الاقتصاد العالمي | شاشوف
في أول اتفاق تجاري من نوعه منذ إشعال إدارة دونالد ترامب الحرب التجارية العالمية، اتفقت الولايات المتحدة مع بريطانيا على إبرام أول صفقة لخفض الرسوم الجمركية اليوم الخميس.
وقال الرئيس الأمريكي على منصته “تروث سوشيال” إنه سيعقد مؤتمراً صحفياً بشأن اتفاق تجاري “كامل وشامل” مع بريطانيا، ولم يقدم مزيداً من التفاصيل حول الاتفاق، وفق اطلاع شاشوف. لكن من المرجح أن تكون الصفقة ضيقة، حيث تضمن بريطانيا تخفيضاً في تعريفات ترامب الجديدة على السيارات والصلب، وهما القطاعين الأكثر تضرراً.
ومن أجل تأمين التخفيف، يمكن لبريطانيا أن تمنح بعض الوصول إلى الأسواق الزراعية، وقد سعت الولايات المتحدة أيضاً إلى خفض ضريبة المبيعات الرقمية في بريطانيا، التي تؤثر على عمالقة التكنولوجيا في أمريكا.
ووفقاً لوكالة رويترز، يمكن للحكومات كذلك أن تضع طموحاً لإبرام صفقة تجارية أوسع نطاقاً تشمل قطاعات أخرى. تحدث ترامب عن خطورة تتخلل المفاوضات التجارية الجارية الآن مع الدول، وقال: “بسبب تاريخنا الطويل وولائنا معاً، إنه لشرف عظيم أن تكون المملكة المتحدة أول إعلان لنا، والعديد من الصفقات الأخرى، التي هي في مراحل خطيرة من المفاوضات، يجب أن تتبعها”.
البحث عن ضمانات
جيك كولفين، رئيس المجلس الوطني للتجارة الخارجية في الولايات المتحدة، رحَّب بالتقدم المُحرز، لكنه قال إن الشركات ستتطلع إلى معرفة مدى قدرة الاتفاق على إلغاء رسوم الرئيس ترامب الجمركية، ومعالجة “المضايقات البريطانية” طويلة الأمد، وتوفير ضمانات ضد زيادات الرسوم الجمركية في المستقبل.
ومع معاناة الاقتصاد البريطاني من أجل النمو، زادت الرسوم الجمركية من الضغط على الحكومة البريطانية. أوقفت شركة “جاكوار لاند روفر” شحناتها إلى الولايات المتحدة لمدة شهر، واضطرت الحكومة إلى السيطرة على شركة الصلب البريطانية لضمان استمرار عملها، وأثناء سعيها للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، رفضت بريطانيا خفض معاييرها الغذائية، التي تتوافق بشكل وثيق مع معايير الاتحاد الأوروبي.
ولم يتضح بعدُ وضع التعريفة الجمركية الأساسية البالغة 10%، وكذلك التعريفة الجمركية المهددة لصناعة الأدوية التي قد تضر بشركتي “أسترازينيكا” و”جي إس كي” البريطانيتين.
ودفعت أنباء الإعلان أسهم شركة “أستون مارتن” لصناعة السيارات الفاخرة إلى الارتفاع بنسبة 10%، وارتفعت أيضاً أسهم شركات التجزئة البريطانية التي تعمل في الولايات المتحدة، بما في ذلك “جيه دي سبورتس” و”إيه بي فودز”.
ومن المقرر أن يُدلي رئيس الوزراء البريطاني “كير ستارمر”، الذي تربطه علاقة ودية بترامب، ببيانه الخاص في وقت لاحق من يوم الخميس.
ضغوط على واشنطن
تؤكد وكالة رويترز أن واشنطن تعرضت لضغوط من المستثمرين لإبرام صفقات لتخفيف حرب التعريفات الجمركية بعد أن أدت سياسة ترامب “الفوضوية” في كثير من الأحيان إلى قلب التجارة العالمية مع الأصدقاء والخصوم على حد سواء، مما يهدد بتأجيج التضخم وبدء الركود.
وقد انخرط كبار المسؤولين الأمريكيين في سلسلة من الاجتماعات مع الشركاء التجاريين منذ أن فرض ترامب رسومه الجمركية بنسبة 10% على معظم الدول في ما يسميه “يوم التحرير التجاري” (02 أبريل)، إلى جانب معدلات أعلى للعديد من الشركاء التجاريين التي تم تعليقها بعد ذلك لمدة 90 يوماً لإجراء المفاوضات التجارية.
بكين لواشنطن قبل التفاوض: ألغوا الرسوم الأحادية
من جانب آخر، تستعد الصين والولايات المتحدة لانطلاق محادثاتهما الأولى بشأن الرسوم الجمركية، لكن بكين استبقت المحادثات بمطالبة واشنطن، اليوم الخميس، بإلغاء الرسوم الأحادية المفروضة على السلع الصينية، مما يُبرز حالة الخلاف القائم بين أكبر اقتصادين في العالم.
خه يادونغ، متحدث وزارة التجارة الصينية، قال في مؤتمر صحفي اليوم إن على واشنطن أن تكون مستعدة لإلغاء الرسوم العقابية المفروضة على الصين، وأضاف أن عليها أن تُظهر جدية في التفاوض وأن تستعد لتصحيح أخطائها من خلال إلغاء الرسوم الجمركية أحادية الجانب.
يأتي تجديد تأكيد هذا الموقف الصيني بعد ساعات فقط من تصريحات لترامب قال فيها إنه غير مستعد لتخفيض الرسوم المفروضة على الصين البالغة حالياً 145% على معظم البضائع كشرط للدخول في مفاوضات تجارية جوهرية أكثر مع بكين.
ويعمل الطرفان على تحديد مواقف تفاوضية قوية قبيل الجولة الأولى من المحادثات التجارية المرتقبة نهاية الأسبوع الجاري في سويسرا، وهو الجلوس الأول على طاولة المفاوضات بين الجانبين. وحسب متابعة شاشوف، فإن من المقرر أن تشهد هذه الاجتماعات لقاء وزير الخزانة الأمريكي “سكوت بيسنت” وممثل التجارة الأمريكي “جيمسون غرير” مع نائب رئيس الوزراء الصيني “خه ليفينغ”.
تم نسخ الرابط