نظر الباحثون في عشر دراسات لمعرفة ما إذا كان لوتيرة المشي تأثير في خطر الإصابة بالمرض.

وفقاً لدراسة جديدة، يمكن أن يقلل المشي بوتيرة سريعة من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. حيث وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يمشون بوتيرة أسرع من 3 كلم في الساعة (1.86 ميل في الساعة) كانوا أقل عرضة للإصابة، في حين أن أولئك الذين لديهم سرعة في الخطوات تزيد على 6 كلم في الساعة (3.7 ميل في الساعة) فكان احتمال الإصابة أقل بنسبة 39 في المئة.

وبحسب إحصاءات “الاتحاد الدولي لمرض السكري”، هناك حوالى 537 مليون شخص يعانون من هذا المرض في كافة أنحاء العالم.

في يونيو (حزيران) الفائت، توقع الأكاديميون الذين نشروا في مجلة “ذا لانسيت قسم السكري والغدد الصماء” The Lancet Diabetes and Endocrinology journal ، تضاعف عدد الحالات ليصل إلى 1.3 مليار بحلول عام 2050.

وبينما يرتبط النشاط البدني بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، شرع باحثون من “إمبريال كوليدج لندن” وجامعة العلوم الطبية في إيران وكلية أوسلو الجامعية الجديدة في النروج في التأكد من سرعة المشي المثالية التي تساعد في تفادي الإصابة بالمرض.

نظر الباحثون في عشر دراسات نشرت بين عامي 1999 و2022، والتي تضمنت فترات متابعة تتراوح بين 3 و11 عاماً. مجموع الذين خضعوا للدراسة بلغ حوالى 508121 مريضاً من جميع أنحاء المملكة المتحدة واليابان والولايات المتحدة.

وجد الباحثون أن المشي بسرعة تتراوح بين 3 كيلومترات و5 كيلومترات في الساعة يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 15 في المئة مقارنة بالمشي بوتيرة أقل من 3 كيلومترات في الساعة. وانخفض الخطر بشكل أكبر مع المشي بوتيرة أسرع أي ما بين 5 كيلومترات و6 كيلومترات بنسبة 24 في المئة. وبالنسبة للذين يمشون بسرعة أعلى من 6 كلم في الساعة كان لديهم خطر أقل بنسبة 39 في المئة للإصابة بالسكري.

وقال الباحثون “في حين أن الاستراتيجيات الحالية لزيادة إجمالي وقت المشي مفيدة، فقد يكون من المفيد أيضاً تشجيع الناس على المشي بسرعات أعلى لزيادة الفوائد الصحية للمشي”.

وأقر الباحثون بالقيود التي تحد بحثهم، بما في ذلك وجود ثلاث دراسات مدرجة في تحليلهم والتي صنفت على أنها تنطوي على خطر تحيز معتدل، في حين صنفت الدراسات السبع المتبقية على أنها تنطوي على أخطار تحيز جسيمة.

وقالوا أيضاً إن “الأشخاص الذين يمشون بوتيرة أسرع، من المرجح أن يكونوا أكثر لياقة، مع امتلاكهم لكتلة عضلية أكبر وصحة عامة أفضل”.

من جانبه، قال نيل غيبسون، كبير مستشاري النشاط البدني في جمعية “داء السكري في المملكة المتحدة” Diabetes UK: “تسلط الدراسة الضوء على ما نعرفه بالفعل، وهو أن القيام بالنشاطات البدنية، والذي قد يشمل المشي السريع، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأن تكثيف النشاط البدني، كأن نمشي بشكل أسرع، يوفر فوائد صحية عامة أكبر… نرحب بإجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد الدور الذي يلعبه تسريع وتيرة المشي في تعزيز الآثار الإيجابية في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وإلى أي مدى”.

وأضاف غيبسون: “لا يكلفنا المشي شيء وهو أمر سهل ويمكن لمعظم الناس دمجه في أنشطتهم العادية مثل المشي إلى العمل والتسوق وزيارة الأصدقاء… في حين أن المشي بوتيرة أسرع يوصى به عادة لتحقيق مكاسب صحية أكبر، من المهم أن يمشي الناس بوتيرة تناسبهم ويستطيعون التأقلم معها”.

المصدر :إندبندنت

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك