محمد البخيتي – في احدى ليالي رمضان عام ٢٠١٦ التقيت بأحد الأصدقاء اليمنيين في طهران والذي جاء لغرض العلاج، وعند مرورنا بساحة مليئة بالمستمعين لأحد الأدعية باللغة العربية بجوار احد الجوامع المزدحمة قررنا احيائها معهم.

‏وعندما اقترحت عليه أن نصلي ركعتين اعتقد اني اتحداه واقسم انه لن يصلي إلا ضميا مهما حصل، ثم اردف غاضبا اذا حصل لي شيء فأنت غريمي، قلت له لن يحصل شيء وكنت اعتقد انه يمزح.

‏بمجرد ان انتهينا من الصلاة إذا بالحاضرين يحتفون به، هذا يقدم له الشاي وذاك يقدم له البسكويت وهذا يسلم عليه وذاك يلوح له بيده مبتسما بينما لم يلتفت ألي أحد، أدركت حينها ان سر هذا الاحتفاء هو انهم لاحظوا انه سني المذهب من خلال صلاته.

‏ذُهل صديقي من ذلك الاحتفاء وقال انه كان يتوقع ان تنهال على رأسه العصي من كل جانب بمجرد ان يبدأ الصلاة، قلت له مستغربا معقول ان تكون انت بهذه العقلية، فقال والله اني لم أأمن على نفسي إلا بعد أن انتهيت من صلاتي.

اشترك معنا على تيليجرام عزيزي

‏كم هو محزن ان يصل بنا الحال كمسلمين إلى هذا الحد من سوء الفهم وكأننا نعيش في كواكب متباعدة لا في محيط واحد، لذلك علينا أن لا نستهين بتأثير قنوات الفتنة ودعاتها، وأن علينا الوقوف أمامهم بحزم لانهم السبب في مقتل الذين سقطوا في كل حروبنا الداخلية من الطرفين.

‏تخيلوا ان ذلك الجمع الشيعي الذي صلينا فيه واحتفى اهله بضيفهم السني لايزال وغيره هدفا لأولئك التكفيريين الذين يعتقدون انهم يدافعون عن السنة بسبب الثقافة المغلوطة التي يتلقونها.

‏مرفق لكم مقطع مصور لزيارة احد السنة للنجف الاشرف وردة فعل الزوار الشيعة التلقائية عندما عرفوا انه سني.

المصدر: تويتر

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك