إعلان


تستعد الموانئ الأمريكية لزيادة كبيرة في تدفق البضائع الصينية بعد خفض الرسوم الجمركية بنسبة 115%. التوقعات تشير إلى أن التجار سيُسرعون الاستيراد وتخزين السلع قبل انتهاء المهلة المحددة بـ90 يوماً، لتفادي ارتفاع الرسوم مجدداً، خاصة أثناء موسم العطلات. رغم ذلك، تعاني الموانئ الأمريكية من انخفاض حاد في حركة الشحن، حيث تُشير التوقعات إلى تراجع عدد السفن بنسبة 20% وحجم البضائع بنسبة 25% في مايو. الرسوم الحالية، رغم تخفيضها، لا تزال مرتفعة، مما يؤثر سلباً على الشركات الصغيرة التي تواجه تحديات في سلاسل الإمداد والاستقرار الاقتصادي.

الاقتصاد العالمي | شاشوف

إعلان

تستعد الموانئ الأمريكية لمواجهة ما يشبه ‘الاجتياح الصيني’، بعد أن تم تخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة بنسبة 115%، مما يعني توقع تدفق السلع الصينية إلى الموانئ الأمريكية، التي تواجه فعلاً تباطؤاً كبيراً في حركة الشحن.

هذا الوضع قد يؤدي إلى تحول كبير في الأمور خلال الأسابيع المقبلة، حيث يُمكن أن نشهد موجة هائلة من تدفق البضائع، بعد فرض رسوم جمركية تقدر بـ30% فقط على السلع الصينية المتجهة إلى أمريكا، وهي نسبة أقل بكثير من 145% التي كانت سارية قبل الاتفاق التجاري بين البلدين، والتي استمرت لنحو ستة أسابيع وفقاً لمتابعات شاشوف.

وتأتي الهدنة التجارية المؤقتة لتشجع تجار التجزئة على تسريع عمليات الاستيراد، وتخزين أكبر قدر ممكن من السلع قبل انتهاء المهلة المحددة بـ90 يوماً.

سيعمل التجار على إدخال البضائع بسرعة لتجنب زيادة الرسوم مرة أخرى، خاصة في ذروة فترة وصول البضائع الخاصة بموسم العطلات، وفقاً لـ’جوناثان غولد’، نائب رئيس السياسة الجمركية وسلسلة التوريد في الاتحاد الوطني لتجار التجزئة. وقد حدث شيء مشابه بالفعل في مارس الماضي بحسب مراجعة شاشوف، حيث قام التجار بتخزين كميات كبيرة من السلع قبل بدء تطبيق الرسوم الأولى في 09 أبريل.

تستورد الولايات المتحدة من الصين معظم الملابس والأحذية والألعاب والإلكترونيات والرقائق الدقيقة، مما يفسر سبب حدوث عاصفة تجارية بعد فرض الرسوم المرتفعة التي جعلت التعامل مع الصين مكلفاً جداً للعديد من الشركات.

تدفق كبير في منتصف الصيف

من المتوقع أن تشهد أمريكا تدفقاً هائلاً للبضائع بحلول منتصف الصيف، مما سيجبر الشركات على زيادة عدد العمال والموظفين للعمل بكامل طاقتهم.

وتشير شركة ‘فليكس بورت’ المتخصصة في الشحن والخدمات اللوجستية إلى أن تحديد حجم التدفق المتوقع لا يزال مبكراً، لكنها تتوقع زيادة كبيرة في حجز الشحن.

يأتي ذلك بعد انخفاض حجم الشحنات من الصين بنسبة تصل إلى 40% مؤخراً، حسب متابعات شاشوف، نتيجة حالة عدم اليقين الاقتصادي. وفي هذا السياق، يقول تشارلز فان دير ستين، رئيس شركة ‘ميرسك’ في أمريكا الشمالية: ‘ببساطة، توقفت العديد من التجار عن تحريك سلاسل الإمداد’، لكنه يتوقع عودة البضائع المحتجزة إلى السوق مع خفض الرسوم وتحديد المهلة الواضحة.

وسيتخذ بعض التجار من هذه المهلة فرصة، وينتظر أن يحدث طلب ضخم خلال 90 يوماً ‘لم نشهد مثله من قبل’ وفقاً للخبير الاقتصادي ‘بيتر بوكفار’، مما سيؤدي إلى ارتفاع كبير في تكاليف النقل.

أرصفة خالية ومعاناة في الموانئ الأمريكية

على الرغم من التوقعات بتدفق السلع قريباً، تشير تقارير شاشوف إلى أن موانئ الساحل الغربي تتوقع انخفاضاً هائلاً في أعداد السفن وحجم البضائع خلال شهر مايو الحالي، حيث تستغرق الرحلات البحرية من الصين من ثلاثة إلى أربعة أسابيع.

ويفيد مدير ميناء ‘لوس أنجلوس’ جين سيروكا أن عدد السفن سيتراجع بنسبة 20%، وحجم البضائع سينخفض تقريباً بنسبة 25%. من ناحية أخرى، شهد ميناء ‘لونغ بيتش’ في كاليفورنيا انخفاضاً يتراوح بين 35% و40% في الشحنات الأسبوع الماضي، ولم تغادر أي سفينة من الصين متوجهة إلى مجمع سان بيدرو لمدة 12 ساعة يوم الجمعة، وهو ما لم يحدث منذ جائحة كورونا.

كما سجلت الموانئ في سياتل وتاكوما أرصفةً خالية، وهو مشهد نادر منذ الوباء، مع توقعات بانخفاض حجم الشحنات يتراوح بين 8% و15% وفقاً لتحالف الموانئ الشمالية الغربية. ويؤكد هذا التحالف أن تخفيض الرسوم لا يلغي آثار تطبيقها السابقة، حيث لا تزال هناك حالة من عدم اليقين وتقلبات في السوق وفقدان للأنشطة التجارية، ومن الضروري أن تسجل سلاسل الإمداد استقراراً، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

ومع ذلك، لا تقتصر الصعوبات على الساحل الغربي، حيث أن السفن المتجهة إلى الموانئ الشرقية من آسيا تحتاج ما بين أربعة إلى ستة أسابيع، مما يعني أن تأثير هذه المهلة لن يظهر قبل منتصف أو نهاية يونيو المقبل.

إذا بدأت الطلبات الآن، ستصل البضائع في يونيو أو يوليو 2025، مما سيبقي التباطؤ قائماً لبضعة أسابيع أخرى، قبل أن يبدأ النشاط في الزيادة حتى يوليو.

رغم خفض الرسوم، تبقى النسبة 30% عبئاً ثقيلاً على العديد من الشركات، وخاصة الشركات الصغيرة، وهو ما أكّدته غرفة التجارة الأمريكية، حيث لا تزال الرسوم أعلى بكثير مما كانت عليه في بداية عام 2025، على عكس الشركات الكبرى التي تستطيع التكيّف مع مستويات الرسوم المرتفعة.


تم نسخ الرابط

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا