الاقتصاد العالمي | شاشوف
يبدو أن مطار “بن غوريون” الإسرائيلي سيظل مهجوراً حتى خلال فصل الصيف، وربما حتى خلال العطلات، بسبب الحوادث الأمنية الأخيرة، التي بلغت ذروتها بسقوط صاروخ يمني في بستان بالقرب من مطار بن غوريون، أدى إلى عزوف شركات الطيران الأجنبية عن هذا المطار وإلغاء كافة الرحلات الجوية إلى إسرائيل.
واحتمالات عودة الشركات الأجنبية إلى إسرائيل قبل نهاية الصيف، وربما حتى بعد فترة العطلات فقط، ضئيلة للغاية، وفقاً لـ”مصدر رفيع المستوى في المطار مشارك في المناقشات مع مختلف الشركات والهيئات” تحدّث لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية. وفي تقرير للصحيفة اطلع عليه مرصد “شاشوف”، فإن من أبرز الشركات العالمية العملاقة التي ترفض العودة إلى إسرائيل هي “لوفتهانزا”.
فشركة “لوفتهانزا” الألمانية (التي هي أحد اللاعبين الرئيسيين في السوق ولديها العديد من الشركات التابعة) ترفض الآن العودة إلى إسرائيل “حتى يتم تحقيق الأمن الإقليمي الكبير” وفقاً للصحيفة.
ولم تحدد لوفتهانزا موعداً مستهدفاً للعودة، فطالما لم يكن هناك استقرار في إسرائيل، فلا يمكن إعادة جدولة الرحلات إليها، وهذه الخطوة للشركة الألمانية تتوافق مع موقف شركات الطيران الأجنبية الأخرى، التي ليست مستعجلة أيضاً لتحديد موعد استئناف الرحلات الجوية.
محادثات العودة: الحاجة إلى “خطوة استثنائية”
الأجواء في المحادثات تشير إلى أن الشركات الأجنبية للطيران لن تعود إلى مطار بن غوريون (الذي هو بوابة إسرائيل على العالم) إلا بشرط واحد، هو أن تحدث خطوة استثنائية مثل اتفاق سلام أو تغيير جذري في الوضع الأمني، ووقتها يمكن أن تنجح إسرائيل في إعادة الشركات الأجنبية إلى مطار بن غوريون.
ويؤكد المصدر الإسرائيلي الرفيع لـ”معاريف”، أنه يمكن أن يتغير الوضع في المنطقة بشكل جذري خلال وقت قصير، “ولكن حتى اليوم الشعور واضح: لن نرى مطار بن غوريون يعود إلى وضعه الطبيعي في المستقبل القريب”.
هاجم هذا المسؤول أيضاً سياسة إسرائيل تجاه قطاع الطيران، وقال إن إسرائيل لم تستفد من “درس كورونا”، “فخضعنا لحصار جوي طويل”. وأضاف مؤكداً: “نحن دولة معزولة تماماً، وطريقنا الرئيسي للدخول والخروج هو الجو، ومع ذلك، لا تبذل الحكومة جهوداً كافية لتطوير قطاع الطيران وإضافة طائرات إلى شركات محلية مثل (العال، يسرائير، أركيا، طيران حيفا).
واعتماد إسرائيل على الشركات الأجنبية يوضح مراراً وتكراراً أنه يضر بقدرتها على الحفاظ على روتين طيران مناسب.
وقد تواجه إسرائيل حواجز ومقاطعات في مجال الطيران، بسبب غياب أي تطور ملموس في هذا المجال، وعدم وجود طيران محلي إسرائيلي قوي بما فيه الكفاية، لذا فإن إسرائيل ستظل تحت رحمة الشركات الأجنبية التي ستستمر في التردد في العودة كلما كان هناك عدم استقرار أمني، وهو ما يؤدي بالنتيجة إلى أضرار جسيمة للاقتصاد والسياحة ومجتمع الأعمال الإسرائيلي.
وتأتي المعاناة الإسرائيلية في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الحرب والحصار على قطاع غزة، إذ تؤكد التحليلات أنه كان بإمكان إسرائيل تلافي أزمة الطيران الخانقة في حال وقف الحرب والتجويع بحق الفلسطينيين، والذي أدى بدوره إلى تصعيد واستهداف متواصل من جانب اليمن.
الإمارات: أفضل صديق لإسرائيل ينقذها
في تقرير منفصل اطلع عليه “شاشوف”، وصفت صحيفة “معاريف” دولة “الإمارات” بأنها “أفضل صديق لإسرائيل يأتي للإنقاذ”، إذ قررت “شركة الاتحاد للطيران” الإماراتية تسيير رحلات من 20 إلى 28 رحلة أسبوعياً على خط تل أبيب – أبوظبي، اعتباراً من 16 ديسمبر، بمعنى رفع معدل الرحلات بنسبة 40%.
يعني هذا القرار توسيع نشاط الشركة الإماراتية في إسرائيل بالتزامن مع تقليص نشاط الشركات الأجنبية. وقد جاء نائب الرئيس التنفيذي للشركة إلى إسرائيل للتعبير عن “التزامه تجاه السوق الإسرائيلية”.
وتأكيداً على التزام الشركة المملوكة للحكومة الإماراتية تجاه السوق الإسرائيلي، وصل “إريك دي” الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية ونائب الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران، إلى إسرائيل.
والتأثير المباشر لزيادة الرحلات إلى أبوظبي، سيطرأ على أسعار التذاكر، نحو الانخفاض، وخاصة إلى تايلاند، فضلاً عن محطة توقف واحدة خلال الطيران. وقد تم العثور على تذاكر الطيران إلى بانكوك في بداية شهر يناير بسعر 1,172 دولاراً، مع متوسط سعر السوق للتذاكر المماثلة يبلغ حوالي 1,200 دولار.
وتُظهر البيانات التي تتبعها شاشوف أنه في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2025، قامت شركة الاتحاد للطيران (التي تمثلها في إسرائيل شركة مامان أفييشن) بنقل حوالي 106,000 إسرائيلي، وهو رقم يضع الاتحاد في المرتبة التاسعة بين شركات الطيران التي تعمل حالياً في مطار بن غوريون.
تم نسخ الرابط