انتهى حلم الانفصال
هل يمكن القول بأنَّ حلم الانفصال تلاشى وخفت في حقبة الانتقالي؟
نعم أقولها وبكل ثقة ويقين ولكل يمني في الداخل والخارج، بأنَّ حلم الانفصال قد ذهب ولن يعود.
ذهب يوم أن دخل عبيد الإمارات على بيوت أهل أبين وشبوة وعدن.
ذهب يوم فتح عبيد الإمارات السجون لأبناء الجنوب، وساموهم سوء العذاب.
ذهب يوم ديست كرامة الضعفاء، و أُحرِقت خيام وبسطات الباعة، و طُرِدوا على ظهر دينات كالأغنام باسم الجنوب دون احترام لكرامة الإنسان.
انتهى مشروع الانفصال حين احتُكِر على مناطق بعينها، فتحكمت في عدن، وعادت الجميع، وخونت كل من خالفها، واعتبرت نفسها الوصي على جنوب اليمن.
انتهى الحلم يوم أن سلموا كل شيء للإماراتي، وظنوا أنَّ بقية الشعب سيرضى الذل والهوان كما رضوه هم.
مشروع الدولة الجنوبية أضحى لا يمثل سوى منطقتين وقرية، بينما المراكز الكبرى ومناطق الثروات بعيدة عن كل تلك الأحلام السرابية. فقد شقت أبين وشبوة طريقهما، وقررتا مصيرهما بالبقاء في ظل الدولة التي لا غنى عنها. وقبل ذلك المهرة وحضرموت وسقطرى ، وبقي الدور الآن على عدن ولحج، وبيننا وإياهم غداً، وإنَّه لناظره قريب.
سالت دماء شباب الجنوب في ظل 3 سنوات من الصراع منذ أن ظهر الانتقالي، وإنَّها ستبقى آثام وذنوب على كاهل رؤوس الشياطين التي أسعرت حروب، و فرقت شمل الإخوة، وأعادت للناس ذكريات الماضي المؤلمة.
أقولها و كلي ثقة بقومي وأعرف معادنهم، بأنَّ دماء أبناء أبين وشبوة ستجف حين ينتهي الخلاف، فلسنا دعاة ثأر، ولا نبحث عن رد الإساءة بمثلها، و لكن إن أراد عبيد الإمارات النزول والقتال على أرض أبين وشبوة فالأرض لا تعرف إلا أهلها، وسيضيعون بين وديانها وستبتلعهم رمالها، ولن ترحمهم جبالها، فلن يخرجوا منها إلا جثث مرمية بين السواحل والشعاب. ولن نراعي فيهم الدم اليمني الواحد كما فعلنا في المرة السابقة حين عُوملوا معاملة الأسير و رُدُّوا إلى أهلهم بكل كرامة و احترام، ومع هذا فكرامتنا تمنعنا ان نذهب لمناطقهم كما يفعلون.
أما إن رشدوا و عادوا لحضن الوطن الكبير ووضعوا أيديهم في أيدي بقية أبناء اليمن الواحد، فهذا كفيل أن يمحي كل الماضي بسواده وظلامه، والخيار لهم.
إلى إخواني في الانتقالي..
كفاكم احتقاراً للناس
كفاكم تغطرساً
كفاكم تجاهلاً لفشلكم
كفاكم ضحكاً على المساكين الذين ظنوا فيكم تحقيق حلم صار سرابا
كفاكم تسلقاً على دماء الشرفاء في 2015 وما بعدها لتحققوا بها مآربكم الخبيثة
كفاكم ذلاً ومهانة لمحتل يبيع ويشتري فيكم مقابل دراهم معدودة
كفاكم امتهاناً لأنفسكم، و تضييعاً لعزة اليمني الذي أضحى يُمنع دخول بلده في عهدكم
كفاكم إغراقاً لعدن في وحل من الهمجية والعشوائية، و ظلماً لأهلها المسالمين.
أما لغة التهديد والوعيد التي نراها بين حين وحين، فهي القشة الأخيرة التي يحاولون أن يتمسكوا بها، والتي يحاولون بها إقناع من بقي من البلهاء المصدقين لهم، لن تلقى مقابلها إلا أسود بأسها شديد لا تخاف في الحق قول قائل ولا تهديد عبد من العبيد.
الكاتب: عادل الحسني اعلامي يمني
المصدر: فيسبوك حساب عادل الحسني الرسمي