عندما كان مالك بن نبي يحذر من ظاهرة القابلية للإستعمار بسبب ميل المجتمع للإستكانة للتهرب من واجب التضحية لم يكن يدرك اننا سنعاني اليوم من ظاهرة أخطر وهي قابلية المجتمع للتحرك الخاطء لخدمة المستعمر والتضحية في سبيلة.

‏عندما قامت دول العدوان بقيادة امريكا بحرمان الشعب اليمني من ثرواته ونقلت البنك المركزي وقطعت مرتبات الموظفين بهدف تجويع الشعب كانت تعد في نفس الوقت لما سمته ثورة الجياع ليس ضدها وإنما ضد المدافعين عن سيادة وإستقلال اليمن الذين كانوا حريصين على دفع المرتبات للجميع بما في ذلك من كان يقاتلهم في الجبهات حتى آخر لحظة، ولولا وجود قابلية التحرك الخاطء لدى فئة من المجتمع لما تجرأت دول العدوان على مصادرة ثرواتنا وقطع مرتباتنا، وبالتالي فإن من يحرضون على المدافعين عن سيادة اليمن بحجة المرتبات هم المسؤلين عن انقطاع المرتبات واستمرار انقطاعها.

‏التحرك في الاتجاة الصحيح ضد دول العدوان لا يعفي الدولة من مسؤلياتها وهذا ما تقوم به في حدود امكانياتها، حيث تدفع مرتبات موظفي المؤسسات الإيرادية والقطاعات الحيوية مثل القضاء وتوفير مستحقات العاملين في القطاع الصحي وصيانة الطرق وغيرها.

‏لكن، هل تقوم الدولة بكل واجباتها في حدود امكانياتها على أكمل وجة؟

‏بالطبع لا، فلا زال هناك الكثير من القصور الذي ينبغي إصلاحه، وعندما نتحرك لإصلاحه فينبغي ان نحدد المشكلة ونضع الحل ونسمي الشخص المسؤول عن مقاومة عملية الاصلاح، وهذا ما سأتحدث عنه بالتفصيل في وقت لاحق.

‏عندما نقيم واقع اليمن نجد أن دول العدوان اعتمدت على تفعيل عامل التحرك الخاطء لاحتلال اليمن وركزت على القصف الجوي والحصار لدعم مرتزقتها، وبعد أن استنفذت طاقة المكونات السياسية التي استدعت التدخل لجأت إلى تشكيل مكونات جديدة وترميز شخصيات جديدة اكثر طواعية من سابقتها.

‏نستنتج مما سبق أن المشكلة التي ادت لاحتلال اليمن ليست في ميل المجتمع للإستكانة والتهرب من التضحية بل في ميل بعض مكوناته للتضحية في الاتجاه الخطأ بسبب اختراق وعيهم من قبل العدو، ونلحظ هذه المشكلة بشكل أكبر في الانتقالي وجماعة طارق عفاش والوهابيين الذين تجردوا من كل القيم الدينية والوطنية ويتحركون لخدمة العدو بالمجان.

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك