روى مسعف فلسطيني تفاصيل وأهوال شاهدها، عقب قصف إسرائيلي لمدرسة إيواء اللاجئين “موسى بن نصير” في حي الدرج بمدينة غزة فجر …
الجزيرة
تفاصيل مؤلمة: مسعف يروي أحداث احتراق الجثث عقب قصف إسرائيلي لمدرسة إيواء
في ظل التصعيد المستمر للأحداث في المنطقة، عادت المعاناة لتضرب من جديد، حيث شهدت مدرسة إيواء في إحدى المناطق المحاصرة قصفًا إسرائيليًا سقطت على إثره العديد من الضحايا، وسط صرخات استغاثة الأطفال وذعر العائلات. في هذا السياق، روى أحد المسعفين تفاصيل مؤلمة عن تلك الحادثة المروعة.
يبدأ المسعف حديثه بوصف المشهد الرهيب الذي رآه بعد لحظات من لحظة القصف. يقول: "وصلنا إلى الموقع وسط الدخان والنيران، كانت الرائحة قوية ولا تطاق. هناك جثث متناثرة، والأشلاء كانت نتيجة القصف العنيف. حاولنا إسعاف المصابين، لكن الصورة كانت تفوق الوصف".
تعددت الحالات بين المصابين والضحايا، حيث كانت الأعداد في تزايد مستمر. وللمسعف كلمات تروي مدى الألم والكوابيس التي عاشها: "كل عام نرى أعدادًا متزايدة من الضحايا، لكن عندما تواجه جثث الأطفال، فإن الأمر يصبح أكثر قسوة. كانت هناك ملامح مختلفة بين الأسماء، لكن الألم واحد".
الروايات والأحداث لا تعكس فقط الألم الجسدي، بل تحمل في طياتها قصصًا إنسانية معقدة. يتذكر المسعف وجه أحد الأطفال الذين فقدوا ذويهم في القصف، ويقول: "هذا الطفل كان يصرخ ويبحث عن والدته، وقلبه ينفطر على من فقدهم. حاولنا تهدئته، ولكنه كان متأثرًا بشكل لا يُصدق".
يمر الوقت ببطء في مثل هذه المواقف، والجنود والفرق الطبية في حالة من الفوضى ومحاولة لإدارة الوضع. يروي المسعف تفاصيل عملية نقل الجثث، وكيف أن الأمر لم يقتصر على إبعادها عن الموقع، بل كان هناك جهد كبير للتعرف على الهويات، وتقديم الدعم النفسي للناجين.
في نهاية الحديث، يعبر المسعف عن ألمه العميق ويؤكد على أهمية التوعية بأهمية حماية المدنيين في النزاعات. يقول: "إذا كان هناك من داعٍ للوقوف ضد الظلم، فإنه يجب أن نعمل جاهدين لتسليط الضوء على معاناة هؤلاء الأبرياء. الكثيرون لا يدركون أن خلف كل رقم، قصة إنسانية مؤلمة".
يستمر النزاع في المنطقة دون توقف، بينما يبقى الأمل موجودًا في أن تثمر الجهود الدبلوماسية عن حلول تضع حدًا لهذه المآسي الإنسانية. الكلمة تتجه نحو السلام، لكن الطريق ما يزال طويلاً وشاقًا.