بكين/واشنطن – وكالات: فجرت الصين أزمة دبلوماسية جديدة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أن كشفت عن “كذبة” ادعائه تلقي اتصال هاتفي من نظيره الصيني، في محاولة لتهدئة الأوضاع الاقتصادية المتوترة بين البلدين.
وكان ترامب قد صرح في مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز” بأنه تلقى اتصالاً من الرئيس الصيني، زاعماً أن الأخير هو من بادر بالاتصال. إلا أن هذا الادعاء قوبل بنفي قاطع من الجانب الصيني على عدة مستويات.

فقد نفت وزارة التجارة الصينية إجراء أي محادثات تجارية بين البلدين، بينما شددت وزارة الخارجية على ضرورة توقف ترامب عما وصفته بـ”إثارة البلبلة”. أما الرئيس الصيني نفسه، فقد اكتفى بالتعبير عن استعداد بلاده للمضي قدماً وتحمل أي نتائج، في إشارة ضمنية إلى عدم صحة ادعاء ترامب.
ويرى مراقبون أن ترامب لجأ إلى هذا الادعاء الكاذب بهدف تهدئة الاقتصاد الأمريكي المضطرب جراء الرسوم الجمركية التي فرضها على البضائع الصينية، وبث التفاؤل بين الشركات الأمريكية القلقة بشأن الإمدادات التجارية، فضلاً عن محاولة وقف خسائر الأسواق المالية وتحسين صورته بعد حملة السخرية التي تعرض لها لتراجعه عن قراراته بشأن الرسوم.
ويشير المراقبون إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها ترامب إلى تصريحات كاذبة لإظهار قوة أمريكا، حيث سبق له أن ادعى إجراء اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي، وهو ما لم تنفه موسكو، مكتفية بمراقبته يتحدث كما يشاء. إلا أن الصين، على ما يبدو، قد نفد صبرها مع ترامب، بحسب تعبيرات مستخدمة في اليمن “قدي للنخر”.
وكانت الصين قد أشارت في وقت سابق إلى أن أي محادثات بين البلدين يجب أن تتم عبر اللجان والجهات المختصة، وأن تبدأ من المستوى الأدنى، ثم تُرفع إلى المستوى الأعلى بعد التوصل إلى نتائج وتقارب في وجهات النظر. وهو ما يرفض ترامب الالتزام به، حيث يصر على اتخاذ قرارات فردية، مثل رفع وخفض الرسوم الجمركية، ويتوقع من الصين القبول بها دون نقاش.
وتشير هذه الأزمة إلى تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين، وتثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات التجارية بينهما، وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.