واصل الجيش الإسرائيلي غاراته العنيفة على كافة أنحاء القطاع، مما خلف شهداء ومصابين، فيما تحاصر الآليات الإسرائيلية المستشفى …
الجزيرة
فايز الدويري: احتلال غزة الآن يختلف عن عام 48 بأنه احتلال للجغرافيا مع التخلص من السكان
في تحليل حديث، تناول المحلل السياسي فايز الدويري الأبعاد السياسية والتاريخية للاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، موضحًا أن احتلال غزة في الوقت الحالي يختلف جذريًا عن تجربة عام 1948. فقد أشار الدويري إلى أن الاحتلال الحالي لا يهدف فقط إلى السيطرة على الأرض، بل يسعى أيضًا إلى تقليص الوجود الفلسطيني من خلال استراتيجيات متنوعة.
وجهة نظر تاريخية
في عام 1948، شهدت فلسطين أحداثًا دموية نتج عنها تهجير الكثير من الفلسطينيين من أراضيهم. الحنين إلى تلك الحقبة لا يزال حاضرًا في الذاكرة الجماعية، حيث يعتبر الفلسطينيون أن هذه الأحداث تمثل بداية النكبة. لكن الدويري يرى أن الوضع الحالي في غزة يمتاز بتعقيدات جديدة تتعلق بإستراتيجيات الاحتلال الحالية.
احتلال الجغرافيا
أوضح الدويري أن الاحتلال اليوم يتركز على السيطرة المكانية والتوسع الجغرافي. بينما كان هدف الاحتلال في عام 1948 هو تهجير السكان الأصليين والاستيلاء على أراضيهم، فإن الاحتلال اليوم يتجه نحو استخدام التكتلات الجغرافية لإنشاء حقائق جديدة على الأرض. وهذا يتجلى في التحكم بالمناطق الحدودية، وتوسيع المستوطنات، وبناء الحواجز، مما يؤدي إلى تقسيم السكان الفلسطينيين.
التخلص من السكان
وأشار الدويري إلى أن الاستراتيجيات لا تقتصر على السيطرة فحسب، بل تشمل أيضًا محاولات متعمدة للتخلص من السكان الأصليين. يتجلى ذلك في الحصار المفروض على غزة، والذي أثر بشكل كبير على حياة الفلسطينيين الاقتصادية والاجتماعية، مما أدى إلى هجرة العديد منهم بحثًا عن ظروف أفضل.
هذا التخطيط المحكم لا يستند فقط إلى القتال المباشر، بل يتضمن أيضًا إجراءات دبلوماسية وسياسية تهدف إلى تقليص الوجود الفلسطيني في المنطقة. والحقيقة أن استمرار التهجير والنزوح في غزة يهدد بإفراغ المنطقة من سكانها الأصليين.
التحديات المستقبلية
في ختام تحليله، حذر الدويري من التحديات المستقبلية التي قد تواجه القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة إيجاد حلول سلمية مبنية على العدالة والحقوق الإنسانية. فالوضع الحالي يتطلب من المجتمع الدولي والمجتمع الفلسطيني التفكير في إستراتيجيات جديدة لمواجهة هذه الأبعاد المعقدة للاحتلال.
إن كلمات فايز الدويري تُظهر أهمية فهم كل من التنوع والتعقيد في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكيف أن هذا الصراع لا يتعلق فقط بتاريخه، بل أيضًا بمستقبله وما يمثله للعديد من الأجيال القادمة.