قبل مئات السنين، كان عدد سكان اليمن لا يتجاوز المليون نسمة. كانت الأودية تجري غزيرة من صنعاء، ذمار، البيضاء، عمران، وأجزاء من المحويت وحجة إلى مأرب والجوف، ممتلئة بالعيون التي تجري معظم أيام السنة وتصب في صحراء الجوف ومأرب ثم شبوة وحضرموت، لتنتهي في بحر العرب عند سيحوت.
مع الزيادة السكانية وتوسع الزراعة، استحوذت الأراضي الزراعية على معظم مصادر المياه، مما أدى إلى جفاف النهر معظم أيام السنة ما عدا موسم الأمطار. مع استمرار الزيادة السكانية وتوسع المناطق السكنية لتشمل الأودية، زاد الطلب على المياه بشكل كبير.
لذلك، تم حفر الآبار الارتوازية واستنزاف المياه الجوفية بشكل مكثف، حتى وصل عمقها في بعض المناطق إلى 1000 متر. هذا الاستنزاف الشديد أدى إلى نضوب المياه الجوفية في المحافظات الجبلية، التي تعتبر مصدرًا رئيسيًا للمياه.
لماذا لا يمكن عودة نهر الخارد؟
- الزيادة السكانية: تؤدي الزيادة السكانية المستمرة إلى زيادة الطلب على المياه بشكل كبير.
- الاستنزاف المفرط للمياه الجوفية: أدى حفر الآبار الارتوازية العميقة إلى استنزاف المياه الجوفية بشكل كبير.
- التوسع العمراني: أدى التوسع العمراني في المناطق الجبلية إلى تقليل المساحات الخضراء التي تمتص المياه.
- تغير أنماط هطول الأمطار: قلة الأمطار وتغير أنماطها ساهمت في تفاقم المشكلة.
أمثلة توضيحية:
- وادي بنا: يستهلك سكان وادي بنا حوالي 19 مليون متر مكعب من المياه سنويًا. إذا كان عدد السكان أقل، لكان هناك فائض من المياه يمكن أن يغذي النهر.
- نهر الخارد: كان هذا النهر يعتمد على المياه الجوفية والأمطار الموسمية. مع استنزاف المياه الجوفية وتغير أنماط الأمطار، أصبح من المستحيل عودة النهر إلى حالته السابقة.
الخلاصة:
إن عودة نهر الخارد إلى حالته السابقة أمر شبه مستحيل في ظل الظروف الحالية. يجب علينا التركيز على إدارة الموارد المائية المتاحة بشكل مستدام والبحث عن حلول بديلة لتوفير المياه للسكان.