إعلان

في فترة كورونا، سجل ارتفاع ملحوظ في معدلات #الاضطرابات_النفسية في مختلف دول العالم. وتظهر الأرقام أن #المراهقين كانوا أبرز ضحايا الوباء على صعيد الصحة النفسية.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن المراهقين كانوا أكثر عرضة للخوف والقلق والاكتئاب في تلك الفترة في ظروف الحجر المنزلي، لكن يبدو أن عوامل أخرى لعبت دوراً في ذلك، إذ تظهر الأرقام في العالم وفي لبنان أن هذا الارتفاع لا يرتبط حصراً بالجائحة، وقد سجلت زيادة ملحوظة قبل سنوات من بدايتها، مما يطرح علامات استفهام حول الأسباب التي أدت إلى ذلك. في لبنان، أحدث الحالات انتحار شاب وشابة لم يتخط أي منهما الـ20 سنة في الشهر الماضي، بفارق يومين فقط.

إعلان

الجائحة ليست السبب الرئيس

في دراستين أجرتهما الجامعة الأميركية في بيروت عام 2018 تناولتا الاضطرابات النفسية والأفكار الجدية بالانتحار لدى المراهقين في الفترة الممتدة بين 2012 و2018، تبين أن المعدلات ارتفعت بمعدل ثلاثة أضعاف خلال هذه الفترة، من 4.5 إلى 11.5 في المئة. وتؤكد الأرقام التي زادت بنسبة 30 في المئة في السنوات العشر الأخيرة أن الأفكار الجدية بالانتحار لدى المراهقين لا ترتبط بالجائحة، كما يعتقد كثيرون.

كل مايهم اليمن والعرب خاصة والعالم عامة على مدار الساعة في مصدر واحد وسهل على هاتفك .. فضلاً، هل يمكنك القاء نظرة هنا تيليجرام : https://t.me/shashoff

المتخصص بالأمراض النفسية للأطفال والمراهقين في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت فادي معلوف، يورد أربعة عوامل رئيسة وراء هذه الزيادة وهي: ارتفاع معدلات التنمر بينهم، والنزاعات بين الأهل من جهة، وبين الأهل والمراهقين من جهة ثانية، والاضطرابات النفسية لدى الأهل. ويبدو أن الأمور قد ازدادت سوءاً بعد انتشار الوباء. “يزيد الخطر إلى حد كبير في مرحلة المراهقة لأن الجزء المسؤول عن احتساب عواقب السلوكيات لا يكون قد نضج في الدماغ بعد، كما أن المشكلات النفسية تزيد لدى المراهقين وهي تبدأ عادة في هذه المرحلة، إضافة إلى تلك التي ترتبط بالهوية الجنسية والسلوكيات الخاطئة كإدمان المخدرات والتعرض للصدمات. فكلها من العوامل التي تجعل المراهق عامة أكثر ميلاً إلى التفكير بالانتحار”.

للأزمة تأثير واضح

إذا تناولنا وضع لبنان بشكل خاص، لاحظ معلوف عيادياً زيادة في محاولات إلحاق الأذى بالنفس وفي السلوكيات التي تظهر سوء التعاطي مع الضغوط. ومن أبرز الوسائل المعتمدة من قبل المراهقين والشباب في لبنان لإيذاء الذات تناول العقاقير وتشطيب مواضع معينة في الجسم وحرق الجسم، ويمكن أن تتطور الأمور إلى خطوات جدية أكثر بعد.

وقد تأثر المراهقون في لبنان إلى حد كبير بالتراجع الحاصل على مستوى الخدمات المتاحة في مجال الصحة النفسية. كانت دون المستوى المطلوب في مرحلة سابقة، إلا أن الأمر ازداد سوءاً بعد الأزمة وحصل نقص كبير فيها، خصوصاً في ظل هجرة الأطباء المتخصصين في هذا المجال بأعداد هائلة. وإضافة إلى عدم قدرة هؤلاء المراهقين على الحصول على الإحاطة النفسية المتخصصة، يشير معلوف إلى عوامل اجتماعية ومادية تلعب دوراً أيضاً لأنها تزيد الشعور بالضعف والعجز لدى المراهق وتزيد من التفكير الجدي بالانتحار. ويكون الوضع أسوأ بعد بوجود نزاعات بين الأهل والمراهقين فتزيد الضغوط عليهم. وقد أظهرت الدراسات أن لتدني مستوى دخل العائلة تأثيراً أيضاً. وفي الوقت نفسه، تتراجع عندها إمكان الوصول إلى الإحاطة النفسية بسبب تراجع الإمكانات المادية وعدم القدرة على تحمل كلف العلاج. هذا، إضافة إلى الصدمات التي تعرض لها المراهقون في لبنان، خصوصاً مع انفجار مرفأ بيروت، كلها عوامل لعبت دوراً في زيادة التفكير الجدي بالانتحار بينهم.

أخطار وسائل التواصل الاجتماعي

أسعار الخضروات والفواكه بالجملة في سوق شميلة بصنعاء وسوق المنصورة بعدن...

0
مقدمة:تعتبر أسواق الخضروات والفواكه من أهم الأسواق التي تعكس حركة الاقتصاد المحلي وتوفر معلومات قيمة للمزارعين والتجار والمستهلكين. في هذا السياق، نقدم لكم تقريراً...

جدول المحتويات

آثار العزلة الاجتماعية على فئة الشباب والمراهقين خلال الجائحة، فكانت لها آثار سلبية أيضاً مع ارتفاع معدلات التنمر الإلكتروني التي أصبح الشباب عرضة لها. هو نوع جديد من التنمر يحصل على نطاق واسع فيعرض المراهق للإساءة التي يكون الملايين شهوداً عليها.

ومن أخطار وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين أيضاً، ظاهرة إيذاء الذات والتحدث عن الموضوع في فيديوهات ليبدو وكأنه عمل بطولي، ويتمثل المراهق بهؤلاء الأشخاص ويتأثر بهم لارتفاع أعداد متتبعيهم. ويعتبر المراهق دوماً أكثر هشاشة وعرضة للأذى في هذه المرحلة الدقيقة من حياته التي يميل إلى اتخاذ قرارات غير صائبة وغير ناضجة فيها، وهذا ما يستدعي مزيداً من الحذر في التعاطي معه.

بعد الجائحة ومع العودة إلى المدارس كانت النزاعات قد زادت بين الأطفال ومعها معدلات التنمر، كما ظهر تراجع واضح على مستوى المهارات الاجتماعية. ارتفعت معدلات الأفكار الانتحارية في تلك الفترة، لكنها عادت وانخفضت إلى معدلاتها السابقة تقريباً مع العودة إلى الحياة الطبيعية. عادت وارتفعت تدريجاً بعدها بالمقارنة مع السنوات السابقة.

حماية المراهق من الانتحار ممكنة

الوسائل التي يمكن أن يلجأ إليها مراهق لا تختلف مع تلك التي يلجأ إليها راشد يقدم على الانتحار. في المقابل، يظهر الواقع أن الوسيلة المعتمدة قد تختلف بين فتاة وولد. قد تلجأ الفتيات أكثر إلى العقاقير والآلات الحادة للانتحار، فيما يفكر الأولاد بوسائل تسبب مزيداً من الأذى كالقفز من علو مرتفع أو استخدام الأسلحة.

يعتبر الانتحار ثاني أسباب الوفيات بين المراهقين، إنما في الوقت نفسه هو قابل للوقاية، ويشدد معلوف على ضرورة “بذل جهود لإنقاذ حياة كل مراهق يمكن أن يكون عرضة لذلك. لكل فرد دور في حماية المراهق بدءاً من الجهاز الطبي إلى المدرسة والأهل، خصوصاً أنه تسبق غالباً خطوة الانتحار أو محاولة الانتحار لمراهق علامات معينة تنذر بالخطر وتدعو المحيطين إلى التنبه والتدخل”.

من العلامات التي تدعو الأهل والمحيطين إلى الحذر والتدخل في الوقت المناسب:

  • التعابير السلبية والأفكار السوداوية للمراهق التي يشير فيها إلى رغبته بإنهاء حياته ويتحدث عن الموت أو اليأس وفقدان الأمل بالحياة. غالباً ما يهمل الأهل ذلك ظناً أن تجاهلها أفضل ما يمكن فعله، لأنها برأيهم قد تعزز الفكرة لدى المراهق في حال التحدث بالموضوع.
  • العزلة.
  • التوجه برسائل وداع إلى الأصدقاء أو أحد المقربين.
  • تراجع على مستوى الأداء الأكاديمي.

في أكثر من 50 في المئة من الحالات، تظهر أعراض واضحة وعلامات تنذر بالخطر واكتئاب. في الحالات الباقية من الممكن أن يحاول المراهق الانتحار بشكل مفاجئ ومن دون أي سابق إنذار، لكن تكثر الحالات التي يمكن فيها إنقاذ حياته بعد أن تظهر عليه علامات الاكتئاب. تبرز هنا ضرورة تأمين بيئة آمنة له والمساهمة بتحسين الأوضاع الاجتماعية لهؤلاء الشباب لتحسين صحتهم النفسية، إضافة إلى توفير الخدمات اللازمة لتوفير الدعم النفسي لهم. في حال عدم القدرة على التعاطي مع المسألة بالشكل اللازم، يمكن عرض المراهق على طبيب متخصص يعالجه بالطريقة المناسبة، إما بالدواء أو بالمتابعة النفسية حصراً على أثر تقويم دقيق لمعدل الخطر. ومن الممكن أن تكون هناك حاجة إلى إدخاله المراهق المستشفى في حال كانت الأفكار الانتحارية تشكل خطراً على سلامته.

على رغم زيادة الوعي حول المشكلات النفسية في السنوات الأخيرة في لبنان ينقص الوعي في مواجهة الانتحار، وهناك سوء تقدير للأفكار الانتحارية التي يمكن أن يعبر عنها المراهق، هذا ما يؤدي إلى التأخير في التدخل ويكون الأوان قد فات في كثير من الأحيان.

المصدر : اندبندنت

إعلان

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك