ناقش برنامج “ما وراء الخبر”، في حلقته بتاريخ (26 مايو/أيار 2025،)، الأنباء المتضاربة عن التوصل لصيغة اتفاق لوقف إطلاق النار الدائم …
الجزيرة
ما وراء الخبر: التضارب وفرص الاتفاق بمساعي وقف الحرب على غزة
في ظل التصعيد المستمر للأعمال العسكرية في غزة، يبرز تساؤل أساسي: هل يمكن للعالم فعلاً أن يخطو نحو وقف دائم لإطلاق النار؟ إن التعقيدات والفجوات السياسية تمثل تحديات كبيرة، لكن هناك فرص حقيقية يمكن استغلالها لتحقيق السلام.
1. حقائق ميدانية وتعقيدات النزاع
تستمر العمليات العسكرية في غزة مع تصاعد القصف، مما يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين وتدمير كبير للبنية التحتية. تتزايد الأصوات الدولية المطالبة بوقف إطلاق النار، لكن التضارب في المصالح ووجهات النظر بين القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا، يجعل الوصول إلى توافق أمراً صعباً.
التحليل السياسي يظهر أن هناك رغبة من بعض الأطراف الإقليمية والدولية في العمل نحو تحقيق هدنة، لكن التوترات والحسابات الاستراتيجية تلقي بظلالها على أي محاولة للسلام.
2. التدخلات الإقليمية والدولية
تتفاعل عدة قوى إقليمية في الصراع، حيث تسعى بعض الدول العربية إلى التحرك بشكل فعال نحو وقف الحرب. لكن، يشوب هذه الجهود تباين في الآراء حول كيفية إدارة مفاوضات السلام وتحديد مسارات الحل).
من ناحية أخرى، تسعى الولايات المتحدة للحفاظ على دورها التقليدي في المنطقة، لكن التوازنات الجديدة والرغبة في تقليل الوجود العسكري الأمريكي تمنح فرصاً جديدة لابتكار حلول.
3. الإنسان أولاً: تأثير الحرب على المدنيين
لا يمكن إغفال التأثير الكارثي للحرب على المدنيين، حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل يومي. تزايد التنديد العالمي بالأوضاع يدفع بعض القوى الدولية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة لتحقيق وقف إطلاق النار. تدعو منظمات إنسانية مثل الصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة إلى ضرورة حماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية.
4. الفرص المتاحة للسلام
على الرغم من التضارب في المواقف السياسية، تبرز فرص حقيقية لإجراء محادثات جادة لوقف القتال. هذه الفرص تتضمن:
-
مفاوضات غير مباشرة: يمكن أن تتم من خلال وسطاء دوليين، مما يمنح الأطراف فرصة للجلوس والتفاوض دون ضغوط مباشرة.
-
الضغط الدولي: يمكن أن تلعب المنظمات الدولية دوراً في الضغط على الأطراف المعنية للوصول إلى توافقات.
- تهيئة الأرضية: خلق بيئة مناسبة للحوار من خلال تحسين الأوضاع الإنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين، وإزالة القيود.
5. الخاتمة
لا تزال الأوضاع الحالية في غزة معقدة وتستدعي الكثير من الجهود الدولية والإقليمية للوصول إلى حل مستدام. يتطلب الأمر تحقيق توازن بين المصالح السياسية والحاجات الإنسانية، وهو ما يعكس رسالة أمل للشعب الفلسطيني في ظل جميع التحديات.
إن الفرصة القائمة قد تكون قصيرة، لكن الأمل يبقى قائماً في إمكانية الوصول إلى اتفاق يحقق السلام ويعيد الأمل للمدنيين المتضررين.
