنية ومتنوعة، وتتمتع بموقع جغرافي مثالي لاستغلال مصادر الطاقة المتجددة. فالرياح القوية وساحل طويل وأشعة الشمس الغنية توفر فرصًا هائلة للاستفادة من الطاقة المتجددة. وعلى الرغم من ذلك، فإن المستثمرين اليمنيين لم يستثمروا بشكل كافٍ في هذا القطاع الواعد.

مزايا الاستثمار في الطاقة المتجددة: إن الاستثمار في الطاقة المتجددة يتمتع بالعديد من المزايا، بدءًا من المصادر المجانية للرياح والشمس، مما يقلل من تكاليف الإنتاج ويزيد من الأرباح المحتملة. كما أن الاستثمار في هذا القطاع يساهم في تخفيض الانبعاثات الضارة للغازات الدفيئة والحد من التلوث البيئي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للاستثمار في الطاقة المتجددة أن يعزز استقلالية اليمن في مجال الطاقة ويوفر فرص عمل جديدة ويسهم في تنمية البنية التحتية.

أمثلة ناجحة: تشهد العديد من الدول حول العالم نجاحًا كبيرًا في مجال الطاقة المتجددة. كقرية سبراكيبويل في ألمانيا، حيث استفادت من الرياح القوية وأصبحت ذاتية الاكتفاء الطاقي وشهدت رفعاً كبيرًا في النمو الاقتصادي. يمكن أن تكون هذه الأمثلة ملهمة للمستثمرين اليمنيين الراغبين في الاستثمار في الطاقة المتجددة.

توصيات للمستثمرين:

البحث والتعرف على الفرص المتاحة: قم بدراسة مصادر الطاقة المتجددة المتاحة في اليمن، مثل الرياح والشمس والطاقة الحرارية، وتحليل الجدوى الاقتصادية والبيئية لكل مشروع. ابحث عن المواقع المثلى والتكنولوجيات الحديثة التي يمكن تطبيقها.

بناء شراكات استراتيجية: تعاون مع الشركات المتخصصة في مجال الطاقة المتجددة والخبراء في القطاع. قم بإقامة شراكات استراتيجية مع الشركات المحلية والدولية ذات الخبرة للاستفادة من معرفتهم ودعمهم في تنفيذ المشاريع.

تأمين التمويل: بحث عن مصادر التمويل المتاحة لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة. يمكن الحصول على التمويل من المصارف والمؤسسات المالية والمستثمرين المهتمين بالاستدامة البيئية والاستثمار الاجتماعي.

الاستفادة من الدعم الحكومي: تواصل مع الجهات الحكومية المعنية للاستفسار عن السياسات والتشريعات المتعلقة بالطاقة المتجددة والحصول على الدعم والمساعدة في تنفيذ المشاريع. قد تتوفر مزايا ضريبية أو حوافز أخرى لتشجيع الاستثمار في هذا القطاع.

تطوير خطة استثمارية مستدامة: قم بتطوير خطة استثمارية مستدامة تحدد الأهداف والمخرجات المتوقعة والجدول الزمني لتنفيذ المشاريع. حدد استراتيجيات التسويق والتوزيع والصيانة لضمان نجاح المشروع على المدى الطويل.

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك