الإعلامي عبدالله الرويشان – شاشوف / قصة الأستاذ منصور الهمداني المؤلمه
صباح الخير رغم غلابة الصورة ، ووجع الاحداث ، وإمتهان الكرامات .
صباح الخير رغم قهر الرجال ، وقسوة القلوب ، وفقر الايادي العفيفة .
صباح الخير رغم غياب طابور المدرسة ، وإغلاق مدارس التعليم ، وقطع رواتب المعلمين .
صباح الخير رغم جور البُلك التي يحملها التربوي العزيز العفيف الاستاذ منصور الهمداني .
صباح الخير رغم غياب الرحمة ، وخيبة الامال ، ولؤم الحروب .
صباح الخير ولا خير في امةً هانت مهنة المعلمين وجعلتهم يحملون الاسمنت إلى سطح المباني بعد أن كانوا يحملون أجيالنا إلى حلم المستقبل المشرق .
هكذا أصبحنا اليوم ننظر بعين الوجع إلى الاستاذ منصور وهو يتجه إلى عمارة أحد لصوص الساسة بعد أن أفنى من عمره أكثر من ثلاثين عام حيث كان يتجه صباح كل يوم إلى صرح المدرسة وبعد هذا العمر كله نجازيه بقطع راتبه قوته وقوت اطفاله وهل جزاء الاحسان إلا الاحسان .
ليس الوجع أنك تعمل بوظيفتك طيلة ثلاثة عقود بكل إخلاص وتفاني وإجتهاد حتى تجد ظهرك قد انحنى ورأسك قد اشتعل شيبا وبلغت اربعين عاما وقلت رب أوزعني ..
بل الوجع قمة الوجع أنك وبعد هذا كله تجد وظيفتك بلا مرتب ، وبلادك بلا دولة ، وموطنك بلا كرامة ، واطفالك بلا قوت ، ومهنتك يغرقها غبار الامتهان ، ودموعك تحت عذاب العناء وعنت الوجوه للحيّ القيوم وقد خاب من حمل ظلما .
الإعلامي عبدالله الرويشان يحكي ردة فعل مذيعة قناة اليمن اليوم عند قراءتها لخبر الأستاذ الهمداني :
” مذيعة التلفزيون أجهشت بالبكاء الحارق عند قرائتها لمنشوري الاخير الخاص بالاستاد منصور
ولم تتمكن من إتمام تقديمها للبرنامج وغادرت الاستديو ودموعها تكاد تغرقها .
والله المستعان”

بقلم: عبدالله الرويشان