صنعاء هي العاصمة السياسية (رسمياً) لليمن وعاصمة إقليم أزال وواحدة من أقدم المدن المأهولة باستمرار ولها تاريخ من القرن الخامس قبل الميلاد على الأقل
.
تقع في وسط البلاد في منطقة جبلية عالية على جبال السروات، ترتفع عن سطح البحر 2300 متر. وقديماً كانت المدينة لا تحتل سوى مساحة صغيرة من قاع صنعاء الفسيح الذي يمتد من جبل نُقم شرقاً وجبل عيبان غرباً، ولكنها تزايدت في العهود الإسلامية واتسعت دائرة سورها. وفي القرون الأخيرة استحدثت في غربها بير العزب تلاصقها وتفوقها مساحةً.
وجبال السروات هي سلسلة جبلية تمتد من لبنان مرورا ببقية بلاد الشام وغرب شبه جزيرة العرب وصولاً إلى بحر العرب جنوب اليمن وتشكلت بسبب تصدع في البحر الأحمر وترتفع كلما إتجهنا جنوبًا وأعلى قمة فيها هي قمة جبل النبي شعيب الواقع في صنعاء اليمن من الجهة الغربية حيث يبلغ ارتفاعها 3666 مترًا عن سطح البحر.
.
تكتسب أهميتها باعتبارها العاصمة السياسية والتاريخية للجمهورية اليمنية، حيث تتركز فيها الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية، فضلاً عن النشاط التجاري والصناعي الواسع،
.
تمتاز مدينة صنعاء بطابع معماري فريد مما أهلها لتكون من ضمن المدن التاريخية العالمية، وهي واحدة من مدن العالم الأكثر جمالاً ويتميز مناخ العاصمة بالاعتدال في فصل الشتاء وفي فصل الصيف.
.
وصنعاء القديمة من مواقع التراث العالمي لليونسكو ولها طابع مميز بسبب الخصائص المعمارية الفريدة، وعلى الأخص المباني متعددة الطوابق المزينة بأشكال هندسية.
.
يُعتقد أن صنعاء كانت عاصمة اليمن ومركزها منذ القرن الرابع ق.م، وهي واحدة من المدن القديمة المأهولة باستمرار، وتقع المدينة ضمن ما يُشار إليه في النصوص السبئية القديمة بـ”أرضم همدن” (أرض همدان)، وأول ذكر لها بهذه الصيغة (صنعو) يعود للقرن الخامس ق.م في نص دونه زعيم قبيلة بكيل في ذلك الوقت، فصنعاء كانت في بدايتها حصناً يقع ضمن أرض همدان أو “أرضم همدن” في النصوص السبئية، وترجمتها “أرض الهمد” وتعني الأرض الجافة التي لا نبات فيها، فهمدان اسم لمنطقة جغرافية قبل أن يصبح اسماً لقبيلة في عصور لاحقة.
.
مع انتقال العرش السبئي إلى أبناء همدان في القرن الرابع ق.م، ازدادت أهمية المنطقة سياسياً وأصبح زعماء حاشد وبكيل يلقبون أنفسهم بلقب “أملك سبأ” (ملوك سبأ) إلى جانب الملك الأوحد للبلاد والذي كان ينتمي إليهم بدوره المدعو وهبئيل يحز، فقد كانوا يعتبرون أنفسهم مشاركين في الحكم ولم يكن الملوك أنفسهم يجدون حرجاً في ذلك. ومع أن بعض علماء الآثار أرجعوا بداية اعتبار صنعاء عاصمة للقرن الرابع ق.م، إلا أن ذلك قد لا يكون دقيقاً فهناك اعتقاد أنها اكتسبت أهميتها في المملكة السبئية إثر بناء قصر غمدان خلال أيام الملك إيلي شرح يحضب وذلك في النصف الثاني من القرن الأول ق.م، فقد أكثر زعيم بكيل من ذكرها في الشواهد التي دونها بخط المسند فما ينتهي من حملة خلال عهده الذي كان مليئاً بالاضطرابات حتى يعود ويتحصن في صنعاء.
انتصر المتمردون الحِميَريُّون على سبأ وجاء ذكرها في نص أمر بتدوينه الملك ذمار علي يهبر أحد ملوك مملكة حمير في القرن الأول بعد الميلاد عقب سيطرة الحِميَريِّين على صنعاء، ولكن الحِميَريِّين اعتبروا مدينتهم ظفار يريم في محافظة إب حالياً، عاصمةً للبلاد.
.
ولكن الحرب الأهلية بين همدان وحِميَر لم تنته إذ طردت حاشد الحِميَريِّين من مأرب وصنعاء واستمروا بالحكم حتى النصف الأول من القرن الثالث بعد الميلاد، وادَّعى الهمدانيون أن إلههم الأكبر تألب ريام ترك لهم كتابة آمراً إياهم بنقل موسم الحج السبئي الأكبر من مأرب إلى صنعاء.
.
قلت أهمية صنعاء مع عودة الحِميَّريين بقيادة شمر يهرعش الذي اعتبر مأرب عاصمةً لدولته ثم ظفار يريم فقد كانت كل الكتابات اليونانية والبيزنطية تشير إلى مأرب أو ظفار يريم ولكن عدداً من التصدعات أصاب سد مأرب (يرجح جون فيلبي في كتابه “خلفية الإسلام” أنه نتاج كارثة طبيعية) خلال حياة الملك شرحبيل يعفر في القرن الخامس الميلادي دفع الحِميَريِّين لنقل الكثير من السكان إلى صنعاء بغية تخفيف الضغط السكاني في مأرب، ويعتقد أنه تم إعادة اعتبارها عاصمةً للبلاد من جديد خلال تلك الفترة في القرن الرابع الميلادي، كانت هناك كنيسة واحدة على الأقل في صنعاء