الخميس, مايو 29, 2025
الرئيسية الأخبار هل يطيح ترامب بكل من يُعطل سياساته؟
هل يقيل ترامب كل من يعرقل سياساته؟

هل يطيح ترامب بكل من يُعطل سياساته؟

40
0
إعلان


في 26 مايو، أُقيل عدد من كبار مسؤولي مجلس الاستقرار القومي الأميركي، بينهم إريك تريجر، كبير مستشاري الشرق الأوسط، وميراف سيرين، مديرة شؤون إسرائيل وإيران، دون تقديم تبريرات رسمية. يرى مراقبون أن هذه الإقالات تعكس رغبة القائد ترامب في تطهير البيت الأبيض من معارضة سياساته الخارجية الطموحة تجاه إيران وغزة وسوريا. تأتي هذه الخطوة في ظل علاقات متوترة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، بينما يهتم ترامب بإعادة هيكلة صنع القرار الخارجي وتخفيض تأثير المؤسسات التقليدية. تريجر، خريج معهد واشنطن، كان أحد أبرز المستشارين في قضايا الشرق الأوسط.

واشنطن- قبل نصف ساعة من انتهاء عصر يوم الجمعة الماضي، الذي كان آخر أيام العمل قبل عطلة نهاية الإسبوع الطويلة بمناسبة عيد الذكرى، تلقى عشرات المسؤولين في مجلس الاستقرار القومي الأميركي بريدًا إلكترونيًا يطلب منهم جمع أغراضهم الشخصية، بسبب إقالتهم.

آخر تحديثات الأخبار تيليجرام

إعلان

كان إيريك تريجر، المدير الأول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس، من أبرز الذين تلقوا خبر الإقالة. يُشتهر بتوجهه المتشدد وقربه الشديد من سياسات السلطة التنفيذية الإسرائيلية اليمينية في مختلف القضايا الخاصة بالشرق الأوسط. إلى جانب تريجر، تم إقالة ميراف سيرين، المديرة لشؤون إسرائيل وإيران في المجلس.

ولم تقدم الإدارة الأميركية تفسيرًا رسميًا للإقالات، وقد اعتبرها مراقبون خطوة في إطار تطهير البيت الأبيض من رموز “الدولة العميقة” في عملية صنع قرارات الإستراتيجية الخارجية.

في الوقت نفسه، اعتبر آخرون أن التوقيت يشير إلى استياء القائد الأميركي دونالد ترامب من عرقلة فريق الإستراتيجية الخارجية لأجندته الطموحة في الشرق الأوسط، والتي تشمل التوصل لاتفاق جديد مع إيران بشأن برنامجها النووي، ووقف الحرب على قطاع غزة، وتطبيع العلاقات مع السلطة التنفيذية السورية، بالإضافة لوقف الهجمات الأميركية على اليمن.

مركزية القرار

جاءت الإقالات في وقت كانت العلاقات بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشهد توترات متزايدة، خاصة مع اتخاذ واشنطن مواقف تخالف الرغبات الإسرائيلية بشأن قضايا إيران واليمن وسوريا.

تزامنت هذه الإقالات مع جهود ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يشغل أيضًا منصب القائم بأعمال مستشار الاستقرار القومي، لإعادة هيكلة وتقليص الهيئات القائدية في صنع الإستراتيجية الخارجية.

منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، قلّص ترامب دور الكونغرس، ومجلس الاستقرار القومي، ووزارة الخارجية، وأجهزة الاستخبارات المختلفة في صنع قرارات الإستراتيجية الخارجية الأميركية.

كما تم الاستعانة بصديقه المقرب، ستيفن ويتكوف، ليشرف على ملفات الحرب الأوكرانية والمواجهة في غزة، وكذلك ملف المفاوضات النووية مع إيران.

يُذكر أن ترامب، بعد انتهاء الجولة الخامسة من مفاوضات الملف النووي في روما، لفت إلى أن المحادثات الأميركية الإيرانية أحرزت “تقدمًا حقيقيًا” ولديه “أخبار جيدة” بخصوص ذلك في وقت لاحق من الإسبوع.

جاءت تصريحات ترامب المشجعة بعد أيام من تحديد مسؤولين أميركيين وإيرانيين خطوطًا حمراء متناقضة بشأن مستقبل تخصيب اليورانيوم داخل إيران، مما يشير إلى تنقل مواقف الدولتين تجاه هذه المسألة الحساسة.

وفي المقابل، دعا ترامب علنًا، دون استخدام الضغوط الأميركية المتاحة، إلى إنهاء الحرب على غزة، معبرًا عن رغبة في إنهاء المواجهة في أقرب فرصة، حيث قال من على متن الطائرة الرئاسية: “لقد تحدثنا مع إسرائيل، ونرغب في عجل الأمور لنرى كيف يمكن وقف هذا الوضع بأسرع ما يمكن”.

خسارة الدور

مع تولي ويتكوف الإشراف على قضايا المنطقة الحيوية، لم يتعارض منصب تريجر مع مهام المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، الذي لا يتمتع بخبرة سياسية في المنطقة ويعتمد على أسلوب الصفقات.

استمر تريجر كأحد أبرز المسؤولين في المجلس فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، وبينها المواجهة في غزة والمفاوضات النووية الإيرانية ومستقبل العلاقات مع سوريا والتنمية الاقتصاديةات الخليجية في أميركا.

كان تريجر قريبًا من ترامب أثناء زياراته إلى الخليج، وظهر خلفه في عدة مناسبات، آخرها الاجتماع الذي انعقد الفترة الحالية الجاري مع القائد السوري أحمد الشرع بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ومع عدم تخصص وزير الخارجية روبيو أو كبير مستشاري ترامب ويتكوف في قضايا الشرق الأوسط، زادت أهمية تريجر في دائرة صنع القرار الخاصة بترامب تجاه هذه المنطقة.

ظهر تأثير تريجر بشكل واضح خلال زيارات نتنياهو للبيت الأبيض، حيث تبنّى ترامب مواقف مؤيدة بشكل غير عادي لمدعا إسرائيل، متجاوزًا لطرح بديل لتهجير سكان قطاع غزة.

جلس تريجر في الصف الثاني خلف جيه دي فانس، نائب القائد الأميركي، خلال المؤتمر الصحفي الشهير لترامب مع نتنياهو في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض، كما شهدت إحدى الاجتماعات مع ملك الأردن عبد الله الثاني في فبراير/شباط الماضي، تواجده واقفًا بجانب ترامب في المكتب البيضاوي.

Eric Trager is the Esther K. Wagner Fellow at the Washington Institute for Near East Policy, where his research focuses on Egyptian politics. His writings have appeared in the New York Times, Wall Street Journal, Foreign Affairs,
إريك تريجر يعد أحدث خريجي معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (مواقع التواصل)

خبير الشرق الأوسط

في كلتا المناسبتين، حمل تريجر معه ملفًا يحمل بيانات وملخصات ومواقف قد تحتاجها الإدارة عند اللقاء مع ضيوفها من الشرق الأوسط، حيث يعتبر أحد أهم مستشاري ترامب في الأمور المتعلقة بالمنطقة، ويظل له تأثير في صنع القرار الأميركي.

يُذكر أن تريجر كان من بين خريجي معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (دبليو آي إن إي بي) (WINEP) الذين يشغلون مناصب قيادية، وبعد مغادرته عام 2017، انتقل إلى مجلس الشيوخ كموظف في لجنة العلاقات الخارجية المعنية بقضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ثم أصبح رئيس موظفي لجنة القوات المسلحة بالمجلس تحت إشراف السيناتور الجمهوري جيمس أنهوف.

تأسس معهد واشنطن عام 1985، ويعود تأسيسه إلى لجنة العلاقات السنةة الأميركية الإسرائيلية “أيباك“، وهو يعد من أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي، ولا يُعرف عن المعهد انتماءً حزبيًا محددًا. عادةً ما تضم كل إدارة أميركية عددًا من كبار الباحثين من المعهد، سواء في البيت الأبيض أو وزارة الخارجية أو مجلس الاستقرار القومي أو وزارة الدفاع “البنتاغون” أو الكونغرس.


رابط المصدر

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا