توسعت جامعة هارفارد في دعواها القضائية ضد إدارة ترامب بعد قطع منح بقيمة 450 مليون دولار، مما يرفع المبلغ الإجمالي المهدد إلى أكثر من 2.65 مليار دولار. تتهم الجامعة الإدارة بمحاولة تقويض حرية التعبير، عقب احتجاجات طلابية ضد الحرب في غزة. تتعلق الدعوى بإجراءات تتحدى قرارات فرقة عمل فيدرالية تدعي أن هارفارد فشلت في مواجهة معدلات معاداة السامية. يجادل قانونيو هارفارد بأن هذه القرارات غير قانونية وتنتهك التعديل الأول. يأتي هذا التصعيد في سياق اضطهاد واسع للطلاب الذين يعبرون عن رأيهم بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
منوعات | شاشوف
في تصعيد قانوني بارز، زادت جامعة هارفارد العريقة من نطاق دعواها القضائية ضد إدارة الرئيس “دونالد ترامب” يوم الثلاثاء، 13 مايو 2025، بعد ساعات من إعلان المسؤولين الفيدراليين عن قطع منح إضافية قدرها 450 مليون دولار عن هذه المؤسسة الأكاديمية المرموقة.
ويأتي هذا الإجراء بعد قطع مبلغ 2.2 مليار دولار من التمويل الذي أنهته الإدارة سابقًا، مما يرفع إجمالي التمويل المهدد إلى أكثر من 2.65 مليار دولار، في خطوة تربطها الجامعة بمساعي الإدارة للحد من حرية التعبير والضغط على الجامعات في سياق الاحتجاجات الطلابية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة.
قدمت جامعة هارفارد شكوى معدلة أمام محكمة فيدرالية في بوسطن، تتحدى فيها قرارات فرقة عمل فيدرالية لمكافحة معاداة السامية، والتي تضم ممثلين عن وزارات التعليم والصحة والخدمات الإنسانية والعدل.
زعمت هذه الفرقة أن هارفارد لم تتمكن من مواجهة ما وصفته بـ”التمييز العنصري المتفشي والمضايقات المعادية للسامية” في حرمها الجامعي، وهي اتهامات تصاعدت بالتزامن مع الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين.
تشمل الإجراءات الجديدة التي تطعن فيها هارفارد أيضًا تجميد مليارات الدولارات من المنح البحثية والمساعدات المستقبلية، وهو ما أعلنته وزيرة التعليم ليندا مكماهون الأسبوع الماضي، مشترطةً تنازل الجامعة عن مطالب الإدارة.
تجادل هارفارد بأن مطالب الإدارة المتشددة تنتهك حقوق حرية التعبير التي يكفلها التعديل الأول للدستور الأمريكي، مؤكدة أن تجميد التمويل الواسع تم دون اتباع الإجراءات القانونية المناسبة.
ذكرت الدعوى القضائية: “لم تحدد الحكومة – ولا يمكنها تحديد – أي علاقة منطقية بين مخاوف معاداة السامية والأبحاث الطبية والعلمية والتكنولوجية وغيرها من الأبحاث التي جمدتها أو أنهتها”.
تطلب الجامعة من القاضية أليسون بوروز إعلان عدم قانونية تصرفات الإدارة ومنع إنهاء المنح، مع تحديد جلسة للمرافعات في 21 يوليو المقبل.
صدى حرب غزة في الجامعات الأمريكية: قمع منهجي للاحتجاجات ومحاولات لتكميم الأفواه
تأتي المواجهة بين هارفارد وإدارة ترامب في إطار أوسع من التوتر المتصاعد في الجامعات الأمريكية، حيث اندلعت احتجاجات طلابية ردًا على الحرب المستمرة في غزة، والتي أوقعت عشرات الآلاف من الشهداء ودمارًا هائلًا.
يطلب الطلاب وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وسحب الاستثمارات الجامعية من الشركات المتواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي، وإنهاء الدعم الأمريكي لإسرائيل. إلا أن هذه الدعوات السلمية قوبلت بحملات قمع وتعسف واسعة النطاق من قبل السلطات وإدارات بعض الجامعات، شملت اعتقالات وفصل طلاب وتعليق دراستهم، وتفكيك معسكرات الاعتصام بالقوة، غالبًا تحت ذريعة مكافحة معاداة السامية.
يرى العديد من المراقبين والمدافعين عن الحقوق المدنية أن تصريحات الرئيس ترامب، التي وصم فيها المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين بأنهم معادون للسامية ومتعاطفون مع حركة حماس، ساهمت في تصعيد هذا المناخ القمعي.
يشير هؤلاء إلى أن الإجراءات العقابية ضد الجامعات، مثل قطع التمويل عن هارفارد والتهديد بسحب إعفائها الضريبي، تمثل جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تكميم الأفواه وإسكات أي صوت ينتقد السياسات الإسرائيلية أو الدعم الأمريكي غير المشروط لها.
يعكس هذا الإصرار على قمع الحراك الطلابي، وفقًا لهذه القراءة، الرغبة الأمريكية في تمكين إسرائيل من مواصلة حربها المدمرة على غزة دون مواجهة ضغوط شعبية أو أكاديمية مؤثرة داخل الولايات المتحدة.
يؤكد المتظاهرون، ومن بينهم مجموعات طلابية يهودية مناهضة للصهيونية، أن الإدارة الأمريكية وبعض الوسائل الإعلامية تخلط بشكل خاطئ بين انتقادهم المبرر لأفعال وجرائم إسرائيل في غزة ومعاداة السامية، وبين دفاعهم المشروع عن الحقوق الفلسطينية ودعم التطرف.
على الرغم من أن جامعة هارفارد تمتلك وقفًا ماليًا ضخمًا يُقدّر بـ 53 مليار دولار، وهو الأكبر بين الجامعات الأمريكية، إلا أن هذه الأموال غالبًا ما تكون مقيدة ومخصصة لأغراض معينة مثل المساعدات المالية والمنح الدراسية، مما يجعل قطع التمويل الفيدرالي للأبحاث العلمية ذا تأثير كبير.
إن المعركة القانونية الجارية حاليًا لا تتعلق فقط بمصير مليارات الدولارات، بل تشمل مستقبل حرية التعبير والنقد السياسي في الجامعات الأمريكية، ودور الولايات المتحدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتعريفات الملتبسة التي تُستخدم لتجريم التضامن مع الشعب الفلسطيني.
تم نسخ الرابط