إعلان


الحروب لم تعد مقتصرة على الأسلحة التقليدية، بل انتقلت إلى الفضاء الرقمي حيث شهد العالم آلاف الهجمات الإلكترونية يومياً، مما يكبد الاقتصاد العالمي خسائر قد تصل إلى 10.5 تريليون دولار في 2025. تُعتبر برامج الفدية من أخطر التهديدات، حيث متوقع أن تصل أضرارها إلى 57 مليار دولار بحلول نهاية 2025. تطور الذكاء الاصطناعي جعل هذه الهجمات أكثر تعقيداً، حيث تعرضت 87% من المؤسسات لهجمات مدعومة به. تفتقر 55% من الشركات إلى الاستعداد لمواجهة هذه التهديدات، في ظل نقص حاد في الكفاءات البشرية وارتفاع متطلبات الاستثمار في الأمن السيبراني.

منوعات |شاشوف

آخر تحديثات الأخبار تيليجرام

إعلان

لم تعد الحروب تقتصر على المدافع والصواريخ، بل انتقلت إلى الفضاء الرقمي، حيث تتعرض أنظمة العالم يومياً لآلاف الهجمات الإلكترونية، مما يكبد الاقتصاد العالمي خسائر هائلة تفوق خسائر الكوارث الطبيعية وتجارة المخدرات مجتمعة. يتوقع الخبراء أن تصل فاتورة هذه الحرب الصامتة إلى 10.5 تريليون دولار هذا العام، ويعتبر الذكاء الاصطناعي سلاحاً ذا حدين يزيد من شراسة الهجمات ويعقد الدفاع.

تشير التقارير المتخصصة، مثل تقرير شركة ‘بي دي إيمرسون’ للأمن السيبراني، إلى صورة قاتمة؛ فقد خسر العالم نحو 9.5 تريليون دولار في 2024، ومن المتوقع أن ترتفع الخسائر بنسبة 15% لتصل إلى 10.5 تريليون دولار في 2025. تأتي هذه الزيادة في سياق ارتفاع مذهل بلغ 3 تريليونات دولار خلال العقد الماضي، مما يمثل، بحسب التقرير، ‘أكبر خسارة للثروة الاقتصادية في التاريخ’.

ولا تقتصر الخسائر على الأرقام العامة، بل تشمل كل شركة ومؤسسة. فقد ارتفعت التكلفة المتوسطة لخرق البيانات عالمياً إلى 4.88 مليون دولار في عام 2024، بزيادة 10% عن العام السابق. ومع وقوع أكثر من 2328 هجمة يومياً (حوالي 850 ألف سنوياً)، يمكن تصور حجم الكارثة التي لا تستثني أحداً، حتى عمالقة مثل ‘أديداس’، التي أعلنت مؤخراً عن اختراق بيانات عملائها، وطمأنت بخصوص عدم تسرب معلومات حساسة مثل بطاقات الائتمان.

برامج الفدية: الإرهاب الرقمي الأسرع نمواً

في مقدمة التهديدات، تظهر ‘برامج الفدية’ كأحد أخطر الأشكال الرقمية، فهي تحول بيانات الضحايا إلى رهائن وتطالب بفدية مالية لفك تشفيرها، مما يجعلها صناعة مربحة للمجرمين. ويتوقع أن تصل أضرارها إلى 57 مليار دولار بحلول نهاية 2025، وقد تتجاوز 265 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2031، مع وقوع هجوم جديد كل ثانيتين، مما يجعلها كابوساً يؤرق الشركات والأفراد.

ومع تطور الذكاء الاصطناعي، وجدت مجرمو الإنترنت فيه أداة قوية لتحسين هجماتهم، وجعلها أكثر فعالية وخداعاً. وفقاً لتقرير ‘سوسيف’، فإن 87% من المؤسسات العالمية تعرضت لهجوم إلكتروني مدعوم بالذكاء الاصطناعي في العام الماضي. والأكثر قلقاً أن 47% من المؤسسات تعتبر هذه الهجمات ‘قلقها الرئيسي’، ومع ذلك، لا تزال 55% من الشركات غير مستعدة تماماً لمواجهة هذه التهديدات وتفتقر إلى الضوابط المناسبة.

يواجه العالم تحديات مزدوجة: نقص حاد في الكفاءات البشرية والحاجة إلى المزيد من الاستثمارات. ارتفع عدد وظائف الأمن السيبراني الشاغرة عالمياً إلى 3.5 مليون وظيفة، ومن المتوقع أن يستمر هذا الرقم حتى 2025. وعلى الرغم من أن شركات مثل ‘جارتنر’ تتوقع أن يساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي في سد هذه الفجوة بحلول 2028، إلا أن الحاجة العاجلة للخبراء قائمة الآن.

مقابل هذا النقص يوجد سباق محموم للاستثمار في الدفاعات الرقمية، مع توقعات ببلوغ الإنفاق العالمي على الأمن السيبراني إلى 1.75 تريليون دولار بشكل تراكمي بين عامي 2021 و2025، حيث أنفقت شركات القطاع 213 مليار دولار في 2024، وفقاً لـ’ماكينزي’. إنه سباق تسلح لا هوادة فيه، يدور في عالم غير مرئي، ولكن خسائره ملموسة ومؤلمة في مختلف جوانب الاقتصاد العالمي.


تم نسخ الرابط

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا