إعلان


بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية قاسية على الاتحاد الأوروبي وآبل، كشفت بيانات جديدة عن تراجع متوقع في أعداد السياح الدوليين إلى الولايات المتحدة. تشير التوقعات إلى تقليل الأوروبيين الرحلات بنسبة 10% والكنديين بنسبة 33%، مما يؤدي إلى خسائر تصل إلى 8.5 مليار دولار في إنفاق الزوار. تترافق هذه التطورات مع استجابة من المستهلكين الأوروبيين لمقاطعة المنتجات الأمريكية، إذ أظهرت دراسة أن 34.3% من الألمان قلصوا إقبالهم على السلع الأمريكية. تأتي هذه التهديدات كجزء من الحرب التجارية الواسعة التي بدأها ترامب، مما يثير القلق على المستوى العالمي.

تقارير | شاشوف

آخر تحديثات الأخبار تيليجرام

محول العملات المدمج

محول العملات

-

إعلان

بعد توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجموعة جديدة من التهديدات بفرض رسوم جمركية صارمة على الاتحاد الأوروبي وعملاق التكنولوجيا ‘آبل’، ظهرت بيانات جديدة تشير إلى انخفاض حاد ومتوقع في أعداد السياح الدوليين القادمين إلى الولايات المتحدة، مما يعكس تأثير سياسات ترامب التجارية والشخصية على الاقتصاد الأمريكي ومكانته العالمية.

في خطوة غير متوقعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة الماضية، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على سلع الاتحاد الأوروبي اعتباراً من الأول من يونيو، بالإضافة إلى ضريبة بنسبة 25% على أجهزة آيفون المستوردة.

لم تؤدي هذه التهديدات إلى اضطراب في الأسواق المالية العالمية فقط وتراجع لأسهم شركات الطيران الأمريكية والأوروبية، بل زادت أيضاً من مشاعر الإحباط والغضب تجاه الولايات المتحدة في عدة مناطق من العالم، وفق متابعة شاشوف.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت توقعات صادرة عن شركة ‘تورزم إيكونوميكس’ الشهيرة عن حقيقة مؤسفة: المسافرون الدوليون يتجنبون أمريكا.

تشير الأرقام التي أعدتها شاشوف إلى أن الأوروبيين يخططون لتقليل رحلاتهم إلى الولايات المتحدة بنسبة 10% هذا الصيف. بينما الوضع أكثر حدة بالنسبة للكنديين، حيث يتوقع انخفاض حجزاتهم بنسبة 33% بين مايو ويوليو، وفي المجمل، تتوقع المجموعة تراجعاً بنسبة 8.7% في عدد الزوار الدوليين خلال العام 2025 بأكمله.

هذا التراجع ليس مجرد أرقام نظرية، بل يتحول إلى خسائر اقتصادية حقيقية، حيث تتوقع ‘تورزم إيكونوميكس’ انخفاضاً بقيمة 8.5 مليار دولار في إنفاق الزوار الدوليين خلال العام المقبل، وقد عُزى هذا الانخفاض إلى مزيج من العوامل التي وصفتها بـ’الرياح المعاكسة في المعنويات’، ومن أبرزها الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، ومواقفه السياسية، والحوادث الحدودية المثيرة للجدل، وحتى التحذيرات التي تصدرها بعض الدول لمواطنيها بشأن السفر إلى أمريكا.

المقاطعة تتسع: من المنتجات إلى الوجهات

هذا التراجع في السياحة لا يمكن فصله عن موجة متزايدة من المعارضة لسياسات الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب، والتي تتجلى أحياناً في شكل مقاطعة اقتصادية وشعبية. الحرب التجارية التي أطلقها ترامب ولم تستثنِ حلفاء تقليديين، لم تؤثر فقط على تدفق السلع، بل كان لها تأثير على ‘المنتج’ الأمريكي ككل، بما في ذلك الولايات المتحدة كوجهة سياحية.

في هذا الإطار، تكتسب الدراسات مثل تلك التي نشرها مرصد شاشوف أهمية خاصة، حيث أظهرت دراسة ألمانية حديثة تزايداً ملحوظاً في توجه المستهلكين الألمان، وتمتد لتشمل الأوروبيين، نحو مقاطعة المنتجات الأمريكية.

أظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد ‘إنوفاكت’ بتكليف من بوابة ‘فيريفوكس’ للمقارنات، أن 34.3% من الألمان المشاركين قلصوا بالفعل إقبالهم على السلع والخدمات القادمة من الولايات المتحدة، بينما عبر 17% آخرون عن عزمهم تبني هذا النهج في المستقبل القريب.

المسح، الذي تم عبر الإنترنت بين 30 أبريل وأوائل مايو 2025، شمل عينة من 1015 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 و79 عاماً، مما أظهر قلقاً خاصاً يحيط بالهواتف الذكية الأمريكية، حيث أقر ثلث المستطلعة آراؤهم بمراجعة سلوكهم الشرائي تجاهها.

كما شمل هذا التحفظ أجهزة الكمبيوتر ومنصات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل ‘إنستغرام’ و’إكس’، حيث أبدى نحو 30% عدم الرغبة في استخدام منتجاتها.

أصداء الحرب التجارية: من بكين إلى بروكسل وآبل

تُعد التهديدات الأخيرة ضد الاتحاد الأوروبي وآبل جزءاً من فصل جديد في ملحمة الحرب التجارية التي بدأها ترامب، والتي استهدفت الصين في البداية ثم توسعت لتشمل دولاً أخرى. ورغم بعض التهدئة والتراجعات التكتيكية، إلا أن نهج ‘أمريكا أولاً’ القائم على فرض الرسوم كأداة ضغط لا يزال سائداً.

الضغط على آبل لنقل إنتاجها إلى أمريكا يواجه واقع الصناعة وتكاليفها، بينما يثير تهديد الاتحاد الأوروبي بنسبة 50% مخاوف من ركود عالمي وارتفاع حاد في أسعار السلع الاستهلاكية. وقد قوبلت هذه التهديدات بردود فعل أوروبية تتراوح بين التأكيد على ضرورة ‘الاحترام المتبادل’ واعتبارها ‘تكتيكاً تفاوضياً’، لكن يبقى القلق هو الشعور السائد.


تم نسخ الرابط

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا