إعلان


انتهى عرض الحلقة الأخيرة من الجزء الثاني من مسلسل “ساعته وتاريخه” للمخرج عمرو سلامة، ليبدأ لاحقًا في عرض مسلسله الجديد “برستيج”. تدور أحداث “برستيج” في مقهى خيالي بالقاهرة حيث تجتمع مجموعة من الشخصيات وسط عاصفة، لتندلع اتهامات متبادلة بعد العثور على جثة. المسلسل يتضمن عناصر من الكوميديا والجريمة، لكنه يعاني من ضعف في الحبكة والتطوير الشخصي، مما جعله يبدو كفرصة ضائعة. الأداءات لم تكن كافية لاستغلال مواهب الممثلين، والافتقار إلى العمق والذكاء في الحوار أثر سلبًا على جودة العمل، مما نتج عنه تجربة غير مُرضية للجمهور.

انتهى عرض الحلقة الأخيرة من الجزء الثاني من مسلسل “ساعته وتاريخه” للمخرج عمرو سلامة قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان الكريم، مما أعطى المجال للشهر الذي يجلب معه سباقًا محتدمًا للمسلسلات التلفزيونية، ثم يعود عمرو سلامة بمسلسل جديد بعنوان “برستيج”.

إعلان

المسلسل “برستيج” من تأليف إنجي أبو السعود، ويضم كوكبة من النجوم مثل: محمد عبد الرحمن، مصطفى غريب، راندا، سامي مغاوري، آلاء سنان، بسام رجب، معاذ نبيل، أمنية البنا، زياد ظاظا. تدور أحداث المسلسل في ثماني حلقات تعرض حلقتان منها كل أسبوع، ليستمر عرضه لشهر واحد فقط.

كوميديا غير مضحكة وجريمة لا أحد مهتما بحلها

يحمل المسلسل عنوان “برستيج”، وهو اسم لمقهى خيالي يقع في قلب حي وسط البلد بالقاهرة. هذا المقهى يثير في الأذهان ذكريات عن مقاهٍ عريقة مثل “كافيه ريش” و”غروبي”، التي لا تتميز فقط بعمرها الطويل، بل بقيمتها التاريخية، حيث احتضنت شخصيات بارزة وشهدت نقاشات سياسية وثقافية تركت أثرًا عميقًا في الذاكرة الجمعية.

يتم الجمع بين أبطال المسلسل في المقهى بشكل عشوائي، حيث يوجد من يواعد حبيبته الأصغر سنًا، ومن يتواجد برفقة صديقته لمناقشة عملها في وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى المحامي الشاب المبتدئ وامرأة تبحث عن مأوى من العاصفة الماطرة، وطفل مشرد، والسنةلين بالمقهى والطاهية وصاحب المكان.

***داخلية*** مسلسل برستيج
مسلسل “برستيج” هو فرصة ضائعة لكل من طاقمه والمشاهدين (الصحافة المصرية)

أدت العاصفة إلى سقوط عدة أعمدة إنارة، مما جعل التنقل في الشوارع خطرًا، وأجبر الأبطال على البقاء داخل المقهى لفترة غير محددة. وتوترت الأوضاع أكثر مع انقطاع التيار الكهربائي لبضع دقائق، وعند عودته، صُدم الجميع بالعثور على جثة تامر الجمال (أحمد داود)، مما أدى إلى تبادل الاتهامات بين الحاضرين.

تجري أحداث الحلقات الثماني في إطار هذه الاتهامات، حيث يبدأ كل حلقة بكشف عن ماضي أحد الشخصيات قبل وقوع الحادثة، ثم تتوالى الأحداث من تلك النقطة.

يمزج المسلسل بين الجريمة والكوميديا، مع لمحات فانتازية في الحلقتين الخامسة والسادسة، في مزيج يُفترض أن يكون جذابًا. إلا أن الانتقال بين هذين النمطين لم يكن بسلاسة أو منطق كما كان متوقعًا، حيث اعتمدت الحلقات الأربع الأولى على حبكة بسيطة من نوع “من فعلها”، مما جعلها تشبه أعمال الكاتبة البريطانية أغاثا كريستي، بينما ادخلت الحلقتان الخامسة والسادسة الأحداث في منحى غامض وغير مبني بشكل جيد، مما قربه إلى الفانتازيا. كان من الممكن قبول هذا لو كانت تلك الملامح الخيالية واضحة منذ البداية.

أما الكوميديا، فقد اعتمدت بشكل رئيسي على خفة دم مصطفى غريب ومحمد عبد الرحمن، وسط سيناريو لم يوفر لهما المساحة الكافية لاستغلال موهبتيهما بشكل كامل، حتى النكات التي كانت مكتوبة بهدف إضحاك المشاهدين جاءت بشكل مباشر وغير ذكي، مما جعل مصطفى غريب، بشكل خاص، يبدو أقل حيوية مقارنة بأدائه في شهر رمضان بشخصية عربي في مسلسل “أشغال شاقة جدًا”.

برستيج فرصة ضائعة للمتفرج والصناع

“برستيج” من تأليف إنجي أبو السعود، التي لم تسبق لها الكتابة سوى لمسلسل واحد هو “سفاح الجيزة”، الذي يندرج أيضًا ضمن أعمال الجريمة. ورغم شعبيته وقت عرضه، واجه انتقادات متعددة، خاصة فيما يخص المباشرة في السيناريو، وتذبذب الأحداث بشكل غير منطقي، وضعف الحوار، وهي نقاط يمكن تطبيقها أيضًا على “برستيج”، الذي يبدو في النصف الأول منه كتكرار لدائرة الاتهام، إذ تُشير كل شخصية بأصابع الاتهام إلى أخرى، من دون أسباب واضحة.

علاوة على ذلك، فإن بناء الشخصيات ضعيف للغاية؛ فهي لا تتجاوز أنماطًا مختصرة، كالمحامي الفاشل، وصاحب المقهى الذي عفى عليه الزمن، أو المهاجرة السورية التي تعاني من صدمة بسبب تجربتها في الهجرة على متن قارب.

لكن مشكلات المسلسل لم تقتصر على النص فقط، فقد احتوى المشهد الأول على مؤثرات بصرية لتحريك ديمة (آلاء سنان) وهي في قارب مطاطي وسط بحر هائج وعاصفة مرعبة. لكن سرعان ما اكتشفنا أنه كان مجرد كابوس تحلم به الشخصية، وهي النساء السورية الهاربة.

هذا المشهد القصير يثير استياء المتلقي بسبب الوضوح التقني الضعيف، خصوصًا في animations، رغم التفاوت في التقنية الحالية. ويستمر هذا التواضع في باقي المسلسل، فرغم محاولات المصممين استخدام المؤثرات البصرية وزوايا الكاميرا بشكل مبتكر لإضفاء لمسة إبداعية، فإن النتيجة كانت مخيبة للآمال.

علاوة على ذلك، تتسم لهجة آلاء سنان بالضعف، حيث لم تتمكن من اتقان اللهجة السورية مما دفع عمرو سلامة للاستعانة بمصحح للهجتها. وقد شكل هذا الأمر عبئًا كبيرًا على الممثلة، خاصةً أن شخصيتها مبنية بطريقة ضحلة، فلا توجد مبررات درامية ليرتبط خلسة بصاحب المقهى، أو لاعتبارها خائنة عندما ذهب إلى السينما بمفرده.

يوفر “برستيج” فرصة ضائعة لكل من صناع العمل والمشاهدين، حيث لم يحقق أي شيء ملموس سواء من كوميديا طريفة، أو جريمة مثيرة، أو تأثيرات بصرية مرضية، بل بدا أقل مما هو متوقع على جميع الأصعدة الفنية.


رابط المصدر

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا