ضالعي يناقش أبيني عن الوحدة اليمنية والإنفصال.. من هم الأدوات ومن هم على الحق

0
161

حوار جنوبي جنوبي

ناقشني أخ من الضالع، وهو على قدر من العقل والحكمة، ودار بيننا هذا النقاش.

محمد الضالعي: يا أخ عادل دعنا نتناقش بموضوعية عن الوحدة والانفصال، بعيدًا عن الاتهامات والسب التي يكررها غالبية العوام منَّا ومنكم، بأنَّ أهل أبين وشبوة لا يقفون مع الجنوب ويسلمونه للشمالي، وأنَّ أهل الضالع ويافع عنصريون ومجرد أدوات مع الإمارات، وغيرها من التهم من هنا وهناك.

سؤالي لك، لماذا أنتم في أبين وشبوة متمسكون بالوحدة، وزاد تمسككم فيها بشدة منذ أحداث أغسطس العام الماضي، مع أنَّ هناك شخصيات من عندكم مشاركة في النضال عن مشروع استعادة الدولة؟

الحسني: أهلاً بك أخي محمد. جوابي لك بأنَّا عشنا سوية من عام 1990م حتى 2015م ونحن أكثر من إخوة، يسير السائر من أبين حتى الضالع لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه.

كنت أذهب إلى الضالع ويافع وكأني ذاهب إلى داري وناسي، أما اليوم بعد أن دخلت الأحقاد بين الإخوة، وعادت نعرة الجاهلية المقيتة بيننا، هل يستطيع الضالعي أن يشعر بشعور الديار في أبين؟ أو هل أستطيع الذهاب إلى الجليلة وشكع؟

حين كنا مجموعين في نفس الظل لم نتناحر، ولكن التفرقة أذهبت ريحنا وأفشلت إخوتنا.

وأما الدفاع عن الوحدة فجاء نتيجة عملية إقصاء شعر بها أبناء أبين وشبوة، وقد زادت بشكل واضح منذ عام بسبب الاستهداف المباشر لهم، فهل نسيت فتاوى الجهاد عليهم والنفير العام، وأيضاً القصف الإماراتي على مشارف العلم.

أما الشحصيات التي تتحدث عنها فليست إلا ممثلة لنفسها ولا تعبر عن رأي سواد الناس الأكبر.

ثم يا أخي الكريم، أريد أن أخبرك بأنَّ هناك فرق كبير بين وحدة الإنسان والأرض التي عاش عليها آباؤنا وأجدادنا دهر طويل، فاليمن لم تكن إلا أرض متصلة لم تقسمها إلا فترات الاستعمار بين الأجزاء، وبين وحدة الحكم السياسي الواحد الذي فشل، وجميعنا متفقون في هذه النقطة، ولا مجال لتكرار الفشل، لهذا نحن مقتنعون اليوم بفكرة حكم الأقاليم لنفسها في ظل دولة يمنية تضمن لكل إقليم استقلاليته في التنمية والحكم، فعدن لن يحكمها شمالي وإنما ستكون بين أبناء الإقليم فقط، فاطمئن يا أخي، المشكلة هي جنوبية جنوبية، فنحن لم نستوعب أنفسنا بأنفسنا.

محمد الضالعي: طيب يا أخ عادل نحن دولة وعلم وعملة قبل 90 ومن حقنا أن نطالب باستعادة دولتنا، فلا وحدة تكون بإكراه، ولا دولة تقوم في ظل عدم توافق شطريها.

الحسني: الدولة التي تتحدث عنها عمرها مقتصر بين عامي 67 بعد خروج بريطانيا، إلى 90 عند عودة التحام الشطرين، بلغة الأرقام نجد أنَّ عمر الجمهورية اليمنية أكبر من عمر جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

ومن ثم راجع هذه الحقبة، ستجدها مليئة بالصراع والدماء والسجون، وهذا ما يتكرر حاليًا للأسف الشديد بعد أن آل الأمر لفئة جنوبية معينة، لتجعل من عدن نموذج مظلم، هذا وأنتم فقط لا زلتم تطالبون بالانفصال، فكيف لو تحقق الانفصال على أيديكم فعلاً، ماذا بعد تخبئون لعدن؟!

محمد الضالعي: طيب يا أخ عادل، الواقعية شيء جميل، وفي ظل هذا الوضع، نحن مصرون على مشوارنا، وأنتم كذلك، فما الحل؟

الحسني: أخي، اليوم الذي يستطيع الانتقالي أن يفرض فكرته بالعقل والمنطق بعيدًا عن لغة السلاح والقوة سينجح، ولكن طالما وهو صناعة إماراتية منذ يومه الأول في 2017م، فنحن سنقف له بالمرصاد ودون هوادة، فلا يرضى شخص أن يجعل دولته مرتهنة لدولة أخرى، أليس كذلك؟

فلا تأتي دولة لها سيادتها بمدرعات ورواتب أجنبية، فالمرحلة الأولى أن يتخلص الانتقالي من عباءته الإماراتية وأن يكون جنوبيًا لا غير، ثم بعد أن ينفذ هذا سيكون الأمر متروكًا للشعب، إن اقتنع بهم حكامًا عليهم، فعلى العين والرأس، وإن أرادوا غيرهم فهذا حق الشعب ولا حق يعلو فوق حقهم.

محمد الضالعي: طيب هل أنت موافق على بقاء قوات شمالية في الجنوب، وأنت تعلم أن هذا مستفز جداً لنا، وأنت بنفسك حاربت الحوثي في 2015م، والشماليين مرتاحين بوضعهم معه، لو كان فيهم خير لتوجهوا نحو صنعاء بدلاً من عدن.

الحسني: نحن قاتلنا الحوثي قتال واجب في أرضنا حين جاءها غازيًا متمردًا على الدولة ومنقلبًا على مؤسسات الدولة الشرعية، وأراد أن يهدم ثوابت الجمهورية وأن يعيد الوطن إلى حقبة سوداء.

أما حرب الحوثي في شمال الوطن فمن الذي أقنعكم بأنَّ الشمالين راضون بوضعهم تحت وطأة الانقلاب الأم لليمن، غير أنَّ تشتت مسار الحرب بما حدث في عدن، جعل بوصلة الدولة مهتزة بين عدن التي لا يليق بها رعاية انقلاب، وعودة عدن إلى حضن الدولة وجعل منها الانطلاق الحقيقي لشرارة استعادة كامل تراب الوطن سيدونه التاريخ بأحرف من نور ويثبت من مكانة عدن القيمة في اليمن، وصنعاء الرازحة تحت حكم الحوثي المظلم والي يعتبر أساس كل بلاوي الوطن .

أما عن الكتيبة التي في أبين من مأرب فغيركم منزعج من قوات طارق صالح وعلاقتكم به القوية وهو من قتل وسفك دم ابناء عدن وليسوا اهل مأرب واستماتتكم في اختيار معين عبدالملك ورفض خيار رئيس وزراء من حضرموت كشف المستور ان القضية ليست شمالي وجنوبي بقدر ما هي اختيار إماراتي فحين رضيت الإمارات عن طارق صالح ومعين عبدالملك رضيتم عنهم .

وهنا والله لا نريد أن تُراق دماء إخوة لنا من الضالع أو يافع لا ناقة لهم في هذه الحرب ولا جمل غير أنَّ هناك أوامر عليا تأتي من أبو ظبي بمحاربة وجود الدولة ومؤسساتها والا فماذا ذهب بكم إلى سقطرى!

كما أنَّ فكرة وجود قوات جنوبية فقط دون أي جندي شمالي هي أساس من أسس مشروع اليمن الكبير بأقاليمه الستة والتي تحكم نفسها سياسيًا وعسكريًا من أبنائها فقط، هذا المشروع الذي ترفضونه دون أن تستوعبوه جيداً.

محمد الضالعي: أخي عادل ركزنا عليك كثيرًا في الآونة الاخير تذم الضالع ويافع، وفي المقابل تمدح أبين وشبوة، وهذه مناطقية لم نعهدها منك، فما سبب هذا؟

الحسني: صدقت وقد تعمدت ذلك، وأنا لا أؤمن به، ولكن حتى أخرج الأصوات الحرة في َتلك المناطق التي استفزها ما أكتبه، وقد نجحت ولله الحمد، وكل يوم تخرج أصوات حرة وكريمة من الضالع ويافع تتبرأ من هذا المشروع الإماراتي الصرف الذي جعل منهم عساكر في خدمته.

محمد الضالعي: هل أهل الضالع فعلاً بدرجة السوء التي تتحدث عنها، وأنهم ليسوا إلا أدوات بيد الإمارات؟!

الحسني: أكدتُ مرات عديدة بأنَّ أهل الضالع على عيني وفوق رأسي، وفيهم شرفاء وأقيال وأخيار، ولكن هناك من تصدر الصورة باسم الضالع أو يافع، وبأوامرهم أو تنفيذهم المباشر عبثوا بعدن كثيرًا، بين نهب أراضي، وتعدي على محارم بيوت كثير من القيادات في الدولة وخاصة من أبناء أبين أمثال الميسري والعيسي.

ولا تنسَ تجريف الباعة البسطاء من أبناء المحافظات الشمالية دون ذنب، وغيرها من الأفعال التي جعلت من اسم الضالع ويافع مرتبطًا بها بسبب أولئك الأشخاص.

محمد الضالعي: ولكن يا أخ عادل، أهل الضالع ويافع أكثر من ساهم في حرب الحوثي في كل الجبهات، وقدمت شهداء ومصابين بالمئات، ولا زالت تقدم حتى اليوم، فهل حصرتم تلك المناطق فقط بأعمال لا تمثل إلا أصحابها، أما البقية فهي صادقة في استعادة الدولة.

الحسني: بالنسبة للشهداء فالجميع قد قدم، ولا ننكر دور الضالع في حرب الحوثي وكل منطقة تدعي انها قدمت اكثر والتاريخ هو من يحكم ويدون بالأرقام ، ولكن هذا لا يبرر أن يكون هناك حق في الظلم والبلطجة في عدن، فماذا فعلت بكم عدن لتستحق منكم كل هذا؟

أعلم أن منكم صادقين، ولكن طالما والنتيجة واحدة فلا يمكن لنا أن نفرق بين صادق أو كاذب، إن كان الصادقون حريصين على عدالة قضيتهم، فليتحركوا على الفور لمحاسبة المتسبب في هذه الصورة النمطية عليكم، وإلا فإنَّ الجميع مشترك في الفعل.

محمد الضالعي: طيب يا أخ عادل، أي المشاريع ترجحها للجنوب دام أن الانفصال لا يعجبكم، وهل تريد الإمارات تخرج حتى يحنو الجو لقطر وتركيا أن تحل محلها وتمكن الإخوان من الحكم، وقد يكون لك هذا التوجه بحكم أنك تعيش بقطر وعضو في الإخوان.

الحسني: هههه والله يا أخ محمد ما دخلت قطر في حياتي ولا أعيش فيها، ولا لي أي صلة ولا انتماء لا لإخوان ولا لأخوات، ولكن البسطاء عندما يروني على قناة الجزيرة يظنوني إخواني او في قطر على الرغم من أن الجزيرة تستضيف حتى يهود ومنكم من الانتقالي، أما انا أتنقل في دول أخرى وأكثر وقتي في شرق آسيا. وهذا مثال بسيط لك كيف يصنعون الكذبة ويشيعونها حتى يصدقها البسطاء.

عموماً أنا متمسك بمشروع يمني صرف، ليس فيه أي تدخل خارجي، مع بناء علاقات مع العالم كله على ضوء مصلحة بلدي وشعبي فقط.

والقول باستبدال الوجود الإماراتي بآخر قطري تركي، فهذه الاسطوانة قد خرجت من مطابخ المخابرات الإماراتية حتى يقننوا بقاءهم في سقطرى وبقية الجزر والموانئ، فهل نحن أمة لا كرامة لها أو نخوة حتى لا نعيش إلا بوجود تدخل أجنبي في بلادنا؟

إنَّ كل من يجري الدم اليمني في عروقه لن يرضى أن يكون على أرضه إلا قوات بلاده الوطنية الصادقة، فلن نفرط بشبر من تراب الوطن لا لخليجي ولا فارسي ولا تركي ولا غيرهم، هل تتفق معي في هذه أم لك رأي مخالف؟

محمد الضالعي: أما هذه فلا أستطيع أن أخالفك فيها مع أني مصرعلى فكرتي بالانفصال، ولك مني كل الود والاحترام.

الحسني: ولك مني أخي محمد كل الود والاحترام، وهذه قناعتك وأحترمها، لكن لا تستطيع أن تفرضها عليَّ، والسلام.

#عادل_الحسني.

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك