مع اقتراب موسم الإجازات الصيفية، يبحث السائحون العرب عن وجهات جميلة واقتصادية. تقدم “الجزيرة نت” 8 وجهات مثالية لصيف 2025، من بينها ألبانيا والبوسنة، حيث تُعتبر ألبانيا الأكثر اقتصادية بتكلفة يومية تبلغ 42 دولاراً. كما تشمل الخيارات مصر والمغرب، حيث تتراوح التكاليف بين 30-50 دولار للفرد. أما كازاخستان وأذربيجان، فتكلفهما اليومية تتراوح بين 35-55 دولار. وكذلك، تقدم إندونيسيا وماليزيا خيارات متنوعة بميزانيات مشابهة. جميع هذه الوجهات تسمح بالاستمتاع بالثقافة المحلية، المناظر الطبيعية، والأنشطة الترفيهية المثالية للعائلات.
مع اقتراب موسم الإجازات الصيفية، يسعى معظم السياح العرب إلى العثور على وجهة جميلة ومريحة. ومن منظور الآباء أو رب الأسرة، يكون البحث عن وجهة اقتصادية تسمح بإسعاد أفراد العائلة ضمن ميزانية معقولة، حيث إن التكاليف المالية تتضاعف عند السفر مع العائلة مقارنة بالسفر الفردي.
في هذا الإطار، تقدم “الجزيرة نت” اقتراحات لـ 8 من أفضل الوجهات الماليةية للمسافرين العرب في صيف 2025، مستندة إلى معايير تشمل التكلفة، سهولة الوصول، الموقع، ومدى توفر البنية التحتية السياحية (فنادق، مطاعم، خدمات) وكل ما يحتاجه السائح.
ألبانيا والبوسنة
تُعتبر ألبانيا والبوسنة والهرسك من أبرز الوجهات الماليةية في أوروبا الشرقية، إلا أن ألبانيا تتفوق من حيث الميزانية اليومية للمسافر.
في ألبانيا، ينفق السائح ذو الميزانية المحدودة حوالي 42 دولارًا للفرد يوميًا، مما يشمل الإقامة في نزل أو بيت ضيافة محلي، والوجبات، والمواصلات الداخلية، وبعض الأنشطة البسيطة. بالمقابل، يصل متوسط الإنفاق اليومي في البوسنة والهرسك إلى نحو 97 دولارًا، ما يعكس ارتفاعًا طفيفًا نتيجة لتكاليف الإقامة في المدن الكبرى مثل سراييفو وترافنيك، بالإضافة إلى بعض أسعار الخدمات السياحية.

البنية التحتية
شهدت العاصمتان الألبانية تيرانا والبوسنية سراييفو -إلى جانب المدن الصغيرة- نمواً ملحوظاً في عدد الفنادق والشقق المفروشة ومستويات الخدمة، حيث تتوفر في العاصمتين فنادق من فئة نجمتين إلى 4 نجوم بأسعار معقولة، مع انتشار بيوت الضيافة الريفية، والتي تقدم خدمات فندقية متنوعة ومطاعم محلية.
المناظر الطبيعية
تتميز ألبانيا بشواطئها الصافية مثل دهور والريفييرا الألبانية، إلى جانب جبالها وبحيراتها. أما البوسنة فتتميز بجسر موستار الشهير، ووادي نهر نيريتفا، وشلالات كرافيتسا ومحمية تارا الوطنية، مما يجعلها وجهة مغرية لعشاق الطبيعة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية.

الثقافة والطعام
يسود الطابع الإسلامي في جزء كبير من المواطنونين الألباني والبوسني، مما يسهل العثور على مطاعم حلال وخيارات غذائية مناسبة. كما تحترم الثقافة المحلية العادات الإسلامية، مما يمنح العائلات العربية شعورًا بالراحة والانتماء.
تتوفر وسائل التنقل الداخلي داخل البلدين بواسطة سيارات الأجرة، الحافلات، والقطارات، خاصة في ألبانيا، كما يرتبط البلدان بشبكة طيران بالمنطقة العربية والخليجية.
مصر والمغرب
تُعتبر مصر والمغرب وجهتين شائعتين ضمن اختيارات المسافرين العرب. ففي مصر، يمكن للمرء أن يقضي يومًا كاملاً بميزانية تتراوح بين 30 و45 دولارًا للفرد (تشمل الإقامة في فندق 3 نجوم أو شقة مفروشة، الوجبات، والتنقل البري)، بفضل أسعار المطاعم الشعبية وخيارات السكن المتنوعة.
أما في المغرب فتتراوح التكلفة اليومية للشخص بين 35 و50 دولارًا (للسكن الماليةي، الطعام، والتنقل بالحافلات والترام)، مع اختلاف طفيف في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، مراكش، وطنجة. كذلك يسهل السفر إلى البلدين عبر شركات الطيران المحلية والأجنبية.
البنية التحتية
تتوفر في مصر فنادق من فئة نجمتين إلى 5 نجوم في القاهرة والإسكندرية، وشواطئ الغردقة ومرسى علم، بجانب بيوت ضيافة وشقق فندقية بأسعار معقولة.

وفي المغرب، توجد فنادق تقليدية (رياض) وشقق ضيافة في مراكش وفاس والدار البيضاء، بالإضافة إلى سلاسل فنادق عالمية في أغادير وطنجة.
المناظر الطبيعية
تجمع بعض وجهات مصر بين روعة شاطئ البحر الأحمر وشفافية مياهه الغنية بالشعاب المرجانية، وسحر الواحات في الصحراء الغربية، وجمال وادي النيل. بينما يتميز المغرب بتنوع طبيعي لافت، حيث يضم شواطئ المحيط الأطلسي، وغابات الأرز والأركان في جبال الأطلس، وكثبان منطقة مرزوكة الذهبية وسهول الريف الخلابة.

الأنشطة الترفيهية
في مصر، يمكنك ممارسة الغطس في الغردقة والغوص في دهب، وزيارة الأهرامات في الجيزة ووادي الملوك في الأقصر، فضلًا عن جولات نيلية بطول النهر. وفي المغرب، تنتشر رياضات الأمواج في أغادير والصويرة والداخلة، ورحلات التزلج على الرمال في مرزوكة، وسباقات الجمال، بالإضافة إلى جولات استكشافية في الأسواق التقليدية والمقاهي الشعبية في المدينة العتيقة في مراكش وفاس وطنجة.
سهولة التنقل
تتوفر في مصر والمغرب شبكة مواصلات تشمل القطارات والحافلات وسيارات الأجرة، إضافة إلى رحلات جوية داخلية منخفضة التكلفة، مع إمكانية استئجار سيارة للتنقل بين المناطق بسهولة.
للعائلات التي تفضل الأنشطة المائية والتعرف على التاريخ القديم، تُعتبر مصر الخيار الأمثل، بدءًا من الغردقة وشرم الشيخ للشواطئ والشعاب المرجانية وبرامج الغطس المناسبة للأطفال، وصولًا إلى القاهرة والأقصر وأسوان لزيارة الأهرامات ووادي الملوك وللرحلات النهرية على “الفلوكة” (القوارب الصغيرة).

إذا كنتم تبحثون عن تسوق في الأزقة الضيقة والثقافة الأندلسية والطبيعة المتنوعة، فإن المغرب يقدم مزيجًا رائعًا بين أسواق ورياضات مراكش وفاس وطنجة وقرى الريف وأمواج أغادير وصحراء المغرب الشرقي برحلات الجمال ورحلات الدفع الرباعي.

كازاخستان وأذربيجان
تُعتبر كازاخستان وأذربيجان من الوجهات الماليةية نسبياً، خاصة عند المقارنة بوجهات أوروبية أو شرق آسيوية. في كازاخستان، تبلغ التكلفة اليومية للفرد ما بين 35 و50 دولارًا (شاملة السكن والوجبات والنقل الداخلي)، مع خيارات سكن اقتصادية وشقق فندقية رخيصة في ألماتي (العاصمة السابقة لكازاخستان) وأستانا عاصمتها الحالية (التي عرفت سابقًا بنور سلطان).
أما أذربيجان، فتتراوح التكلفة للمسافر بين 40 و55 دولارًا يوميًا، مع تفاوت بسيط في الأسعار بين العاصمة باكو والمدن الريفية، وتبقى أسعار الطعام والمواصلات معقولة في كلا البلدين الآسيويين، وتتوفر خدمات ملائمة للعائلات.

البنية التحتية
شهدت كازاخستان تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية مؤخرًا، لا سيما في ألماتي ونور سلطان، حيث الفنادق من مختلف الفئات، ووسائل النقل الحديثة، والمطاعم العائلية، لكنها لا تزال محدودة في المناطق الريفية. بينما تتميز أذربيجان ببنية سياحية أكثر تطورًا، خاصة في باكو التي تضم فنادق عالمية، وأحياء قديمة مُرمّمة، ومراكز ترفيه حديثة. وتتوافر الخدمات للسياح باللغة الإنجليزية أو الروسية في كلا البلدين، ولكن في أذربيجان التعامل مع السياح أكثر مرونة من الناحية اللغوية.
المناظر الطبيعية
تبهر كازاخستان الزوار بطبيعتها البرية والمبتعدة عن الزحام، من جبال “تيان شان” وبحيرة “كايندي” ذات الأشجار المغمورة بالماء، إلى وديان شارين وصحراء “مانغيستاو”. بينما تقدم أذربيجان مناظر متنوعة بين بحر قزوين وجبال القوقاز الخضراء، وحقول الزهور قرب “غابالا” و”شيكي”، إلى جانب مساحات من الغابات ووديان.

الأنشطة الترفيهية
تتوفر في كازاخستان أنشطة مثل رحلات المشي في الجبال، والتخييم، وركوب الخيل، والتزلج شتاءً في منتجع شيمبولاك. وفي أذربيجان، يمكن للسياح ركوب الدراجات في الجبال، التجديف، الاسترخاء في حمامات المياه المعدنية، وزيارة متاحف باكو الحديثة، مع فعاليات عائلية وأسواق تراثية للأطفال.
سهولة التنقل
توفر كازاخستان شبكة قطارات حديثة بين المدن الكبرى، بالإضافة إلى تطبيقات نقل ذكية وسيارات أجرة منخفضة التكلفة. ومع ذلك، فإن المسافات بعيدة نظرًا لشساعة البلد. بينما في أذربيجان، التنقل أسهل وأسرع نتيجة صغر مساحة البلاد، ووجود شبكة مترو في باكو، وحافلات مريحة تربطها العاصمة باكو بمدن مثل غنجة وغابالا، ما يجعلها خيارًا عمليًا للعائلات.
الثقافة والطعام
كلا البلدين يتمتع بثقافة إسلامية مع احترام واضح للعادات الأسرية، مما يجعلها مناسبة للسياح العرب. يميل الطعام في كازاخستان إلى الطابع التركي والآسيوي مثل وجبة “بشبارماك” و”لاغمان”، بينما يتميز المطبخ الأذري بأطباق مثل “دولما” و”بلاف” و”كباب” بنكهات شرقية معروفة. وسائل التواصل متاحة باللغة العربية في بعض منشآت السياحة الكبرى.
إذا كنتم تبحثون عن مغامرة طبيعية بين الجبال والبحيرات الهادئة بعيدًا عن صخب المدن، فاختروا كازاخستان لتجربة فريدة في البراري. أما إذا كنتم تفضلون وجهة تجمع بين البحر، الثقافة، الأسواق، والطبيعة الخضراء مع بنية تحتية أكثر جاهزية، فإن أذربيجان هي الخيار الأمثل لعطلة عائلية.
ماليزيا وإندونيسيا
تُعتبر إندونيسيا وماليزيا من أكثر الدول الآسيوية الماليةية بالنسبة للمسافرين العرب. في إندونيسيا، تتراوح التكلفة اليومية ما بين 30 و50 دولارًا للفرد، خاصة في جزيرة بالي أو يوغياكارتا، مع توفر فنادق ذات أربع نجوم بأسعار مناسبة. بينما الطعام المحلي رخيص ومت divers.
وأما في ماليزيا، فرغم ارتفاع بعض الأسعار في كوالالمبور مقارنة بجاكرتا عاصمة إندونيسيا، إلا أنها تبقى معقولة بمتوسط يومي ما بين 35 و55 دولارًا للفرد، وتشمل السكن والطعام والمواصلات.
البنية التحتية
تظل ماليزيا أكثر تنظيمًا في البنية التحتية السياحية، خصوصًا في كوالالمبور وبينانغ ولنكاوي، حيث توجد شبكات مواصلات فعالة، فنادق عالمية، ومراكز تسوق حديثة. بينما إندونيسيا قد تطورت بشدة، خصوصًا في بالي وجاكرتا وباندونغ، على الرغم من أن بعض الجزر النائية لا تزال تعتمد على بنية بسيطة، مما يعزز التجربة الطبيعية الأصيلة ولكن يتطلب تخطيطًا إضافيًا.

المناظر الطبيعية
إندونيسيا جنة لمحبي الطبيعة، وتضم شواطئ بالي وغابات أوبود، وبراكين نشطة مثل بركان برومو، وحقول الأرز في جاوا. في حين لا تقل عنها ماليزيا روعة، حيث غابات بورنيو وجزر لنكاوي الساحرة، وجبال كاميرون هايلاند ذات الأجواء الباردة والمزارع الخضراء. وبالتالي فإن الطبيعة في كلا البلدين غنية ومثالية للعائلات وللمصورين ولمحبي الاستكشاف.

الأنشطة الترفيهية
تحتوي ماليزيا على حدائق ترفيهية مثل “صنواي لاجون”، و”ليغولاند”، ومراكز علمية وتعليمية للأطفال، كما يوجد بها تنوع في التسوق والمطاعم والمولات. في المقابل، تتميز إندونيسيا بوجود أنشطة طبيعية مثل جولات بالدراجات في الغابات، جولات نهرية، والتجديف، بالإضافة إلى مشاهدة القرود في الغابات، وأيضًا شلالات ومناطق تسلق وجولات السفاري. وكلا البلدين يقدم ترفيهًا مناسبًا لجميع أفراد العائلة.
سهولة التنقل
تتميز ماليزيا بوسائل مواصلات فعالة ومريحة: قطارات، حافلات فاخرة، وخدمات النقل الذكية (مثل “غاب” Grab)، كما أن المواصلات بين الجزر أو المدن الكبيرة سهلة ومُنظمة. لكن في إندونيسيا، توفر سيارات أجرة وتطبيقات ذكية داخل المدن، لكن التنقل بين الجزر يتطلب طيرانًا داخليًا أو عبّارات، مما يعد نقلًا ممتعًا ولكنه يتطلب تخطيطًا إضافيًا، خصوصًا عند السفر مع أطفال.
كما توفر الخطوط الجوية الخليجية والآسيوية رحلات مباشرة ومنخفضة السعر إلى كوالالمبور وجاكرتا.
تصل تكاليف إجازة متوسطة التكلفة لعائلة مكونة من 4 أشخاص لمدة أسبوع في ماليزيا إلى ما بين 2300 و2800 دولار (تشمل الإقامة والطعام والأنشطة، والمواصلات). أما في إندونيسيا، فتتراوح التكلفة ما بين 2100 و2600 دولار، وهي أقل نسبيًا مع مزيد من الخيارات الماليةية في السكن والطعام.

الثقافة والأكل
ماليزيا بلد مسلم بالكامل وتتمتع بتقاليد قريبة من المواطنون العربي، مما يسهل التفاهم واحترام الخصوصية العائلية، والمساجد منتشرة، والطعام الحلال مضمون في جميع أنحاء البلاد.
وبالنسبة لإندونيسيا، فهي تُعد أكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان، ويغلب على سكانها الطابع الودود والتسامح الثقافي، مع انتشار واسع للطعام الحلال، خاصة في جاوة وسومطرة، وفي النهاية يشعر السائح العربي براحة ثقافية في كلا البلدين.
للعائلات الباحثة عن تجربة منظمة وثقافة مألوفة، مطاعم ومجمعات تجارية ومدن آمنة ومتطورة، فإن الوجهة التي نوصي بها هي ماليزيا في المقام الأول. بينما للعائلات المغامِرة التي تشجع الطبيعة والتجول في الجزر والمشاهد البركانية، فإن إندونيسيا هي الأفضل، خصوصًا في جزر مثل بالي وجاوة ولومبوك.