ما المستقبل السياسي والاقتصادي لسوريا بعد قرار ترمب برفع العقوبات؟ مزيد من التحليل مع د. كمال عبدو عميد كلية العلوم السياسية …
الجزيرة
المستقبل السياسي والاقتصادي لسوريا بعد قرار ترمب رفع العقوبات
في ضوء التطورات السياسية الأخيرة، يبدو أن قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب برفع العقوبات المفروضة على سوريا قد يفتح أفقًا جديدًا للواقع السياسي والاقتصادي في البلاد. هذا القرار يعتبر بمثابة تحول كبير في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، التي عانت من حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي لعقد كامل.
التأثير على الوضع الاقتصادي
رفع العقوبات قد يسهم بشكل كبير في تحسين الوضع الاقتصادي في سوريا. حيث أن العقوبات التي كانت مفروضة على النظام السوري فرضت قيودًا صارمة على التجارة والاستثمارات الأجنبية. هذا الانفتاح قد يسمح باستقطاب الاستثمارات الأجنبية، مما يعزز من فرص العمل ويُعزز من الاقتصاد المحلي المُنهك.
بالإضافة إلى ذلك، من المرتقب أن تؤدي زيادة الواردات إلى استعادة بعض السلع الأساسية التي كانت مفقودة أو مرتفعة الأسعار، مما قد يسهل على المواطنين الحصول على احتياجاتهم الأساسية مع تحسن القدرة الشرائية.
الآثار السياسية
من الناحية السياسية، يعتبر رفع العقوبات خطوة نحو قبول النظام السوري في المجتمع الدولي. قد يساعد ذلك في إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية السورية مع الدول الغربية، مما يعزز من موقف الحكومة السورية داخليًا وخارجيًا. هذا التوجه الجديد قد يؤدي أيضًا إلى تحفيز الحوار بين الأطراف المختلفة، بما في ذلك المعارضات السورية، الأمر الذي قد يسهم في تحقيق الاستقرار.
التحديات المرتقبة
رغم هذه الآمال، لا تزال العديد من التحديات قائمة. إذ أن الشكوك حول مستقبل الحكومة السورية وثقة الشعب في النظام تبقى مسألة حساسة. قد لا يشعر المواطنون بالتغيرات الاقتصادية الجذرية بشكل سريع، مما قد يؤدي إلى تزايد السخط الاجتماعي.
كما أن التوترات الإقليمية والدولية ستظل تؤثر على مسار التقدم في سوريا. فالعلاقات المعقدة مع بعض الدول، مثل تركيا وإسرائيل، قد تؤثر على السلام والاستقرار بشكل عام.
الخلاصة
يمكن القول إن قرار رفع العقوبات عن سوريا يمثل فرصة تاريخية قد تُعيد تشكيل المستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد. ومع ذلك، يتوجب على الحكومة السورية التعامل بحذر مع التحديات القائمة لضمان الانتقال إلى مرحلة أكثر استقرارًا وازدهارًا. إن النجاح في هذا المسار يعتمد على قدرة النظام على التفاعل بشكل إيجابي مع التغيرات الداخلية والدولية، ورغم الأفق المتفائل، يبقى الواقع في سوريا معقدًا ويحتاج إلى استراتيجيات مدروسة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.