إعلان


يعتبر خبراء أن سياسة القائد الأمريكي دونالد ترامب تتسم بالغرابة واللامألوفية، حيث يتخذ خطوات مفاجئة تثير التوتر مع الحلفاء والخصوم. يُرى البعض أن هذه الإستراتيجية قد تعيد تشكيل الشرق الأوسط، بينما يخشى آخرون من قلة خبرته وتأثيرها السلبي. يتسم ترامب بقرارات غير متوقعة، مثل فتح حوار مع إيران بينما يتواجد نتنياهو بجواره، مما يجعل حلفاءه يشعرون بعدم الثقة. الانتقادات تتضمن أنه يسعى لمصلحته الشخصية ويتصرف كـ”رجل أعمال”، مما يهدد مكانة أمريكا عالمياً. بينما بعض الخبراء يدعون إلى البحث عن حلفاء بدلاء لأوروبا.

يعتقد الخبراء أن القائد الأميركي دونالد ترامب يتبع نهجًا غير تقليدي في الإستراتيجية، حيث يتخذ مواقف غير متوقعة تجاه الحلفاء والخصوم على حد سواء، وهذا يظهر بوضوح في تعامله مع المكسيك وكندا وروسيا.

آخر تحديثات الأخبار تيليجرام

إعلان

 

بينما يرى بعض المحللين أن انحراف ترامب عن المألوف قد يسهم في إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط، يخشى آخرون من أن تصرفاته قد تعكس قلة خبرة تؤدي إلى نتائج سلبية، وفقًا لما ذُكر في حلقة 2025/5/22 من برنامج “من واشنطن”.

بانر من واشنطن

ومن أبرز السمات التي ميزت الشهور الأولى من فترة ترامب الثانية هي القرارات التي أحيانًا تتناقض مع تصريحاته، والخطوات التي يصعب حتى على بعض مسؤولي إدارته توقعها، كما ذكرت مراسلة الجزيرة في البيت الأبيض، وجد وقفي.

على سبيل المثال، صرح ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي أنه تم التوصل إلى اتفاق مع أنصار الله (الحوثيون) في اليمن، كما لفت إلى فتح حوار مع إيران بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجانبه يحمل خطة لضرب المنشآت النووية الإيرانية أو على الأقل تفكيكها.

ممثل في فيلم

المحللة الجمهورية جين هدسون كارد تُرجع هذا إلى أن ترامب “يشبه رئيسًا في فيلم تلفزيوني، لأنه يخالف جميع الرؤساء الذين اتبعوا فكرة نشر القيم الأميركية وامتلكوا مشروعًا عالميًا يسعون لتحقيقه”.

وفي حلقة “من واشنطن”، ذكرت كارد أن ترامب “شخص فريد في الإستراتيجية، ويقدم نموذجًا جذابًا للأميركيين، حيث يتصرف كممثل ويحب أن يكون مشهورًا وغير متوقع”.

وفقًا لكارد، فإن ترامب يفاجئ الناس بقراراته، لدرجة أن شركاء أميركا لا يعرفون ما الذي سيفعله البيت الأبيض في كل صباح.

بينما يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، الدكتور عبد الله الشايجي، أن الأمر يتجاوز كون ترامب ممثلًا، مشيرًا إلى أنه “رجل مثير للجدل، لأنه يُصعب فهمه، ولا يمكن أن يكون محل ثقة الحلفاء مثل دول الخليج”.

ويعزو الشايجي هذا إلى أن ترامب يأتي من خلفية غير سياسية، على عكس أسلافه، وهو متجرد من القيود التي تفرضها الحياة الحزبية والدولة العميقة على من يتولى رئاسة البلاد.

هذا التحرر من الإرث السياسي “يجعل ترامب متخلصًا من كل المخاوف التي كانت تعيق الرؤساء السابقين عن اتخاذ قرارات معينة، ويجعل بعض قراراته محفوفة بالمخاطر”، كما يوضح الشايجي.

U.S. President Donald Trump walks near a drone and a U.S. flag, for an address to troops, during a visit to Al Udeid Air Base in Doha, Qatar, May 15, 2025. REUTERS/Brian Snyder
المحللة الجمهورية جين هدسون كارد: ترامب يشبه رئيسا في فيلم تلفزيوني (رويترز)

غير جدير بالثقة

ويشير الشايجي إلى أن فترة ترامب الأولى تثير الشكوك حول موثوقيته، حيث تخلى عن السعودية بعد تعرض بعض مناطقها لهجمات بالطائرات المسيرة الإيرانية في عام 2019، ولم يقدم أي دعم، كما تم تقديمه كرجل سلام في بداية فترته الثانية، ثم توجّه لضرب اليمن.

وبحسب الشايجي، فإن ترامب “رجل تحركه الصفقات، ويبالغ في حديثه، كدليل على أنه يتحدث عن حصوله على 5 تريليونات دولار من دول الخليج خلال زيارته الأخيرة، رغم أن ذلك ليس صحيحًا، كما أن هجومه على حلفاء ككندا وأوروبا يجعله غير جدير بالثقة”.

ويؤيد الصحفي الفرنسي المتخصص في العلاقات الأميركية الأوروبية، فلافيوس ميهايس، الآراء السابقة، حيث يقول إن ترامب يفاجئ الجميع ويأخذهم على حين غرة.

ويستند ميهايس في ملاحظاته إلى مواقف ترامب تجاه أوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيرًا إلى أن الأوروبيين لم يكونوا مستعدين بشكل كافٍ للرد، لأنهم لا يتحدثون بصوت واحد ومنقسمون في قضايا رئيسية، مثل أوكرانيا.

يعمل لمصلحته الشخصية

من جهته، لا يعتقد رئيس مؤسسة “ناشونال إنترست”، خالد صفوري، أن ترامب يعمل لمصلحة الولايات المتحدة، بل لمصلحته الشخصية، حيث يشير إلى أنه أعد موضوع البيتكوين قبل شهرين من دخوله البيت الأبيض، مما يعتبر فسادًا واضحًا.

بناءً على ذلك، يعتقد صفوري أن الدور الأميركي في العالم يتضرر بسبب ترامب، لأن العلاقات الدولية تحتاج إلى استقرار.

ويؤكد صفوري أن على أوروبا اليوم البحث عن حليف بديل للولايات المتحدة، لأن ترامب حاول تفكيك الناتو، وهو ما قد يؤذي الولايات المتحدة على المدى الطويل. ويشير إلى أن ترامب “يتعامل باستمرار بمنطق الهجوم، ويصدر عشرات الأوامر التنفيذية التي يعلم أنها سترفض من المحاكم لأنها غير قانونية”.

وأضاف أن تصريحه عن التريليونات التي حصل عليها من دول الخليج “غير صحيح”، مؤكدًا أن أرقام ترامب حول الحصول على تريليونات من السعودية في فترته الأولى “ثبتت أنها ليست صحيحة”.

لذا، يرى صفوري أن القائد الأميركي “يبحث عن الأخبار، ويتصرف كرجل أعمال، ويستخدم أساليب التسويق في تعاملاته الدولية، وهذا لا يخدم مصالح أميركا على المدى البعيد”.


رابط المصدر

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا