عندما يكون الطيار إنسانًا

في موقف مشرف لطيار يمني شهم، يمثل القيم النبيلة والأخلاق العالية والفزعة اليمنية الأصيلة، حدث هذا الموقف اليوم ظهراً.

وعند إيصال جثمان الشيخ علي القبلي نمران، على متن طائرة مروحية يمنية، من مطار سيئون إلى صافر، وفي طريق عودة الطائرة إلى مطار سيئون.
بدأت قصتنا مع الطيار الشهم.

في منطقة تسمى “غويربان” التي تقع بعد منطقة الرويك، وتبعد عن صافر بحوالي 150 كيلومترًا،

كان الأخ محمد ناصر سودة طعيمان، مسافرًا على متن باص، هذا الباص ممتلي بالركاب المسافرين كما هي العادة، بينهم العوائل “نساء وأطفال”، فقدر الله وحدث إنقلاب للباص.

كان حادث مؤلم تضرر منه الركاب جميعهم، منهم من توفى (رحمهم الله) ومنهم من كانت حالته حرجة جداً.

خرج الأخ محمد طعيمان، من الباص وهو لا يكاد يستجمع قواه، وسلاحه بيده، رفع رأسه فإذا بالطائرة تحلق في السماء عائدة من صافر بإتجاه سيئون، وكما هي عادة البدوي الذي طلب الفزعة بالطريقة المعروفة، قام بإطلاق النار قريبٌ من إتجاه الطائرة لعلها تستجيب لندائهم، وقام بحثوا التراب إلى السماء، للفت الإنتباه للحادث.

تفاجا الطيار بإطلاق النار وظن أنهُ إعتداء فأخذ وضعية حذره، لرد على الهجوم، وماهي إلا لحظات حتى أدرك الطيار الشهم أنهُ لم يكن هجوماً بل كأن صوت إستغاثة.

تحركت كل القيم النبيلة لدى هذا الطيار الذي يستحق الشكر، لم يفكر في العواقب وما سينتج عن هذا الفعل من مخالفة، فقام مباشرة وبدون تردد بالهبوط على مقربة من الحادث ليسعف ما يمكن إسعافهم.

توفي أثنان من المسافرين في طريق الإسعاف والبعض في حالة حرجة.

طيار شهم يستحق الشكر، ولأننا نحتاج لشكر كل عمل أخلاقي وإنساني، ولأن هذا الموقف يستحق الإشادة، ولكي يصل شكرنا إلى الطيار وطاقم الطائرة، كتبنا عنهُ، وهذا أقل واجب تجاه شهامة أبناء اليمن الذين يتحلون بالمروءة والشيم والقيم الأصيلة.

نحنُ بحاجة لإحياء القيم النبيلة، في المجتمع.
نحنُ بحاجة لأن يكون منتسبي أجهزة الدولة، العسكريين والمدنيين، قدوة ويتصفوا بصفات تعيد للمواطن الثقة بهم.

*صور لطائرة ذاتها التي أقلت جثمان الشيخ علي القبلي نمران، أحد هذه الصورة في سيئون قبل إنطلاقها إلى صافر، والأخرى في صافر عند مغادرتها إلى سيئون.

طائرة يمنية تنقذ مسافرين في خط اليمن السعوديه

طعيمان جعبل طعيمان
14/8/2021

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك