في مقال نشرته صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، وقع نحو 300 كاتب فرنسي، بينهم الحائزان على جائزة نوبل للأدب آني إرنو وجان ماري غوستاف لوكليزيو، على بيان يصف الوضع في غزة بـ”الإبادة الجماعية”. دعا الكتّاب إلى “وقف فوري لإطلاق النار” وإدانة الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، مشددين على ضرورة فرض عقوبات على إسرائيل. نوّهوا أن استخدام هذا المصطلح ليس شعاراً بل ضرورة قانونية، مأنذرين من تصاعد الانتهاكات. البيان أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية والسياسية الفرنسية، حيث رحب به البعض بينما اعتبره آخرون “متحيزاً” أو “مسيساً”.
28/5/2025–|آخر تحديث: 13:51 (توقيت مكة)
أدان حوالي 300 كاتب باللغة الفرنسية، في مقال نشر يوم الثلاثاء، ما اعتبروه “إبادة جماعية” للسكان في غزة، بينهم اثنان من الحائزين على جائزة نوبل للأدب، وهما آني إرنو وجان ماري غوستاف لوكليزيو. وقد دعوا إلى “وقف فوري لإطلاق النار”.
كتب هؤلاء في المقال الذي نشرته صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية: “كما كان من الضروري وصف الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، يجب علينا اليوم أن نصف ما يحدث بأنه (إبادة جماعية)”. وهو مصطلح يحمل تبعات قانونية وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948.
“لم يعد بالإمكان الاكتفاء بكلمة (رعب)؛ يجب أن نطلق على ما يحدث في غزة اسم إبادة جماعية”
وأضافوا: “أكثر من أي وقت مضى، ندعا بفرض عقوبات على دولة إسرائيل، وندعا بوقفٍ فوري لإطلاق النار، يضمن الاستقرار والعدالة للفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وآلاف السجناء الفلسطينيين المعتقلين ظلماً في السجون الإسرائيلية، ويضع حداً فورياً لهذه الإبادة الجماعية”.

جدير بالذكر أن آني إرنو، التي نالت جائزة نوبل للأدب عام 2022 اعترافاً بـ “شجاعتها وبراعتها السريرية في كشف الجذور والاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية”، معروفة بمواقفها السياسية الداعمة لحرية فلسطين. فيما يملك جان ماري غوستاف لوكليزيو، الحائز على نفس الجائزة عام 2008، تاريخاً طويلاً في الدفاع عن حقوق الإنسان، وتتميز أعماله بالتركيز على قضايا مثل الهجرة، والهوية الثقافية، والتفاعل بين الحضارات.
من بين الموقعين على المقال كتاب حازوا مؤخراً على جائزة غونكور الأدبية المرموقة، مثل إيرفيه لو تيلييه، وجيروم فيراري، ولوران غوديه، وبريجيت جيرو، وليلى سليماني، وليدي سالفير، والأديب السنغالي محمد مبوغار سار، ونيكولا ماتيو، وإيريك فويار.
إيرفيه لو تيلييه، المولود في باريس عام 1957، كاتب ولغوي وعضو في مجموعة “أوليبو” الأدبية، وقد نال جائزة غونكور عام 2020 عن روايته “لانومالي”، التي حققت مبيعات تفوق المليون نسخة في فرنسا. بينما جيروم فيراري، المولود عام 1968، كاتب ومترجم فرنسي حصل على جائزة غونكور عام 2012 عن روايته “موعظة عن سقوط روما”. ولوران غوديه، المولود عام 1972، روائي وكاتب مسرحي نال جائزة غونكور عام 2004 عن روايته “شمس آل سكورتا”، بعد حصوله على جائزة غونكور للثانويات عام 2002 عن روايته “موت الملك تسونغور”.
تتزايد الاتهامات الموجهة لإسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة من قبل الأمم المتحدة، ومجموعات حقوق الإنسان، والعديد من الدول، لكن هذا المصطلح، الذي ترفضه إسرائيل بشدة، يثير انقسامات بين مراقبي هذه الحرب.

شدد الموقعون على أن هذا الوصف “ليس شعاراً”، رافضين “إبداء تعاطف عام غير مجد، من دون توصيف ماهية هذا الرعب”.
ولفتوا إلى أن بعض تصريحات الوزراء الإسرائيليين، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، تعكس نوايا إبادة، موضحين أن استخدام مصطلح “إبادة جماعية” لم يعد موضع جدل بين خبراء القانون الدولي ومنظمات حقوق الإنسان مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
كما نوّه البيان على أن هناك مسؤولية جماعية على عاتق المثقفين، داعياً إلى اتخاذ موقف واضح ضد ما اعتبروه “جريمة العصر”.
هذا البيان أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية والسياسية الفرنسية. فيما رحب به العديد من المثقفين والناشطين الحقوقيين، اعتبره آخرون موقفاً “متحيزاً” أو “مسيساً”، خاصةً في ظل حساسية استخدام مصطلح “إبادة جماعية” وما يترتب عليه من تبعات قانونية وأخلاقية.
من جهة أخرى، انضم أكثر من 380 كاتباً وفناناً عالمياً، بينهم زادي سميث، وإيان ماك إيوان، وإليف شافاق، إلى بيان مشابه نشر في صحيفة الغارديان، وصفوا فيه ما يحدث في غزة بأنه “إبادة جماعية”، مأنذرين من ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، وتقديم مساعدات إنسانية غير مشروطة.