إعلان


تتميز العلاقة بين باكستان والصين بأنها فريدة واستراتيجية تمتد لأكثر من خمسين عامًا، حيث تشترك الدولتان في احترام متبادل ورغبة مشتركة في التنمية. تدعم الصين باكستان في مختلف المجالات، بما في ذلك الدعم العسكري والماليةي، خاصة في أوقات الأزمات. وفقًا للخبير الماليةي شكيل أحمد رامي، فإن العلاقة خالية من النزاعات التاريخية، وتعتمد على تكامل المصالح. بينما يفرض الغرب شروطًا صارمة لدعمه، توفر الصين التمويل بدون تدخل سياسي. تسعى باكستان لتحسين إدارتها لمشاريعها لضمان نجاح الشراكة، رغم التحديات الاستقرارية والسياسية المستمرة.

تُعتبر العلاقة بين باكستان والصين فريدة من نوعها، حيث لا يمكن مقارنتها بأية علاقات أخرى بين دول. فما السر وراء ذلك؟ الصين، التي تُعد واحدة من القوى الماليةية الكبرى في العالم، تربطها علاقات استراتيجية مع العديد من الدول، ولكن لا يُمكن مقارنتها بالعمق السياسي والماليةي المُعقد لباكستان.

أسعار السوق

مؤشرات الأسهم
العملات
الذهب
المؤشر القيمة التغيير النسبة %
جاري تحميل البيانات...
الزوج السعر التغيير النسبة %
جاري تحميل البيانات...
النوع السعر (أونصة) السعر (جرام) التغيير
جاري تحميل البيانات...

إعلان

برزت مؤخرًا أهمية العلاقة بين بكين وإسلام آباد عندما بدأت المواجهات بين الهند وباكستان، حيث دعمت الصين باكستان وصرحت عن دعمها في حماية سيادتها، خاصة في المجال الماليةي.

هذا ما نوّهه ضيفنا في هذا الحوار، الخبير الماليةي الباكستاني شكيل أحمد رامي، الذي له مؤلفات عديدة حول الصين والعلاقة بين بكين وباكستان، بالإضافة إلى مقالات ومحاضرات متعددة.

يرى رامي -في حديثه للجزيرة نت- أن الشراكة بين البلدين تعد استراتيجية وعلاقة “فريدة وشاملة” تقوم على الاحترام المتبادل والرغبة المشتركة في التنمية. ويشير إلى استعداد الصين الجاد لدعم باكستان في مجالات عدة.

ولفت إلى متانة هذه العلاقة بقوله: “بصفتها الصديق الموثوق لباكستان وشريكها الاستراتيجي في جميع الظروف، فإن الصين تدرك تمامًا المخاوف الاستقرارية المشروعة لباكستان وتساندها في حماية سيادتها ومصالحها الاستقرارية”، كما جاء في مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الباكستاني إسحاق دار بعد الهجوم الهندي على باكستان في السابع من الفترة الحالية الجاري.

الأستاذ والخبير الماليةي الباكistani شكيل أحمد رامي
رامي يؤكد استعداد الصين الجاد لدعم باكستان في ميادين عديدة (الجزيرة)

يمتلك الخبير الماليةي والمحلل الاستراتيجي شكيل أحمد رامي فهمًا عميقًا لمسار الشراكة الصينية الباكستانية ولتقييم مكاسبها وتحدياتها.

في هذا الحوار القصير، نسلط الضوء على جوانب التعاون، والفروق بين الدعم الصيني والغربي، وتوصيات الخبير لـ”مستقبل اقتصادي متوازن ومستقل لباكستان”.

وإليكم الحوار الذي تم:

بماذا تتميز العلاقة الباكستانية الصينية؟

نوّه شكيل على تميز العلاقة بين البلدين التي تمتد لأكثر من 5 عقود، مشيرًا إلى أنها تتسم بما يلي:

  • الاستمرارية والثبات: لم تتأثر العلاقة بالتغييرات السياسية، بل ظلت قائمة بغض النظر عن الحكومات أو الأنظمة المتعاقبة، سواء كانت باكستان تحت حكم مدني أو عسكري أو كانت الصين تعاني من تغيرات اقتصادية.
  • غياب المصالح المتضاربة: على عكس علاقات باكستان بالغرب أو الهند، فإنها لا تحمل أي نزاعات تاريخية أو حدودية أو تنافس جيوسياسي مباشر مع الصين.
  •  العلاقة قائمة على تكامل المصالح وليس تعارضها.
  • التعاون الاستقراري والدفاعي العميق: تقدم الصين دعمًا عسكريًا لباكستان، وقد تجلى ذلك مؤخرًا خلال النزاعات بين الهند وباكستان، إذ زودت الصين باكستان بحوالي 80% من أسلحتها في السنوات الخمس الأخيرة، بما في ذلك غواصات وطائرات حربية، مما يعزز قدرات باكستان العسكرية.
  • التعاون في نقل التقنية وتصنيع أسلحة مشتركة مثل طائرات JF-17.
  • الدعم المتبادل في المحافل الدولية، إذ تدافع الصين دائماً عن باكستان في مجلس الاستقرار، خاصة في قضايا مثل كشمير والتطرف، وباكستان تدعم بدورها المواقف الدولية للصين بما فيها موقفها من تايوان وشينغيانغ.

هل يمكنك أن تصف العلاقة الماليةية بين باكستان والصين؟

أوضح رامي أن هناك شراكة اقتصادية تتزايد بين البلدين، حيث يُظهر مشروع الممر الماليةي بين الصين وباكستان “CPEC” تحول الصين إلى شريك تنموي واستثماري، مما يجعلها أكبر مستثمر في باكستان.

كيف تقارن دعم الصين لباكستان بالدعم الغربي لها؟

يشير شكيل إلى أنه بعد خيبات الأمل التي تعرضت لها باكستان مع الولايات المتحدة، تُعتبر الصين شريكاً لا تتدخل سياسياً ولا تربط مساعداتها بإصلاحات سياسية أو شروط مجحفة.

وذكر أنه خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان، استخدمت القوات الأمريكية والناتو طرق باكستان، لكنهم تركوا هذه الطرق بلا إصلاح، ما يُظهر تهاون الغرب في دعم باكستان.

في المقابل، تعمل الصين على تطوير مشاريع في باكستان من خلال بناء الطرق والبنية التحتية الحديثة لدعم مشروعاتها.

هل يمكن أن تلخص في نقاط لماذا تميل باكستان إلى الصين بدلاً من الغرب في تعاونها الماليةي؟

  • الغرب يشترط لدعمه تقديم إصلاحات سياسية واقتصادية صعبة، بينما تقدم الصين التمويل بشروط أخف ودون تدخُّل سياسي مباشر.
  • الصين لا تطلب تنازلات سياسية من باكستان مقابل الدعم، بل تتعامل بواقعية ودون شروط مرتبطة بالديمقراطية الغربية أو قضايا حقوق الإنسان.
  • الصين تقدم تمويلًا لمشاريع ضخمة دون الدخول في الشؤون الداخلية.
2197197357 1741620380
القائد الصيني شي جين بينغ (يمين) يستقبل نظيره الباكستاني آصف علي زرداري في بكين في فبراير/شباط الماضي (غيتي)

ما الدور الباكستاني المطلوب لدعم التعاون الماليةي مع الصين؟

يوضح الخبير الماليةي أن الصين أبدت استعدادًا حقيقيًا لدعم باكستان في مجالات الدفاع والصناعة والبنية التحتية، وقد وضعت ذلك موضع التنفيذ في العديد من المشاريع.

ومع ذلك، يتطلب الأمر من الجانب الباكستاني إصلاح الشركات المملوكة للدولة لتيسير التعاون وعمليات التنمية.

انتقد رامي توصيات صندوق النقد الدولي والمؤسسة المالية الدولي بخصوص خصخصة هذه الشركات، واقترح بدلاً من ذلك التعاون مع الصين لإصلاحها من خلال شراكات استراتيجية، مستفيدًا من التجربة الناجحة للصين في هذا السياق.

ما أبرز التحديات والفرص للعلاقة المتميزة بين باكستان والصين؟

يراود رامي أن الصين تقدم فرصًا كبيرة لباكستان، مأنذرًا من أن نجاح هذه الشراكة يعتمد على قدرة باكستان على إدارة المشاريع بفاعلية وضمان الشفافية، وتوفير بيئة آمنة للمستثمرين.

ويشير إلى أن هناك تحديات أمنية وسياسية قد تؤثر على تنفيذ المشاريع، كما هو الحال مع مشروع الممر الماليةي بين الصين وباكستان “CPEC” الذي يتعرض لهجمات جماعات مسلحة مدعومة من الخارج، خصوصًا في منطقة غوادر.

هذا المشروع الواعد يهدف إلى إنشاء طريق بري يربط مدينة كاشغر (غربي الصين) بميناء غوادر الباكستاني، ويعتبر جزءًا من مبادرة الحزام والطريق الصينية العالمية.

CHINA IN NEW ERA COMMUNITY WITH SHARED FUTURE Book UNDERSTANDING CHINA FOR FUTURE COOPERATION book
كتابا رامي “فهم الصين من أجل تعاون مستقبلي” و”الصين في العصر الجديد.. مجتمع ذو مستقبل مشترك” (الجزيرة)

أبرز كتب رامي عن الصين

  •  “فهم الصين من أجل تعاون مستقبلي” Understanding China for Future Cooperation، صدر هذا الكتاب عام 2020 عن معهد السياسات للتنمية المستدامة (SDPI)، ويُعتبر من أبرز مؤلفاته.

يتناول هذا الكتاب النموذج التنموي للصين، ويشرح كيفية استفادة باكستان والدول النامية من التجربة الصينية في مجالات الحوكمة والمالية والتعاون الإقليمي.

  • “الصين في العصر الجديد.. مجتمع ذو مستقبل مشترك” China in New Era: Community with Shared Future، صدر عام 2021 عن معهد الحضارة البيئية (AIERD).

يناقش الكتاب رؤية القائد شي جين بينغ في “العصر الجديد” و”المواطنون ذو المستقبل المشترك”، ويحلل السياسات الماليةية والدبلوماسية والاستقرارية للصين في هذا السياق.

  • “الصين في 75: من الثورة إلى التجدد” China at 75: From Revolution to Rejuvenation، صدر عام 2023 بمناسبة مرور 75 عامًا على تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

يستعرض الكتاب رحلة الصين من النهوض إلى الازدهار، مع تسليط الضوء على التحولات السياسية والماليةية والاجتماعية التي شهدتها البلاد.

وتمت الإشارة إلى أن مؤلفات رامي غالبًا ما تُستخدم كمراجع في الجامعات والمراكز البحثية.


رابط المصدر

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا