عندما نتابع كتابات نشطاء الاصلاح والانتقالي والعفافيش نلاحظ ان ما يجمعهم هو انفصالهم عن الواقع الأخلاقي والمنطقي وان كلا منهم يعيش في عالم متخيل لا يمت للواقع باي صلة، لأنه لا حدود معروفة لقدرة الإنسان على خداع نفسه كما قال احد الفلاسفة.

‏يقدم العفافيش أنفسهم كحماة للنظام الجمهوري لكنهم في واقعهم ليسو سوى أدوات بيد حكومات ملكية معادية لليمن وأصبحت المهمة الرئيسية الموكلة لهم اليوم هي تشكيل غطاء للتواجد الاسرائيلي في مضيق باب المندب، وهذه أقذر مهمة على الاطلاق.

‏وحتى عندما نعود الى الوراء نجد انهم كانو ابعد المكونات عن الجمهورية واقربهم للملكية، لانهم طالما سعوا إلى إبقاء صالح في السلطة مدى الحياة وإلى توريث أبنة الحكم من بعده، بل واصبحت اسرة صالح تتحكم بمفاصل الدولة لدرجة تفوق قدرة الأسر الملكية الحاكمة المحيطة باليمن.

‏يقدم الإصلاحيين أنفسهم كحماه للدولة ودعاة لإستعادتها ولكنهم في الواقع يسعون لإنهائها بفرض الوصاية الخارجية على اليمن، حتى أن سلطة الدولة التي طالما تغنوا بها لا تغطي مقر إقامتها، ويتم تعيين رئيسها وأعضاء حكومتها من قبل محمد بن سلمان.

‏يقدم الانتقاليين أنفسهم كمناظلين لإستعادة الدولة الجنوبية ولكنهم في واقعهم ليسو سوى مرتزقة لدول العدوان لإحتلال اليمن وبالذات المحافظات الجنوبية والشرقية ولترسيخ الاحتلال فيها، لذلك نلاحظ ارتفاع أصوتهم في الدفاع عن اي تواجد عسكري لدول العدوان وكذلك في الدفاع عن كل الخطوات الامارتية لأمرنة جزيرة سقطرى.

‏لقد وهب الله سبحانه وتعالى للإنسان عقلا قادرا على التمييز بين الحق والباطل وبين الواقع والخيال، قال تعالى (بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)، وعملية خداع النفس تبدأ بفقدان الإنسان للبصيرة التي وهبها له الله سبحانه وتعالى وذلك بإلقاء المعاذير والمبررات لتبني المواقف الخاطئة إما بدافع العداء او المصلحة، حتى تتحول مع مرور الوقت لطبيعة متأصلة في نفس الإنسان تفصله عن الواقع الأخلاقي والمنطقى.

‏ولاننا نواجه عدو يمتلك إمكانيات عسكرية ومالية كبيرة لذلك يقوم بدعم مثل تلك الشخصيات المريضة وتوريطها بشكل أكبر ليسهل له التحكم بها ومن ثم يوجد لها مكانة سياسية واعلامية واجتماعية وعسكرية تمكنها من التأثير على غيرها لخدمة مشاريعه، ولولا ذلك الدعم لكانت مثل تلك الشخصيات صفر على الشمال.

‏هذا لا يعني انني اقدم أنصار الله في المقابل كملائكة فهناك من المحسوبين علينا تحركهم العداوات والمصالح، وبمجرد تولي بعضهم لمناصب معينة في الدولة تحولوا لجلادين وأصبح لهم ضحايا انتهى المطاف ببعضهم إلى احضان العدوان للاسف الشديد، وكما لا نقر لأنفسنا بتبرير أخطاءنا او التهرب من تحمل مسؤلية معالجتها فلا يقر أحدا لنفسه بمعالجة الخطأ بخطأ اكبر منه.

‏وما يميز انصار الله على غيرهم هو احتكامهم لمشروع أخلاقي ولقائد حكيم وهذا ما تفتقر له المكونات التي ارتمت في احضان العدوان، ولو لا تسليم قرارهم للخارج لتوصلنا لحل يحفظ كرامة الجميع ولما حصل تدخل عسكري خارجي، وفي المقابل لو ان انصار الله اداروا الأمر بالشكل الصحيح لكنا حسمنا المعركة مع العدوان مبكرا.

المصدر: وسائل اعلام مواقع التواصل الاجتماعي

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك