إعلان


أثارت زيارة القائد الأميركي دونالد ترامب الأولى إلى الخليج قلقاً لدى اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، حيث اعتبروا أن تركيزه على الصفقات التجارية يعوق دعم العلاقات التقليدية بين أمريكا وإسرائيل. زيارة ترامب إلى السعودية، قطر، والإمارات دون التوقف في إسرائيل كانت محط استياء، خاصة أنها قد تشير إلى تغييرات جديدة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية. كما عبر أعضاء يهود ديمقراطيون في الكونغرس عن مخاوفهم من إمكانية توقيع اتفاق نووي مع السعودية دون ربطه بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشيرين إلى تهديدات محتملة للأمن الإسرائيلي من قبل ترامب.

واشنطن- أحدثت الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب لدول الخليج حالة من القلق البالغ بين منظمات اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، والدائر البحثية والفكرية المساندة لها.

إعلان

ورأت هذه الدوائر أن تركيز ترامب القائد على عقد صفقات كبيرة يفوق الأهداف التقليدية للسياسة الخارجية، مما يعرقل جهود الضغط والتأييد في الكونغرس لتعزيز العلاقة بين أميركا وإسرائيل، بالإضافة إلى دعم موقف تل أبيب تجاه واشنطن.

وتسببت زيارة ترامب، التي بدأت في السعودية وتبعتها قطر والإمارات، والتي وصفها ترامب بأنها “تاريخية”، في ارتباك بين لوبيات إسرائيل، التي اعتقدت أن الزيارة قد تبدأ فترة جديدة من العلاقات بين واشنطن وإسرائيل تختلف عن السنوات الماضية حيث كانت تتسم بالتناغم والتنسيق.

على النقيض

كما أثار قرار ترامب بعدم زيارة إسرائيل في أول رحلة له إلى الشرق الأوسط حالة من الاستياء في أروقة منظمات اللوبي الإسرائيلي الأميركية، وزاد من التساؤلات حول ما إذا كانت هناك تباينات جوهرية بين البلدين بشأن التعامل مع القضايا الإقليمية.

ورغم قرب إسرائيل من موقع زيارة ترامب، حيث لا تبعد أكثر من ساعتين بالطائرة، إلا أنه لم يكن مخططًا له التوقف فيها كما فعل في زيارته للسعودية قبل 8 سنوات، بل اختار زيارة قطر والإمارات بدلاً من ذلك.

وفي الفترة السابقة للزيارة، أفادت التقارير بأن ترامب غير راضٍ عن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن هجوم على قطاع غزة، معتقدًا أن التدمير المتزايد سيجعل إعادة البناء أكثر صعوبة.

تزايدت كذلك الخلافات بين الطرفين حول الحرب في غزة، خاصة مع رغبة إدارة ترامب في إنهاء القتال من أجل تحرير بقية المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والسماح بدخول المساعدات الغذائية والإنسانية إلى غزة.

فوجئت إسرائيل أيضًا بمفاوضات إدارة ترامب المباشرة مع حماس بشأن إطلاق سراح الأسير الأميركي عيدان ألكسندر، وأيضًا حينما طلب ترامب وقف الهجمات العسكرية على الحوثيين في اليمن، دون شرط التوقف عن قصف إسرائيل، كما فوجئت بمفاوضات ترامب المباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي.

من جهتها، غردت منظمة أيباك عبر حسابها على منصة إكس، معقبة على أنباء إفراج حماس عن عيدان ألكسندر، قائلة إن “حماس تمثل شراً بحتاً، ولا يزال إرهابيو الإبادة الجماعية يحتجزون 58 شخصًا، من بينهم 4 أميركيين، في أنفاقهم التطرفية تحت غزة، 585 يوماً من الجحيم، يجب على حماس إطلاق سراحهم جميعاً!”.

الانفتاح على سوريا

وصرح ترامب عن “وقف” العقوبات المفروضة على سوريا “لمنحها فرصة للتميز” وتطبيع العلاقات بين أميركا وسوريا، حيث التقى ترامب القائد السوري أحمد الشرع في الرياض، وأفاد بأن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سيجتمع مع نظيره السوري هذا الإسبوع.

ووصف ترامب هذه الخطوات بأنها دعم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان.

وقد دعت السلطة التنفيذية الإسرائيلية سابقًا إلى عدم تخفيف العقوبات عن السلطة التنفيذية السورية الجديدة، نظرًا لما اعتبرته مخاوف متعلقة بعلاقاتها بالجماعات المتطرفة.

وعلى موقع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي جهة بحثية مقربة من اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة وحكومة إسرائيل اليمينية، علق حسين عبد الحسين، الباحث في المؤسسة، قائلاً إن “إعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا يشكل مكافأة غير ضرورية للشرع، الجهادي الذي لم يتب بالشكل الموعود”. وأيضًا، انتقد اختيار قطر -حيث تعيش قيادة حماس في رفاهية- كمكان للاجتماع مع عائلات الرهائن الإسرائيليين.

من المعروف أن أميركا قد صنَّفت سوريا دولة راعية للإرهاب منذ عام 1979، وفرضت عقوبات عليها عام 2004، ثم زادت العقوبات بشكل أكبر بعد بروز القمع من نظام الأسد للاحتجاجات في عام 2011، مما حرم دمشق من الوصول للأنظمة المالية العالمية.

وفي تعليقه على إعلان ترامب برفع العقوبات عن سوريا، غرد روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، المعروف بقربه من أيباك، قائلا: “مفاجأة جديدة لإسرائيل وسط ما أصبح نمط العلاقات الأميركية مع حكومة نتنياهو”.

تجاهل شروط التطبيع

في سياق متصل، عبر 9 أعضاء يهود ديمقراطيين في مجلس النواب -في رسالة موجهة إلى القائد ترامب- عن “مخاوف كبيرة” إزاء التقارير التي تشير إلى أن إدارة ترامب تُخطط لإبرام اتفاق بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية مع السعودية دون تطبيع الرياض للعلاقات مع إسرائيل.

ونوّهت الرسالة أن “أي نقاش حول المحادثات النووية أو المعاهدات الدفاعية ينبغي أن يرتبط بشكل واضح باعتراف السعودية بإسرائيل وتطبيع العلاقات بين البلدين”.

كما دعم تجمع “النواب الديمقراطيون من أجل إسرائيل (دي إم إف آي)” صياغة الرسالة، حيث أعرب في بيان عن “مخاوفه حول إمكانية أن تفصل الإدارة الأميركية التواصلات التطبيعية بين إسرائيل والسعودية عن اتفاق محتمل حول الطاقة النووية”.

وأضاف التجمع أن “هذه التقارير تأتي في أعقاب اتفاق آخر مقلق للغاية أبرمه ترامب مع الحوثيين، والذي نعتقد أنه يعرض أمن إسرائيل للخطر”.


رابط المصدر

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا