إعلان


فان ثي كيم فوك، المعروفة بـ “فتاة النابالم”، ولدت في 2 أبريل 1963 في فيتنام. في عام 1972، تعرضت لحروق شديدة جراء قصف قريتها بالنابالم، مما جعل صورتها رمزا لمعاناة ضحايا الحروب. بعد رحلة علاج طويلة، حولت محنتها إلى نجاح في الدفاع عن السلام ودعم الأطفال المتضررين من الحروب. درست الطب وتزوجت، واستقرت في كندا حيث أسست مؤسسة دولية لدعم ضحايا الحروب. كُرمت لجهودها في السلام، وحصلت على جائزة دريسدن للسلام، وأصبحت سفيرة للنوايا الحسنة لدى اليونسكو، ناقلة رسالة التسامح والأمل.

فتاة فيتنامية وُلدت في عام 1963، تُعرف عالميًا بلقب “فتاة النابالم” بعد تعرضها لقنابل النابالم الحارقة أثناء قصف قريتها في عام 1972 خلال ذروة حرب فيتنام. منذ ذلك الحين، ترسخت قصتها في الأذهان بصورتها وهي عارية تصرخ وسط القصف.

أسعار السوق

مؤشرات الأسهم
العملات
الذهب
المؤشر القيمة التغيير النسبة %
جاري تحميل البيانات...
الزوج السعر التغيير النسبة %
جاري تحميل البيانات...
النوع السعر (أونصة) السعر (جرام) التغيير
جاري تحميل البيانات...

إعلان

نجت من الموت بعد رحلة علاج طويلة، وحوّلت معاناتها لاحقًا إلى قصّة نجاح تعزز السلام وروح التعايش وتدعم ضحايا الحروب.

المولد والنشأة

وُلدت فان ثي كيم فوك، التي تُعرف عالميًا بـ”فتاة النابالم”، في الثاني من أبريل عام 1963 في قرية ترانغ بانغ، التابعة لمحافظة تاي ننه في جنوب شرقي فيتنام.

تقع تلك القرية على بُعد أقل من 50 كيلومترًا شمال غربي مدينة سايغون (مدينة هوشي منه حاليًا).

كانت تلك المنطقة تحت سيطرة القوات الشيوعية من شمال فيتنام، وأمضى جيش فيتنام الجنوبية ثلاثة أيام في محاولة لطردها وإعادة فتح الطريق السريع القريب.

تقول كيم فوك إن طفولتها كانت مليئة بالسعادة والمرح، وكانت تستمتع بحياة قروية بسيطة مع عائلتها وأبناء عمومتها وسكان القرية الآخرين. وكانت عائلتها تمتلك مزرعة، كما أن والدتها كانت تدير مطعماً.

FILE - South Vietnamese forces follow after terrified children, including 9-year-old Kim Phuc, center, as they run down Route 1 near Trang Bang after an aerial napalm attack on suspected Viet Cong hiding places, June 8, 1972. (AP Photo/Nick Ut, File)
الصورة التي التقطها الصحفي الأمريكي نيك أوت عام 1972 للفتاة فان ثي كيم فوك بعد قصفها بالنابالم (أسوشيتد برس)

قصف حارق

تغيّرت حياة كيم فوك بشكل جذري عندما بلغت التاسعة من عمرها، حيث تعرضت قريتها للقصف في 8 يونيو 1972، خلال ذروة حرب فيتنام بين القوات المسلحة الفيتنامي الشمالي، المدعوم من الاتحاد السوفياتي والصين، والقوات المسلحة الفيتنامي الجنوبي، المدعوم من الولايات المتحدة ودول أخرى.

في ذلك اليوم، أسقطت الطائرات التابعة للجيش الجنوبي قنبلة تحتوي على مادة النابالم الحارقة على القرية، وكانت كيم فوك واحدة من ضحايا مدنيين وجنود فيتناميين جنوبيين كانوا يحتمون في معبد بوذي قبل أن يفروا إلى أماكن أكثر أمانًا.

أدى هذا القصف إلى مقتل اثنين من أقارب كيم فوك وعدد من قرويين آخرين، بينما تعرّضت هي لحروق شديدة. وخلعت ملابسها المحترقة، وفي لحظة هروبها عارية وسط الفارين من المدنيين والجنود، التقط لها نيك أوت، مصور وكالة أسوشيتد برس، صورة مؤثرة.

تتذكر كيم فوك لحظات الرعب في حديث صحفي في الذكرى الخمسين للحدث، وتقول: “التفت لأرى الطائرات، ورأيت أربع قنابل تتساقط. وفجأة، اشتعلت النيران في كل مكان، واحترقت ملابسي. في تلك اللحظة، لم أرَ سوى النيران.. كنت أصرخ، حار جداً، حار جداً.. ما زلت أتذكر ما خطر ببالي. فكرت: يا إلهي! لقد احترقت وسأصبح بشعة، وسينظر إليّ الناس بطريقة مختلفة. وكنت مرعوبة للغاية”.

تحولت صورتها، التي تُظهرها عارية ومحترقة، إلى واحدة من أكثر الصور تأثيرًا وشهرة في حرب فيتنام (التي انتهت عام 1975) وفي العقود اللاحقة، إذ أصبحت عنوانًا لأهوال الحروب ومعاناة ضحاياها.

ظهرت النسخة الأولى من تلك الصورة التاريخية في اليوم التالي للقصف على صدر الصفحة الأولى لصحيفة نيويورك تايمز، وفازت بجائزة بوليتزر في السنة التالي (1973)، كما حصلت على لقب “صورة السنة” في الصحافة.

وانتشرت الصورة على نطاق واسع منذ ذلك الحين، وزاد رواجها مع الثورة المعلوماتية، وخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، لتصبح رمزًا للحملات المناهضة للحروب والمدافعة عن حقوق الأطفال والمدنيين بشكل عام.

DRESDEN, GERMANY - FEBRUARY 11: Phan Thi Kim Phuc, known as the napalm girl, after a meeting with the Dresden lord mayor on February 11, 2019, in Dresden, Germany. Kim Phuc Phan Thi will receive the 10th International Dresden Peace Prize during a ceremony tonight. (Photo by Matthias Rietschel/Getty Images)
فان ثي كيم فوك خضعت لسلسلة علاجات وعمليات جراحية دامت عقوداً (غيتي)

العلاج الطبي

بعد التقاط الصورة، أخذ المصور أوت الطفلة كيم فوك وعددًا من الأطفال المصابين الآخرين إلى مستشفى بارسكي في سايغون، حيث تبين أن حروقها كانت شديدة لدرجة أن الأطباء شكّوا في قدرتها على البقاء على قيد الحياة.

ظلّت كيم فوك تحت الرعاية الطبية لمدة 14 شهرًا وأجرت 17 عملية جراحية، بما في ذلك عملية لزرع الجلد.

في عام 1982، نُقلت إلى ألمانيا حيث تلقت العلاج واستعادت القدرة على الحركة بشكل طبيعي.

على الرغم من أن جروحها شفيت، إلا أن الندبات والآلام الناتجة عن الحروق بقيت جزءًا من حياتها، وتتطلب رعاية طبية مستمرة.

في عام 2015، بدأت كيم فوك تلقي العلاج بالليزر في مستشفى بميامي، فلوريدا، لعلاج الندب على ذراعها اليسرى وفي ظهرها، وفي عام 2022 خضعت للجولة الثانية عشرة والأخيرة من هذا العلاج.

العلاج النفسي

وعلى الصعيد النفسي، نوّهت “فتاة النابالم” في أكثر من مناسبة أن التسامح ساعدها على التخلص من مشاعر الكراهية، وأن قلبها “تطهّر من آثار مادة النابالم، بسلاح الإيمان، والغفران، والحب”، مضيفة أن “أملها هو أن يتعلم الناس معنى الحب الحقيقي والأمل والتسامح”.

بروح التسامح نفسها، زارت كيم فوك الولايات المتحدة عام 1996 وألقت كلمة في النصب التذكاري لحرب فيتنام في يوم المحاربين القدامى، حيث تحدثت عن الهجوم الجوي على قريتها.

وذكرت أنها لو أتيحت لها الفرصة للقاء الطيار الذي ألقى القنابل، لكانت سامحته ودعته للعمل من أجل السلام.

وحدث أن الطيار جون بلامر، الذي كتب رسالة اعتذار إلى فوك، كان حاضرًا والتقى بها لاحقًا، حيث تعانقا وأخبرته أنها سامحته، وظلا صديقين منذ ذلك الحين.

روت قصتها في سيرتها الذاتية التي نشرتها عام 2017 بعنوان “طريق النار”، مشيرة إلى أنها حاولت طوال حياتها الهروب من تلك اللحظة التي أصبحت فيها “فتاة النابالم”، وشرحت كيف أصبحت ترى حياتها رحلة نحو الإيمان والسلام.

الدراسة والتكوين

كانت أحلام “فتاة النابالم” أن تصبح طبيبة، واستمرت تلك الأحلام حتى بعد إصابتها. التحقت بكلية الطب ولكن اضطرت لمغادرتها بسبب التدفق الكبير للصحفيين الراغبين في مقابلتها، مما أثر على حياتها الخاصة.

حصلت عام 1986 على إذن ودعم من السلطة التنفيذية لاستكمال دراستها في كوبا، حيث التقت بالدعا الفيتنامي بوي هوي توان، وتطورت علاقتهما وانتهت بالزواج عام 1992.

في طريقهما إلى موسكو لقضاء شهر العسل، استغلا توقف طائرتهما في أحد مطارات كندا وطلبا اللجوء السياسي، وحصلا عليه، ليستقرّا في أونتاريو بالقرب من تورونتو ولديهما طفلان.

تقديرًا لجهودها في دعم الأطفال المتضررين من الحروب حول العالم، حصلت “فتاة النابالم” على 8 شهادات دكتوراه فخرية في القانون ومجالات أخرى من مؤسسات أكاديمية مرموقة، منها بعض المؤسسات الكندية.

إنجازات وإشادات

بعد الاستقرار في كندا، بدأت رحلة جديدة للدعوة إلى السلام ودعم الأطفال المتضررين من الحروب من خلال إطلاق مؤسسة “كيم فوك” الدولية لتحقيق حلمها في توفير الأموال لدعم المنظمات الدولية التي تقدم المساعدة الطبية والمعيشية والمنظومة التعليميةية المجانية للأطفال ضحايا الحرب والعنف والحرمان.

في عام 1994، تم تعيين كيم فوك سفيرة للنوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والمنظومة التعليمية والثقافة (يونسكو).

وفي عام 1997، أنشأت كيم فوك أول مؤسساتها في الولايات المتحدة، بهدف توفير المساعدة الطبية والنفسية لأطفال ضحايا الحرب، وأطلقت لاحقًا مؤسسات أخرى تحت مظلة مؤسسة كيم فوك الدولية.

احتفاءً بجهودها في دعم السلام، نالت “فتاة النابالم” العديد من الإشادات، وتكرّمت في مناسبات دولية متعددة.

في عام 2019، حصلت على واحدة من أرفع الجوائز في العالم، وهي جائزة دريسدن للسلام، تقديرًا لنشاطها في مجال السلام ودعم ضحايا الحروب.


رابط المصدر

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا