يعاني سكان قطاع غزة من أزمة إنسانية حادة، حيث تفاقم الجوع وازدحمت الأسر أمام المطابخ الخيرية للحصول على الطعام وسط نقص حاد في الخبز. أعلن وزير الصحة الفلسطيني عن وفاة 29 طفلاً ومسناً بسبب الجوع في يومين، محذراً من احتمال موت 14 ألف طفل إذا لم تصل المساعدات. المجموعة الدولية، مثل الأونروا، تؤكد أن الجوع جزء من الكارثة العامة، ورغم وجود الإمدادات في مستودعاتها، تعرقل إسرائيل وصول المساعدات. يعاني أكثر من 2 مليون فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والماء بينما تواجه الجهود الإنسانية انتقادات بسبب محدوديتها وجوانبها الإعلامية.
متابعات | شاشوف
يواجه سكان قطاع غزة أوضاعًا إنسانية صعبة، حيث تتزايد مشاهد الجوع ويزدحم الناس أمام مطبخ خيري لتأمين وجبة واحدة، في ظل نقص شديد في الخبز داخل القطاع المحاصر، مما دفع السكان للاعتماد على ما تقدمه مطابخ الطعام الخيرية ‘التكايا’ بشكل يومي.
في يوم الخميس، أعلن وزير الصحة الفلسطيني عن وفاة 29 طفلاً ومسناً بسبب الجوع في غزة خلال اليومين الماضيين، مشيرًا إلى أن هناك آلاف آخرين في خطر، وفقًا لمتابعات شاشوف. كما حذر المقرر الخاص الأممي المعني بالحق في الغذاء من احتمال وفاة 14 ألف طفل في غزة إذا لم تتوفر المساعدات، مدعيًا أن إسرائيل تستخدم الجوع كوسيلة ضد المدنيين الفلسطينيين.
وفي ردٍ على هذا التصريح الأممي، قال وزير الصحة الفلسطيني إن رقم 14 ألف طفل يعد ‘واقعيًا للغاية وربما يكون أقل من الواقع’. ويأتي الموت جوعًا في غزة ليضاف إلى الخسائر الناجمة عن القصف، حيث استشهد أكثر من 90 فلسطينيًا جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق متعددة في غزة، كما استهدفت دبابات الاحتلال مستشفى العودة في تل الزعتر شمال غزة.
وفي سياق متصل، أكدت وكالة ‘الأونروا’، التي تتعرض للمضايقة المستمرة من قبل إسرائيل بهدف تصفيتها، أن الجوع في غزة ليس إلا جزءًا من معانات الفلسطينيين، مشيرةً إلى توفر ما يكفي من الغذاء في مستودعاتها في عمان لإطعام 200 ألف شخص لمدة شهر، لكن العراقيل الإسرائيلية تمنع وصول المساعدات إلى القطاع.
وأوضحت الأونروا أن المساعدات تبعد ثلاث ساعات فقط عن قطاع غزة، ومع ذلك ‘لا نزال نشاهد صور أطفال يعانون من سوء التغذية، ونسمع قصصًا عن ظروف معيشية سيئة، بينما كان يجب أن تكون هذه الإمدادات في غزة الآن’.
المساعدات المحدودة: محاولة تجميلية ولقطة إعلامية
تجاوز الحصار المفروض على قطاع غزة وإغلاق المعابر 80 يومًا (منذ 02 مارس 2025)، مما يزيد من معاناة أكثر من 2 مليون إنسان في القطاع جراء نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
تشير المعلومات التي تتابعها شاشوف إلى دخول دفعة محدودة من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والتي لا تكفي حتى ربع السكان. وقد أثار ذلك موجة من الغضب والانتقادات الواسعة من نشطاء ومنظمات إنسانية، ووصفت هذه الخطوة بأنها ‘قطرة في بحر’ من الاحتياجات الهائلة في أسوأ ظرف تاريخي للحصار الحديث.
تعد هذه المساعدات المحدودة محاولة تجميلية أمام الضغوط الدولية على إسرائيل، حيث إن الكميات المدخلة ضعيفة للغاية ولا تلبي أدنى الاحتياجات، بعد أن زعمت إسرائيل أنها تسهل وصول المساعدات.
لذلك، لا يتم إدخال أي شيء يوازي حجم الكارثة الإنسانية، ويقترب المشهد من كونه ‘لقطة إعلامية’ للترويج لدعايات الاحتلال بأنه يسمح بدخول المساعدات. وبحسب مراجعة شاشوف، يحتاج القطاع إلى نحو 500 شاحنة يوميًا على الأقل.
يعتقد البعض أن إسرائيل، من خلال الترويج لإدخال المساعدات، تدير المجاعة بشكل ممنهج، ولا تستجيب للكارثة بشكل حقيقي، إذ تسعى لإبقاء الوضع على حاله دون انهيار كامل يستدعي التدخل الدولي المباشر، وفي ذات الوقت تمنع عودة الحياة لطبيعتها لسكان القطاع.
بينما يكافح سكان غزة بسبب موجة جوع حادة تهدد حياتهم، لا يزال المجتمع الدولي عاجزًا عن الضغط بفعالية على إسرائيل لوقف ممارساتها المتواصلة تجاه السكان، في حين تتهاون الدول العربية في تقديم المساعدات للقطاع المحاصر، وتتواطأ مع الاحتلال عبر استمرار تدفق الشحنات التجارية عبر الممر البري الممتد من الإمارات والبحرين مرورًا بالسعودية والأردن وصولًا إلى إسرائيل.
تم نسخ الرابط
(function(d, s, id){
var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0];
if (d.getElementById(id)) return;
js = d.createElement(s); js.id = id;
js.src = ‘//connect.facebook.net/ar/sdk.js#xfbml=1&version=v3.2’;
fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);
}(document, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));