الصين والوجه المظلم لمعدن الذّهب البرّاق جرعة ثقافية تعادل فلم وثائقي : للذَهَب جاذبيته التي لا تُقاوم، لهذا ظلّ وعلى مدى التاريخ البشري معدنا نفيسا يُغوي بالاقتناء، فقد كان على الدوام رمزا للوجاهة والغنى، وللجمال أيضا بعد إعادة صياغته كحُليّ لم ينقطع الطلب عليها يوما، وهو أيضا المعدن المطاوع المتعدد الاستخدامات، والذي زاد بشكل خاص في عصر الصناعات الإلكترونية، فرقائق الذَهَب تدخل في صناعة الهواتف المحمولة والحواسيب، وحتى في هياكل الأقمار الصناعية.
كل تلك الخصال “الحميدة” للذهب تقابلها أخرى متعارضة معها، فتحيله إلى معدن “شرير” يجلب البحث المحموم عنه ويلات للبشر وخراب بيئي واقتصادي، كيف؟ ذلك ما يستقصيه المخرج دنيس ديليستراك ومساعداه روبرت لانغ وسالي بليك في وثائقيهم “ظِلّ الذهب”، ويقترح للإحاطة بتلك الجوانب المحجوبة بفعل قوة نفوذ المعدن البرّاق إجراء بحث بصري موسع يعرض تفاصيله الدقيقة على الشاشة، ويوفر لمتابعيه فرصة نادرة لرؤية مساحة واسعة من ظلاله الثقيلة.
الذهب.. أضرار بيئية وتبييض أموال
يكاد ينقسم زمن الوثائقي (104 دقيقة) إلى قسمين: الأول يغطي الجوانب التاريخية المتعلقة بظهور الذهب واستخداماته المتنوعة، ويحدد بالمعاينة المكانية المساحات الجغرافية الأكبر لاستخراجه من المناجم والمقالع العملاقة المرتبطة بمستويات تجارية كونية الطابع.
فيما يرصد القسم الثاني عمليات البحث الفردية، والتي تقوم بها عادة مجموعات صغيرة من الحالمين بالثراء السريع، حيث يستعينون بأدوات بسيطة لاستخراجه من مياه الأنهار، إلاّ أن محصولهم منه يظل محدودا قياسا بالإنتاج الواسع، لكنهما سوية يتسببان في أضرار بيئية كبيرة، ويشجعان على عمليات تهريبه وبيعه بطرق غير قانونية، كما يساهمان في تنشيط الجريمة المنظمة وتوسيع بؤر الحرب، وأيضا في تبييض الأموال على نطاق واسع.
المعدن الأصفر.. تاريخ طويل
يرتبط الذهب بتاريخ البشرية، ففي عودته إلى بدايات ظهوره كمعدن مُغوٍ للامتلاك، يتوقف الوثائقي عند الاكتشافات الأثرية، ليجد الفراعنة هم أكثر من أحبّ الذهب، فقد استخدمه ملوكهم كرمز للقوة والسيطرة، وأدخلوه في صناعة تماثيلهم، وأخذوه معهم إلى مقابرهم.
الغريب أن قيمة الذهب ظلت شبه ثابتة مع تغيُّر الظروف والمعطيات التاريخية والاقتصادية، فطالما اعتبره الناس وفي كل مكان “ذخرا” لمواجهة الأيام الصعبة وتقلبات الزمن، وفي عصرنا الحديث ما زال ذلك الجانب الائتماني منه موجودا، إلى جانب بروز عوامل أخرى ساعدت على احتفاظه بقيمته وسمعته كمعدن لا تنضب قيمته مع الوقت.
أمريكا ولندن.. هيمنة على سوق الذهب
يتوقف الوثائقي طويلا عند التغيُّرات المهمة في تاريخ المعدن البرّاق، ويعتبر اكتشاف أمريكا نقطة تحول كبرى فيها، فلعقود طويلة ظلت القارة الأمريكية واحدة من المصادر الأساسية لاستخراجه وتصديره إلى بقية القارات.
كما يقدم الفيلم مراجعة تاريخية مدعومة بالوثائق والتسجيلات الفيلمية القديمة عن الكيفية التي ساعد فيها المعدن النفيس في تحويل مدينة لندن إلى واحدة من أكبر بورصات بيعه والمضاربة بقيمته، وذلك اعتمادا على ما توفره لها مناجم مستعمراتها الأفريقية بشكل خاص، وأيضا لقوة صلتها الاقتصادية بالولايات المتحدة الأمريكية.
لقد حوّل الرأسماليون الذهب إلى قيمة تبادلية مقابلة للعملات النقدية، والأخيرة صارت قيمتها الفعلية تُحدَّد عمليا بحجم موجودات سبائك الذهب في البنوك. سعره في السوق يُثبّته يوميا حفنة من أصحاب البنوك، مقابل تثبيت الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية سعرا ثابتا للأونصة الواحدة منه ضمانا لاستقرار اقتصادها. لقد سيطرت الدولتان (أمريكا وبريطانيا) على سوق الذهب العالمي وحمتهما سياسيا، وكان لمنع الصين الماوية سكانها من امتلاك الذهب دور في الهيمنة المطلقة لهما.
الصين تدخل المنافسة
يراجع الوثائقي المراحل التاريخية التي اضطرت أمريكا فيها إلى إلغاء السعر الثابت للأونصة، وقد حدث ذلك بعد تورطها في الحرب الفيتنامية التي استنزفت خزائنها، وكان لا بدّ من تعويضها بطبع كميات أكبر من عملتها الورقية. سيكون لذلك القرار تبعات سلبية تُجبر الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1971 على إلغاء مبدأ “تحديد قيمة العملات النقدية مقابل الذهب”، لتدخل البشرية إثرها عهدا اقتصاديا جديدا أضحت فيه تجارة العملات نوعا مستحدثا من التجارة العالمية، يُرفع معها سعر الذهب إلى مستويات جنونية، وهو ارتفاع سيُعيد للمعدن قيمته، ويشجع دولا أخرى على امتلاكه والتنافس على صناعته.
اليوم -وفقا للوثائقي- تدخل الصين سوق الذهب كواحدة من أكبر تُجّاره ومصنعيه، فخلال سنوات قصيرة تجاوزت صناعته عندها الهند، ودخلت كمنتج منافس في الأسواق العالمية، فبعد رفع قرار المنع عام 2004 أقبل الصينيون على شراء الذهب، وانفلتت معها السيطرة على عمليات التنقيب عنه، مما أضر كثيرا بالبيئة وبصحة السكان، وغيّر كثيرا من سلوكياتهم المهنية، فبدلا من الزراعة توجه ملايين الفلاحين للبحث عنه في الجبال والأنهار مُحدثين فيها خرابا لا يمكن إصلاحه.
ذهبٌ أكثر.. كواراثُ أكثر
الطلب المتزايد على الذهب يقابله اندفاع محموم لتأمين عَرضه، فالعرض -أي الذهب الخام- يتوفر أغلبه في خامات الصخور المعدنية، وهذا ما يفسر توجه شركات التنقيب العملاقة نحو الجبال الغنية بها، وأكثرها عرضة للتآكل والنفاد تلك الواقعة في المناطق المحصورة بين مونتانا الأمريكية وجوارها الكندي.
لقد تحولت تلك المناطق -وبعضها محميات طبيعية- بفعل عمليات حفر المناجم ومقالع الصخور المعدنية إلى أراضٍ قاحلة، مياهها تسممت بسبب التسريبات الناتجة عن ضخّ مادة “السيانيد” السامة أثناء عمليات الحفر.
يرصد الوثائقي عبر مقابلات له مع عدد من سكان المنطقة الخراب الذي حلّ بها طمعا بالذهب الكامن في صخورها، وبروز خطر جديد يكمن في بناء الشركات بحيرات صناعية سريعة لتخزين المياه والطمي المستخرج من المناجم.
ستبدو الصورة أكثر قتامة حين يعود صُنّاع الوثائقي إلى المناطق الكندية المنكوبة بسبب انهيار السدود الترابية المحيطة ببعض البحيرات المسمومة، فالتسجيلات الفيلمية لانهيار السدود العملاقة عام 2014 تظهر الخراب البيئي الشامل لها.
المفارقة التي يثبتها أحد النشطاء الكنديين تتأتى من تواطؤ السياسيين مع شركات التنقيب عن الذهب، وعدم تغريم أي منها رغم ما ترتكبه من فظائع بحق البيئة والإنسان. فالأمر كما يجليه الوثائقي يتعلق بأرباح كونية، ولتدخّل أصحاب الشركات مباشرة في الشأن السياسي الكندي، فاليوم هناك نحو 50% من المناجم العملاقة موجودة في كندا، ويملكها رجال أعمال لهم نفوذ واسع على الحكومة، ويسهم بعضهم بطريقة غير مباشرة في دعم الحملات الانتخابية لعدد من المرشحين لتولي قيادتها.
الصغار والكبار.. خراب يعمّ الجميع
عدا شركات استخراجه العملاقة التي تهيمن على نسبة 90% من صناعة الذهب، توجد مجاميع صغيرة من الباحثين عن المعدن النفيس في كل قارات العالم تقريبا، ويقدر عددهم بعشرين مليون باحث صغير.
أكبر المشاكل التي يتسببون فيها هي تسميمهم التربة والمياه، فهؤلاء ما زالوا يستخدمون مادة “ذرات الفضة” في عمليات فرز المعدن عن المياه والطمي، وتعد المادة الأكثر سُميّة بين المواد الكيميائية المستخدمة.
في بيرو يتعرض مستخدمو هذه المادة إلى التسمم، ويؤدي استنشاق غازاتها إلى موتهم المبكر، لكن حاجتهم للعمل تدفعهم للبحث عن الذهب، واستخدام ذرات الفضة التي يعرفون أكثر من غيرهم أضرارها عليهم وعلى بيئتهم. فمنطقة “ماري دي ديوز” انعدمت فيها الحياة البرية تقريبا، وصارت مركزا لزعماء الجريمة المنظمة بعد أن وجدوا في الذهب مصدرا للثروة البعيدة عن الشبهات.
الذَهَب.. ضعف المراقبة وسهولة التهريب
يرصد الوثائقي الظواهر الناجمة عن تهريب الذهب في أمريكا اللاتينية، ويتوقف عند حقيقة صادمة تتمثل في خِفّة المراقبة (أي ضعفها) وسهولة تهريب المعادن عبر الحدود مقارنة بالمخدرات، فعملية شراء وبيع الذهب حتى لو تمت بطرق غير شرعية فإنها لا تثير حفيظة رجال الشرطة مثل المخدرات.
يُشجع ذلك التعامل رجال العصابات على التحكم ببيع وشراء الذهب من المستخرجين الصغار، وتساعد عمليات تهريبه على تنظيف أموالهم بسهولة، إلى جانب استغلال المنظمات الإرهابية لها من أجل تأمين بعض مصادرها المالية.
تتحول مناطق الاستخراج العشوائية إلى مراكز للجريمة المنظمة وبؤر لاستغلال البشر أيضا، ناهيك عن الانتهاك الفظّ للطبيعة، فخلال عقود قليلة سبّب التنقيب عن الذهب واستخدام المواد الكيميائية المحظورة فيها إلى تدمير أجزاء كبيرة من أراضي الأمازون البيروفية.
الذهب.. وقود حروب أفريقيا الأهلية
إلى أفريقيا يذهب الوثائقي ليتعرف على جانب مظلم آخر من جوانب الذهب، جانب يتعلق بالحروب الأهلية واستغلاله مصدرا لتمويلها ومن ثم استمرارها. فالحرب في الكونغو كينشاسا استمرت عشرين عاما، وكان المصدر الرئيسي للمتحاربين فيها الذهب.
لقد وضعوه مصدرا إستراتيجيا ثابتا لتمويل مليشياتهم، وأجبروا مستخرجيه الصغار على العمل لديهم مقابل منحهم جزءا صغيرا مما يحصلون عليه.
لقد وفّر الذهب لهم الأموال التي تغطي شراء السلاح ودفع رواتب المقاتلين وإثراء قادتها، لدرجة تصبح فكرة تخليهم عن الحرب فكرة عديمة المنطق والمعنى. وللضغط عليهم وتنشيف منابع تسلحهم، أصدرت الولايات المتحدة قرارا يمنع استيراد الذهب من الكونغو، إنه قرار ضاغط لكن في طياته تكمن أضرار كبيرة تصيب المُنقبين الصغار الذين لا علاقة لهم بأمراء الحروب الأهلية.
ستقود الأضرار الجانبية للقرار الأمريكي الوثائقي للتحري عن السياسات البديلة للتنقيب اللاشرعي عن الذهب، فقد حرّك القرار الأمم المتحدة ودفعها لإصدار قائمة بالشركات والشخصيات المحظور التعامل معها، كما شجعت منظماتها الإنسانية مشاريع تقلل من الخراب اللاحق بالبئية والإنسان، وذلك من خلال توفير وسائل تنقية بديلة لطيفة على البيئة، كما توفر للمستثمرين الصغار أرباحا صغيرة تدعم توجهاتهم الزارعية، فقد أصبحت الأموال القليلة من الذهب مصدرا لتوفير البذور والسماد، وبالتالي فاعتماد الفلاح على الذهب سيكون جزئيا وتكميليا، وسيُضعِف موضوعيا سيطرة المجاميع المسلحة على إنتاجهم.
دبي.. ذهب خارج الأطر القانونية
يخصص الوثائقي حيزا لمدينة دبي بوصفها من أكبر أسواق الذهب في العالم، فرُبع الذهب المُنتَج في العالم يمُر عبرها. من القائمة السوداء التي وضعتها الأمم المتحدة لتجار الذهب سيدخل هناك، فأغلب مصانع تكرير الذهب فيها أكدت أنها لا تتعامل مع المصادر المشبوهة، وتُلزم التجار المصدرين بتحديد مصادر حصولهم عليه، وتطالبهم بتحديد مسارات طرق وصوله إليهم.
تقصي صُنّاع الوثائقي الدقيق يوصلهم إلى كشف عمليات غشّ كبيرة يقوم بها بعض كبار التجار هناك، إلى جانب وصول كميات تقدر قيمتها بالمليارات عبر عصابات مسلحة وتجار حروب، وخاصة من الكونغو، فأصحاب شركة “كالوتي بريشيز ميتلز” التي يزورها الوثائقي في دبي أكدوا تقيّدهم بالضوابط، وفتحوا له سجلاتهم التي تُزكي عملهم.
غير أن “ريهان” -وهو أحد مدققي الحسابات في شركة “إرينست آند يونغ”- كان له رأي آخر، فقد أثبتت تحرياته وجرده المستمر لمشتريات شركة “كالوتي” أن ثمّة عمليات غشّ تجري في السِر، وأن أصحابها يستوردون كميات من الذهب خارج الأطر القانونية. لم يُكافأ المحاسب على عمله، بل تدخلت إدارة شركته لمنع نشر تقاريره، وبالتالي وجد نفسه في وضع محرج، مما اضطر المحاسب والمدقق القانوني للهرب إلى لندن خوفا على حياته، فما كشفه له علاقة بأموال هائلة.
يقابل صُنّاع الوثائقي المحاسب في لندن ليستمعوا إليه بهدوء، لقد أكد لهم ثانية ما سبق، وأن أعلنه لصحيفة غارديان البريطانية وفضحِه الآليات التي تتم بها عملية التحايل والطرق المستخدمة لخرق ضوابط الأمم، أمر جلل دفع دبي لشطب اسم شركة “كالوتي” من القائمة النظيفة ووضعها في القائمة السوداء.
في دبي سيتوصل الوثائقي إلى عامل مساعد على التلاعب يتمثل بالدفع المباشر (كاش)، فآلية الشراء الواسعة فيها تغطي على التلاعب، وعدم مرور الأموال عبر البنوك يُصَعّب على المدقق القانوني والمحققين اكتشاف المصدر المزود للذهب، كما أن عمليات شراء المصوغات من المتاجر الصغيرة تساعد على تبييض الأموال على نطاق واسع.
بدائل صحية للمستثمرين الصغار
يكرس الوثائقي لأحد صاغة الذهب والناشط لحماية المستثمرين والمستخرجين الصغار حيزا من زمنه، لأنه يسلط الضوء على جانب مهم من المشكلة، فقد لاحظ التاجر أن أغلبية الذين يشترون منه الذهب لا يسألون عن مصدره ولا عن الطريقة التي وصل بها إلى متجره، وعليه طالب زبائنه بالوعي والانتباه للجوانب المظلمة من الذهب، وعدم الاكتفاء بجماله وبريقه الساحر.
ينسق الصائغ مع نشطاء بيئيين وموظفين من الأمم المتحدة لتوفير بدائل صحية للمستثمرين الصغار، مثل تزويدهم بمواد كيميائية أقل ضررا لهم وللبيئة يمكنهم استخدامها في فرز المعدن عن المياه والطمي، فالامتناع عن استخدام “ذرات الفضة” يُعد إنجازا مهما في حقل صناعة الذهب، كما يساهم خلق بيئة صحية بمنع استغلال الفقراء ونهب تعبهم من قبل العصابات المنظمة. سيقوم في بيرو وبالتعاون مع مجموعة مؤمنة بفكرته بتأسيس مناطق سكنية مجاورة للمساحات التي يعملون فيها، تتوفر على مدارس أطفال ومستوصفات صحية.
لا يتفاءل الوثائقي كثيرا بما تم فعله، فما عرفه خلال بحثه يؤكد له أن المشكلة أكبر من أن تقوم بحلّها مبادرات شخصية وخيرية صغيرة، فالصين مثلا لا تزال متأخرة في مجال توفير الحماية اللازمة لمواطنيها من المشتغلين في مناجم الذهب، وخاصة المجاميع الصغيرة التي تزداد نسبة المصابين بينهم بداء “منيماتا” القاتل والناتج عن استنشاق العمال كميات كبيرة من الغبار السام.
كما أن شركات التنقيب عن الذهب وصناعته لا تلتزم بشروط حماية عمالها، وتتلكأ الدولة بدورها في تقديم المساعدة الطبية لهم، فهؤلاء مثل غيرهم من الباحثين عن الذهب في العالم لا يتذكرهم أحد، كما لا يذكر غالبية البشر الجوانب المُظلمة من الذهب اللَّماع.
نسخة إنجليزية:
China and the dark side of the bright gold metal is a cultural dose equivalent to a documentary film: Gold has an irresistible appeal, and for this reason throughout human history has been a precious metal that seduces possession, as it has always been a symbol of wealth and wealth, and also beauty after reformulating it as a jewelry that the demand for it never ceases, and it is Also the versatile wrought metal, which has increased particularly in the era of electronic industries, gold chips are involved in the manufacture of mobile phones and computers, and even in satellite structures.
All those “benign” properties of gold are met by others who are in contradiction with it, turning it into “evil” metal that brings the frantic search for it to human scourges and environmental and economic ruin, how? This is explored by director Dennis Delistrac and his assistants Robert Lang and Sally Blake in their documentary “The Shadow of Gold”, and he proposes to surround those aspects obscured by the power of the brilliant metal influence to conduct an extensive visual search that displays its fine details on the screen, and provides its followers with a rare opportunity to see a wide area of its heavy shadows.
Gold .. Environmental damage and money
laundering. The documentary time (104 minutes) is divided into two parts: The first covers historical aspects related to the emergence of gold and its various uses, and specifies with spatial examination the largest geographical areas to be extracted from mines and giant quarries associated with levels of global commercial nature. While the second section monitors individual searches, which are usually carried out by small groups of dreamers with rich wealth, who use simple tools to extract it from the waters of rivers, but their yield from it remains limited compared to large production, but together they cause great environmental damage, and encourage smuggling operations. And selling it illegally, as they contribute to the revitalization of organized crime and the expansion of hotbeds of war, and also to money laundering on a large scale.
المصدر : الجزيرة الوثائقية