رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نوّه اليوم أن مناطق غزة ستظل تحت السيطرة العسكرية، مشيراً إلى استعداده لوقف إطلاق النار مؤقتاً لاستعادة الأسرى. خلال مؤتمر في القدس، زعم أن إسرائيل تلتزم بتحقيق أهدافها في الحرب على حماس، ووجه بتنفيذ ضربات أقوى. كما لفت إلى استعداد لإدخال مساعدات إنسانية لتجنب أزمة في غزة. تصريحات نتنياهو تأتي وسط تصاعد الانتقادات الدولية لسياسات التجويع في القطاع، حيث يعاني نحو 2.4 مليون فلسطيني. تزايدت الانتقادات أيضاً داخل إسرائيل بسبب فشله في إدارة الحرب، حسب قول عائلات الأسرى.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نوّه اليوم الأربعاء على استمرار سيطرة جيشه على جميع مناطق قطاع غزة، مشيراً إلى استعداده لوقف إطلاق النار بغرض إعادة الأسرى ولكن هذا التوقف سيكون “مؤقتاً”.
وفي مؤتمر صحفي من القدس، ادعى نتنياهو أن إسرائيل “ملتزمة بتحقيق أهداف الحرب في القطاع بأكمله”، وأن قواته “توجه ضربات قوية لحركة حماس”، لافتاً إلى توجيهه مع وزير دفاعه يسرائيل كاتس بتنفيذ ضربات أقوى وأكثر كثافة.
كما جدد نتنياهو تأكيده على استعداده لإنهاء الحرب في غزة مع وضع شروط تضمن “أمن إسرائيل ومنع حماس من البقاء في السلطة”، مضيفاً “ربما تمكنا من اغتيال محمد السنوار في غزة”.
ولفت نتنياهو إلى أن “هناك 20 أسيراً حياً و38 جثة سنعمل على استرجاعهم جميعاً”، موضحاً أن إسرائيل أعادت 197 شخصاً من المحتجزين، مضيفاً أنه “لا يمكن استعادة المختطفين بدون ضغط عسكري وسياسي”.
وقال نتنياهو أيضاً “حلفاؤنا يدعموننا ولكنهم قلقون بشأن حدوث مجاعة أو أزمة إنسانية في غزة”، مشيراً إلى أن إسرائيل ستعمل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لتفادي أي أزمة إنسانية.
وكرر نتنياهو تأكيده على قدرة إسرائيل في تغيير وجه الشرق الأوسط، قائلاً “حددنا قدرات حزب الله اللبناني وأسقطنا نظام الأسد وكسّرنا محور الشر الذي تقوده إيران”، وفق التصريحات التي أدلى بها.
كما أضاف أن إسرائيل وجهت “ضربات قوية للحوثيين في اليمن”، لكنه لفت إلى أن “لا يزال لدينا كلمة لنقولها”. ونوّه على أن تل أبيب تعمل على منع إيران من تخصيب اليورانيوم.
تأتي تصريحات نتنياهو في وقت تتزايد فيه ردود الفعل الدبلوماسية الأوروبية والدولية المنددة بسياسة التجويع التي تتبعها إسرائيل في غزة والمدعاة بوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن ما تتعرض له إسرائيل يعد “أزمة دبلوماسية غير مسبوقة” نتيجة تصعيد الحرب على غزة، واصفة ما يحدث بأنه “تسونامي دبلوماسي”.
يتزامن ذلك مع الانتقادات الموجهة لنتنياهو داخل إسرائيل، حيث يتهمه البعض بالفشل في إدارة الحرب، حيث شهدت البلاد مظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين تُظهر استنكارهم لما وصفوه بأنه “يمارس الكذب ويسعى لإنقاذ نفسه بدلاً من المحتجزين”، مؤكدين أنه يشكل عقبة أمام تحقيق أي اتفاق لاستعادة ذويهم الأسرى.
تستمر إسرائيل منذ 2 مارس/آذار الماضي في اتباع سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة عبر إغلاق المعابر أمام المساعدات المتكدسة على النطاق الجغرافي، مما أدى إلى دخول القطاع في مرحلة مأساوية وأدى إلى فقدان العديد من الأرواح، في ضوء الأحداث التي أسفرت عن مئات الآلاف من الشهداء والجرحى.