إعلان

قتل ما لا يقل عن 24 منهم في غارات جوية على القطاع واعتقل أكثر من 15 بالضفة الغربية

منذ اليوم الأول، أدرك الصحافيون الفلسطينيون أن الحرب الدائرة بين قطاع غزة وإسرائيل هذه المرة ليست كسابقاتها، وأن الميدان الملتهب الذي يهرعون إليه لنقل الأخبار والصور والقصص، قد يضعهم بين ليلة وضحاها في دائرة الملاحقة والاستهداف.

إعلان

ولا تلبث نقابة الصحافيين الفلسطينيين إرسال تقريرها اليومي لوسائل الإعلام المختلفة بأسماء القتلى والمصابين من الصحافيين في قطاع غزة، حتى تحدثه في صبيحة اليوم التالي لتضيف إليه أسماء جديدة، وبحسب آخر الأرقام أعلنت لجنة حماية الصحافيين (CPJ) وهي منظمة غير حكومية تتخذ من نيويورك مقراً لها، ارتفاع حصيلة الذين قتلوا نتيجة الحرب بين إسرائيل وغزة إلى 24 صحافياً، فيما أصيب ثمانية بجروح مختلفة ولا يزال تسعة صحافيين في عداد المفقودين أو المحتجزين، وذلك عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة “حماس” على إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

سياسة ممنهجة

استناداً إلى معلومات تم الحصول عليها من مصادر لجنة حماية الصحافيين في المنطقة، ومن تقارير رسمية فلسطينية، أعلنت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، ومن بعدها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، أسماء الذين قتلوا ومنهم أحمد شهاب في “إذاعة صوت الأسرى”، وقُتل في 12 أكتوبر في غارة جوية إسرائيلية على منزله في جباليا شمالي القطاع، وكذلك محمد الصالحي مصوراً بوكالة أنباء السلطة الرابعة، الذي قتل بالرصاص في السابع من أكتوبر قرب مخيم للاجئين، والمصور المستقل محمد فايز أبو مطر، الذي قضى في 11 أكتوبر بغارة جوية على مدينة رفح.

ولقي إبراهيم لافي حتفه برصاص الجيش الإسرائيلي عند معبر بيت حانون، وسعيد الطويل رئيس تحرير “شبكة الخامسة للأنباء” وزميلاه بوكالة أنباء “خبر” الصحافي هشام النواجحة والمصور محمد صبح مصور وقتلوا في التاسع من أكتوبر بغارة جوية استهدفت منطقة تضم عدة وسائل إعلام في حي الرمال غربي غزة)، وكذلك محمد جرغون صحافي في سمارت ميديا والمقتول في السابع من أكتوبر إثر إطلاق نار أثناء تغطيته للأحداث شرق مدينة رفح.

وأسفرت غارة جوية على جنوب غزة في الثامن من أكتوبر عن قتل الصحافي المستقل أسعد شملخ، بينما قضى حسام مبارك بـ”إذاعة الأقصى” نحبه في 13 أكتوبر بغارة إسرائيلية شمالي القطاع، وعصام بهار الصحافي بقناة “الأقصى” في 17 أكتوبر، وقبلها بيوم قتل عبدالهادي حبيب الصحافي بوكالة الأونروا في قصف استهدف منزله قرب حي الزيتون.

وعلى مدى أربعة أيام متتالية قتل المدير الإداري والمالي لقناة فلسطين اليوم محمد بعلوشة في 17 أكتوبر في غارة جوية إسرائيلية على حي الصفاوي شمالي غزة، ثم سميح النادي مدير قناة الأقصى، تلاه مصور القناة خليل أبو عاذرة في غارة على رفح، ومحمد أبو علي الصحافي في راديو الشباب.

في 23 أكتوبر قتل مؤسس شركة “عين ميديا” الإعلامية رشدي السراج وكذلك الصحافي في موقع الرسالة الإخباري عماد لبد، بينما توفي يوسف أبو دواس الكاتب في صحيفة وقائع فلسطين في 14 أكتوبر في غارة إسرائيلية استهدفت منزله في بلدة بيت لاهيا، كما قضت رئيسة لجنة الصحافيات في التجمع الإعلامي الفلسطيني سلام ميمة في 13 من الشهر الجاري بعد ثلاثة أيام من تعرض منزلها في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة لغارة إسرائيلية.

الصحافيتان سلمى مخيمر ودعاء شرف قتلن في غارتين، إضافة إلى الصحافيين سائد الحلبي وأحمد أبو مهادي، وكذلك جمال الفقعاوي وياسر أبو ناموس.

وأوضحت النقابة في بيانها، مساء أمس السبت، أن “العشرات من أهالي الصحافيين الفلسطينيين، قتلوا بصواريخ الطائرات الإسرائيلية التي تقصف قطاع غزة”، مشيرة إلى رصدها هجمات استهدفت “نحو 20 منزلاً يقطنها صحافيون وعائلاتهم”، محذرة من ارتكاب الجيش الإسرائيلي “مجازر” في حق الصحافيين في قطاع غزة، في ظل انقطاع الاتصالات وشبكة الإنترنت، وتوسيع عمليات القصف الجوي والمدفعي”.

واعتبرت النقابة أن هناك سياسة ممنهجة لإرهاب الصحافيين ومنعهم نقل جرائم الاحتلال للعالم، وناشدت كل المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة “أخذ خطورة التبرير المسبق لجيش الاحتلال للمجازر ضد الصحافيين بأقصى درجات الجدية”. ولم يكن مراسل قناة “الجزيرة” في غزة وائل الدحدوح الوحيد الذي خسر أفراداً من عائلته جراء الحرب، ففي قطاع غزة قتل عدد من أفراد عائلات كل من الصحافيين منهم دعاء شرف وسلمى مخيمر وخليل أبو عاذرة، وكذلك سميح النادي ومحمد بعلوشة وعصام بهار وعبدالهادي حبيب، إضافة إلى سلام ميمة وأحمد شهاب وأسعد شملخ.

ثمن باهظ

بدورها، ذكرت لجنة حماية الصحافيين، أن الصراع بين إسرائيل وغزة أدى إلى “خسائر فادحة” في صفوفها، مشيرة إلى أنها تجري تحقيقات في جميع التقارير المتعلقة بالصحافيين الذين قتلوا أو أصيبوا أو احتجزوا أو فقدوا خلال الحرب”، مؤكدة أنهم يواجهون “مخاطر عالية بشكل خاص” أثناء محاولتهم تغطية الصراع “في مواجهة الهجوم البري الذي تشنه القوات الإسرائيلية، والغارات الجوية الإسرائيلية المدمرة، وانقطاع الاتصالات والتيار الكهربائي على نطاق واسع”، وأوضحت أن الصحافيين مدنيون، ويقومون بعمل مهم جداً أثناء الأزمات، ويجب ألا يتم استهدافهم من أي طرف.

ويقول منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شريف منصور، في تقرير للمنظمة نشر قبل أيام إن “الصحافيين يقدمون تضحيات كبيرة، خصوصاً من يوجد داخل القطاع، إذ دفعوا وما زالوا يدفعون ثمناً باهظاً، ويواجهون تهديدات كبيرة”.

من جهته دعا الاتحاد الدولي للصحافيين (IFJ) الحكومة الإسرائيلية إلى الالتزام الكامل بالقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والعمل على منع ارتكاب أي جرائم بموجب القانون الدولي والتحريض عليها، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية “.

وتنص المادة 79 من اتفاق جنيف على وجوب معاملة الصحافيين في مناطق الحرب كمدنيين وحمايتهم بهذه الصفة، بشرط ألا يشاركوا في الأعمال العدائية”.

قفزة تاريخية للبيتكوين: هل تعود أمريكا كمركز للعملات الرقمية؟

البيتكوين يتجاوز 97 ألف دولار: آمال جديدة في سوق العملات المشفرة

0
البيتكوين تسجل مستوى تاريخياً جديداً سجلت عملة البيتكوين مستوى تاريخياً جديداً، متجاوزةً 97 ألف دولار للوحدة لأول مرة على الإطلاق. هذا الارتفاع الكبير يعكس حالة...

جدول المحتويات

وطالب الاتحاد باحترام هذه المادة، معتبراً أن انتهاكها “جريمة حرب”، مشيراً أيضاً إلى أن التواصل مع غزة وتحديداً الوصول إلى الإنترنت، ليس متاحاً في كثير من الأحيان، مما ينتهك حق الإنسان الأساس في الوصول إلى المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها عبر أي وسيلة إعلام وبغض النظر عن الحدود.

وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين أنتوني بيلانجر “يجب على أولئك الذين يشنون الحرب أن يحترموا القانون الدولي، مهما كان النزاع المسلح فظيعاً، ومهما كان مميتاً بالنسبة إلى المدنيين”. أضاف “من غير المقبول على الإطلاق أن تحاول الحكومة الإسرائيلية إعفاء نفسها من مسؤولياتها بموجب القانون الدولي الذي يشكل أساساً لمهمة الصحافي، ويجب على إسرائيل أن تحترم ذلك”.

في حين أكدت نقابة الصحافيين المصريين، أنها تواصل التنسيق مع نظيرتها الفلسطينية، ومع نقابة المحامين المصريين لتجهيز ملف قانوني لمقاضاة إسرائيل “لجريمتها استهداف الصحافيين، وتقديمهم للعدالة كمجرمي حرب”، مشيرة في بيان إلى أن “إفلات مرتكبي الجرائم، ضد الصحافيين ووسائل الإعلام في فلسطين، شجع إسرائيل على الإمعان، والتصعيد في ارتكاب المزيد منها”.

من جانبها، أكدت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، على وجوب حماية حياة الفلسطينيين الأبرياء، وحماية حياة موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني والصحافيين. أضافت “نحزن على فقدان كل حياة بريئة في هذه الأزمة”.

لا ضمانات

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي في رسالة إلى وكالتي “رويترز” والصحافة الفرنسية” هذا الأسبوع، بعد أن طلبتا ضمانات بألا تستهدف الضربات الإسرائيلية الصحافيين التابعين لهما في غزة “إنه لا يستطيع ضمان سلامتهم أثناء استهداف الجيش جميع الأنشطة العسكرية لـ(حماس) على امتداد القطاع”. وأضاف أن “الحركة تتعمد تنفيذ عمليات عسكرية على مقربة من الصحافيين والمدنيين”، واختتمت رسالة الجيش بالقول “في ظل هذه الظروف، نحثكم بشدة على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لسلامتهم”.

ورداً على تلقيها الرسالة، قالت “رويترز” في بيان “الوضع على الأرض مروع وعدم رغبة الجيش الإسرائيلي في تقديم ضمانات لسلامة فرقنا يهدد قدرتها على نقل أخبار هذا الصراع من دون خوف من الإصابة أو القتل”، بينما قال مدير وكالة الصحافة الفرنسية فيل شيتويند، إن مؤسسته الإخبارية تلقت الرسالة نفسها. أضاف “نحن في وضع مخاطرة لا تصدق ومن المهم أن يفهم العالم أن هناك فريقاً كبيراً من الصحافيين يعملون في ظروف خطورة قصوى”.

ويتزامن استهداف الصحافيين وأكثر من 50 وسيلة إعلامية فلسطينية في قطاع غزة، وفقاً لنقابة الصحافيين، مع تصاعد كبير في وتيرة اعتقالهم في الضفة الغربية، حيث وصل عدد الصحافيين المعتقلين منذ السابع من أكتوبر الحالي إلى 15 صحافياً ليرتفع بذلك مجموعهم في السجون الإسرائيلية إلى 30 .

صندوق أسود

هذه ليست المرة الأولى التي يقتل فيها صحافيون فلسطينيون في هذا الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني الممتد منذ أكثر من70 سنة، فخلال السنوات ما بين 2018 و2022 وبحسب تقرير لمنظمة “مراسلون بلا حدود” تعرض أكثر من 144 صحافياً فلسطينياً وأجنبياً، لاعتداءات الجيش الإسرائيلي خلال تغطيتهم الأحداث في فلسطين، بما في ذلك إطلاق النار عليهم، ورشقهم بقنابل الغاز والقنابل الصوتية، والضرب بالعصي، والسحل، مما خلف إصابات بليغة نتج من معظمها عاهات دائمة، كفقدان الأطراف والأعين، والتشوهات في الوجه.

وأشارت نقابة الصحافيين الفلسطينيين إلى أن اعتداءات الجيش منذ عام 2000 وحتى 2022 أدت إلى مقتل أكثر من 46 صحافياً. ووفق بيانات “منظمة لجنة حماية الصحافيين”، يشكل الفلسطينيون 90 في المئة من الصحافيين والإعلاميين الذين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي، أما الـ10 في المئة فكانوا من الأجانب.

ولم يعقب الجيش الإسرائيلي حتى الآن، على مقتل الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة، أخيراً، لكنه قال في وقت سابق، إنه “يتأسف لأي ضرر يلحق بالمدنيين أثناء النشاط العملياتي، ويعتبر حماية حرية الصحافة والعمل المهني للصحافيين أمراً بالغ الأهمية”.

جاء ذلك في إطار رده على تقرير لجنة حماية الصحافيين ((CPJ، الذي نشر في مايو(أيار) الماضي، الذي أشارت فيه إلى أن “الجيش الإسرائيلي يقتل الصحافيين، من دون أن تتم محاسبة أو ملاحقة أي من الجنود المتورطين”، ومشبهاً الإجراءات الإسرائيلية الخاصة بالتحقيق في حالات قتل المدنيين ومنهم الصحافيون بـ”الصندوق الأسود”، حيث تظل نتائج كل التحقيقات سرية.

وشدد الجيش في بيانه آنذاك على أنه “لا يستهدف عمداً غير المقاتلين، ولا يستخدم الذخيرة الحية في القتال إلا بعد استنفاد جميع الخيارات الأخرى”. أضاف “نفحص ونحقق بانتظام في أفعال الجيش من خلال آليات تفتيش وتحقيق مستقلة ومتعمقة، من بينها آلية تقييم تقصي الحقائق”، موضحاً أنه في الحالات التي “يتم فيها إثارة ادعاء بإلحاق ضرر غير قانوني بالمدنيين، بما في ذلك ضد الصحافيين، يتم إجراء تحقيق لتوضيح الادعاء”.

يذكر أنه ومنذ السابع وحتى 28 أكتوبر الحالي، قتل إلى جانب 24 صحافياً فلسطيناً، أربعة صحافيين إسرائيليين، وآخر لبناني، بحسب لجنة حماية الصحافيين.

المصدر :إندبندنت

إعلان

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك