تعتبر العناية بالشعر جزءًا أساسيًا من روتين الجمال، لكن المعلومات حولها غالبًا ما تكون متناقضة. يوضح التقرير عدة خرافات شائعة، مثل عدم صحة نزع الشعر الأبيض لزيادة ظهوره وعدم ارتباط كثافة رغوة الشامبو بفعاليته. التقصف لا يمكن إصلاحه، بل يتطلب القص، وقص الشعر لا يُسرع نموه. تغيير لون الشعر الداكن إلى الفاتح يحتاج لعدة جلسات. الشامبو الجاف لا يغني عن غسل الشعر تمامًا، وفائدته مؤقتة. غسل الشعر يوميًا لا يضر كما يُعتقد، إذ يُساعد في إزالة التراكمات دون التأثير على إفراز الزيوت الطبيعية. يُفضل استخدام شامبو مناسب لنوع الشعر للحفاظ على صحته.
تعتبر العناية بالشعر جزءًا أساسيًا من روتين الجمال اليومي، ولكنها محاطة بكم هائل من النصائح المتناقضة والمعلومات المتداولة التي قد لا تكون دقيقة. من الوصفات المنزلية التقليدية إلى نصائح المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، يجد الكثيرون أنفسهم في خضم ما هو مفيد حقًا وما هو مجرد خرافة. مع تقدم العلوم المتعلقة بالشعر وظهور مجالات مثل “علم التريكولوجي”، أصبح من الضروري إعادة فحص هذه المفاهيم وتصحيحها.
في هذا التقرير، نقدم لكم أكثر الخرافات شيوعًا حول العناية بالشعر وغسله، مدعومة بآراء الخبراء ودراسات علمية حديثة تبرز الحقيقة من الخيال.
1. نزع الشعر الأبيض يؤدي إلى ظهور المزيد
لا يوجد دليل علمي يثبت أن نزع الشعرة البيضاء يؤدي إلى نمو المزيد منها. وفقًا لرأي مصفف الشعر ويليام واتلي لموقع هاف بوست النسخة الأمريكية، فإن فقدان الميلانين في بصيلات الشعر هو عملية وراثية طبيعية.
2. كلما زادت رغوة الشامبو، كانت فعاليته أعلى
بشكل عام، الرغوة المفرطة قد تشير إلى وجود منظفات قوية قد تكون ضارة. وفقًا لدراسة من كلية الطب بجامعة هارفارد، قد يحتوي الشامبو على الكبريتات مثل “إس إل إس” (SLS) التي تجرد الشعر من زيوته الطبيعية وتسبب تهيجًا للبعض.
3. منتجات علاج تقصف الأطراف
في الحقيقة، لا يمكن إصلاح التقصف، بل يمكن تقليص مظهره بشكل مؤقت. علميًا، نوّهت الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية أن التقصف هو تلف هيكلي في الشعر، ولا يُعالج إلا بالقص.
4. قص الشعر يجعل نموه أسرع
ينمو الشعر من الجذور، وليس من الأطراف، لذا فإن قص الشعر لا يؤدي إلى تسريع نموه، بل يساعد في الحفاظ على مظهره الصحي ومنع تقصفه. ووفقًا للأبحاث، فإن معدل نمو الشعر الطبيعي يتراوح بين 1 إلى 1.5 سنتيمتر شهريًا.

5. تغيير لون الشعر من الداكن إلى الفاتح يمكن أن يحدث في جلسة واحدة
هذه خرافة شائعة، تنشأ من ما يظهر في مقاطع الفيديو القصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم اختصار عملية التغيير في دقائق. لكن الواقع مختلف تمامًا.
الانتقال من لون داكن -مثل الأسود أو البني الغامق- إلى لون فاتح كالأشقر هو عملية تدريجية ومعقدة، تتطلب عدة جلسات تمتد لأسابيع أو حتى أشهر، وذلك لتجنب تلف الشعر أو كسره. إزالة الصبغة الداكنة أو تفتيح الشعر بشكل مفرط في جلسة واحدة يعرض بنية الشعر للخطر، مما يؤدي إلى جفاف شديد وتساقط محتمل.
تقول كايتلين إلسوورث، خبيرة تلوين الشعر: “تحقيق تغيير كبير في اللون يحتاج إلى وقت وصبر، خاصة لمن يرغب في الحفاظ على صحة الشعر ولمعانه”.
6. الشامبو الجاف يغني عن غسل الشعر تمامًا
تعتبر هذه من أكثر الخرافات شيوعًا، خاصة في ظل نمط الحياة السريع واعتماد البعض على الشامبو الجاف كحل سريع للتخلص من مظهر الشعر الدهني. وعلى الرغم من أن الشامبو الجاف يمكنه تحسين مظهر الشعر مؤقتًا، فإنه لا ينظف فروة الرأس أو يزيل الأوساخ كما يفعل الشامبو التقليدي والماء.
كما أن الاستخدام المفرط للشامبو الجاف يؤدي إلى تراكم البودرة والزيوت القديمة وخلايا الجلد الميتة على فروة الرأس، مما يسبب انسداد بصيلات الشعر. هذا التراكم يمكن أن يخلق بيئة غير صحية تسبب الحكة، والتهيّج، وحتى التهابات في فروة الرأس، مما قد يؤثر سلبًا على نمو الشعر أو يؤدي إلى تساقطه.
أظهرت دراسة نُشرت في “المجلة الدولية لعلم الشعر” (International Journal of Trichology) عام 2020 ارتباط الاستخدام المتكرر للشامبو الجاف بزيادة حالات التهاب فروة الرأس الدهني وظهور مشاكل في نمو الشعر نتيجة انسداد المسام وضعف الدورة الدموية في منطقة فروة الرأس.
الشامبو الجاف لا يزيل بقايا العرق أو الأوساخ أو منتجات تصفيف الشعر، بل يمتص فقط الزيوت السطحية ويخفي مظهرها اللامع، مما يعني أن هذه المواد تبقى متراكمة على فروة الرأس وتؤثر على صحتها على المدى الطويل.
يفضل استخدام الشامبو الجاف فقط عند الضرورة، مثل أثناء السفر أو في حالات الطوارئ، وليس كبديل دائم للشامبو والماء. يُنصح بغسل الشعر بشكل منتظم باستخدام شامبو مناسب لنوع الشعر، بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات في الإسبوع، للحفاظ على صحة الفروة وتنظيم إفراز الزيوت الطبيعية.

7. غسل الشعر يومياً يُزيل الزيوت الطبيعية
غسل الشعر يوميًا لا يشكل ضررًا طالما يتم استخدام شامبو مناسب لنوع الشعر. فالزيوت الطبيعية التي تفرزها فروة الرأس تتجدد باستمرار، والغسل يزيل التراكمات والدهون القديمة والبكتيريا دون أن يؤثر على إفراز الزيوت الجديدة. كما يعتمد ترطيب الشعر بشكل أساسي على الماء، وليس على الزيوت كما يعتقد البعض.
نشرت دراسة في “مجلة الأمراض الجلدية التجميلية” (Journal of Cosmetic Dermatology) تؤكد أن الشامبو المناسب لا يُجفف الشعر بل يساعد على تنظيفه وترطيبه، خصوصًا إذا كان يحتوي على مكونات مرطبة مثل الغليسيرين أو البانثينول.