تطورات متسارعة وسفن مجهولة وإمدادات لا تتوقف لقاعدة إماراتية هامة على جزيرة يمنية، وأهداف تجارية تُخفي معها مكاسب عسكرية تخدم أطرافًا إقليمية.
إيكاد وفي تحقيق مفصل تكشف عن تطورات جديدة في القاعدة الإماراتية بجزيرة “عبدالكوري”، وتسلط الضوء على أهمية تلك التطورات وسر توقيتها، وسياقها في الحرب على قطاع غـ.ـزة.
لنبدأ معًا في كشف تفاصيل هذه المفاجآت..
في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة وتصاعد تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر للسفن المرتبطة بإسرائيل، رصدنا تطورات متسارعة في القاعدة الإماراتية في جزيرة “عبدالكوري” اليمنية؛ إحدى جزر أرخبيل سقطرى، التي كان لإيكاد السبق الصحفي للكشف عنها قبل عامَين.
هذه المرة استطعنا التقاط طرف الخيط، من خلال تتبعنا المعتاد والمستمر لحركة الملاحة البحرية في الشرق الأوسط، التي زادت توترًا بعد 7 أكتوبر.
وطرف الخيط هنا عبارة عن سفينة تُدعى “Takreem – تكريم” تحمل العلم الإماراتي، رصدناها وهي تتجه نحو جزيرة “عبدالكوري”.
السفينة من نوع سفن الإنزال البحرية التي تُستخدم لنقل الجنود والمعدات والمركبات ونشرها من السفينة إلى الشاطئ لإجراء العمليات العسكرية الهجومية.
بتتبع مسار السفينة وجدنا أنها قامت برحلة متشابكة قبل وصولها إلى “عبدالكوري”..
فقد انطلقت من “ميناء زايد” في أبو ظبي يوم 21 ديسمبر 2023، ووصلت جزيرة سقطرى اليمنية في 29 ديسمبر 2023، لتمكث بها حتى يوم 7 يناير 2024.
وفي اليوم التالي اتجهت غربًا نحو جزيرة “عبدالكوري” ورست فيها حتى 11 يناير، وفي 13 يناير عادت لجزيرة سقطرى وخرجت منها يوم 18 يناير، ثم واصلت مسيرها نحو الإمارات.
لهذه السفينة سجل مثير للتساؤلات ورحلات مشبوهة، سنسردها لكم لتعرفوا لماذا هي طرف الخيط في تحقيقنا..
سبق أن كشفنا في تحقيق سابق أن السفينة ذاتها وصلت إلى “عبدالكوري” في 20 نوفمبر 2021، وفي 26 نوفمبر أخفت إشارتها خلال وقوفها عند شواطئ الجزيرة، وظلت كذلك حتى عادت للظهور في 25 ديسمبر في بحر العرب متجهة شمالًا، وهو ما رجّح وقتها أن السفينة كانت تقوم بنشاط مشبوه دفعها لإخفاء إشارتها.
ما أكد لنا استمرار وجود السفينة حينها في الجزيرة حتى نهاية نوفمبر 2021 هي صور أقمار صناعية التقطتها “Sentinel Hub” في 24 نوفمبر و29 نوفمبر كشفت وجود السفينة على شاطئ “عبدالكوري”، وتأكدنا من هويتها من خلال تطابق مسار السفينة في صور الأقمار الصناعية مع مسار الإبحار المُعلن على برامج الملاحة، وكذلك تطابق أبعاد السفينة “تكريم” مع أبعاد السفينة في الصور هنا.
تلك الرحلة رجّحنا حينها أنها كانت لنقل المعدات والفرق الخاصة للإشراف على تطوير قاعدة الإمارات في جزيرة “عبدالكوري”.
وبعد فترة وجيزة من مغادرة السفينة بدأت الإمارات بناء المدرج العسكري في الجزيرة، وهو ما أكدته أيضًا صحف يمنية محلية.
السفينة ذاتها سبق أيضًا أن كشفنا مشاركتها مع سفن أخرى في عمليات التطوير وبناء المدرج في ميناء المخا في أكتوبر 2021.
واتضح حينها أن السفينة توقفت عن الذهاب لميناء المخا بعد أن شارفت أعمال البناء في مدرجه على الاكتمال، ما يرجّح أنها اُستخدمت للنقل العسكري ونقل المواد والفرق المطلوبة لبناء المدرج.
تحركات السفينة التي رجّحنا ارتباطها في أكثر من مرة بعمليات تطوير وبناء في المواقع التي ترسو بها، دفعتنا للتقصي عن أسباب رحلتها الأخيرة إلى “عبدالكوري”، والبحث في صور الأقمار الصناعية لمعرفة سر زيارتها، وما وجدناه لم يُخالف توقعاتنا، وكأنه تكرار لسيناريوهات رحلاتها السابقة..
فما الذي كشفته صور الأقمار الصناعية للجزيرة خلال زيارة “تكريم”؟
تمكّن فريقنا من الحصول على صور أقمار صناعية حديثة وشديدة الوضوح التقطتها “Maxar” لجزيرة “عبدالكوري”، يوم 5 يناير 2024.
وإليكم ما كشفته الصور..
في البداية عند تحليل المنطقة المائية حول الجزيرة في صور الأقمار الصناعية، لفت انتباهنا وجود سفينة مجهولة بخلاف “تكريم” في محيط الجزيرة.
تلك السفينة من خلال البحث عنها في برامج الملاحة المتطورة التي ترصد السفن عبر بيانات الأقمار الصناعية، وجدنا أنها لم تلتقطها أيضًا، ما يعني أن السفينة حاولت إخفاء بياناتها وأنشطتها في المنطقة.
قمنا بتتبع هذه السفينة، وعبر تحليل أبعادها وجدنا أن طولها 127 مترًا تقريبًا، وعرضها 21 مترًا تقريبًا.
وظهرت محمّلة بشاحنات وإمدادات نرجّح أنها لتسريع عملية البناء في جزيرة “عبدالكوري” والقاعدة التي تتضمنها بعد أحداث 7 أكتوبر.
هذه السفينة المجهولة ذاتها سبق أن رصدها حساب “Vleckie” المتخصص في أخبار المصادر المفتوحة، قبالة اليمن يوم 10 يناير 2024.