إعلان


شهدت السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في تكنولوجيا المساعدة، مع دخول نظارة “راي بان” الذكية من “ميتا” إلى القطاع التجاري. تم تصميمها بالتعاون مع “إيسيلور لوكسوتيكا”، وتتميز بكاميرا وميكروفونات ومساعد ذكاء اصطناعي، مما يسمح للمستخدمين بالتفاعل مع محيطهم بشكل أفضل. تقدم النظارة حلولًا مثل التعرف على الأشياء والنصوص، والتوجيه الصوتي، مما يساعد الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في التنقل والتفاعل الاجتماعي. رغم التحديات التقنية والخصوصية، تبشر هذه الابتكارات بتحسين جودة حياة الملايين، مع توقعات لاستمرار التطورات المستقبلية في الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز لجعلها أكثر فعالية.

شهد العالم في السنوات الماضية تغييرات ملحوظة في ميدان التقنية المساعدة، إذ تُسهم الابتكارات الجديدة في تحسين حياة الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.

إعلان

ومن أبرز هذه الابتكارات، تظهر نظارة “راي بان” (Ray Ban) الذكية الحديثة من “ميتا” (Meta)، التي تم تصنيعها بالتعاون مع عملاق النظارات الإيطالي “إيسيلور لوكسوتيكا” (EssilorLuxottica).

تتميز هذه النظارة بوجود كاميرا وميكروفونات ومساعد ذكاء اصطناعي يمكنه التعرف على الأشياء والإجابة على الأسئلة، حيث تجمع بين تقنيات الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي لتمكين الأفراد من التفاعل مع محيطهم.

توفر نظارة “راي بان” حلولاً متطورة تُساعد المستخدمين في التنقل، والتعرف على الأشياء، وقراءة النصوص، وحتى التفاعل مع الآخرين والمواطنون بسهولة أكبر.

meta Rayban موقع الشركة المصنعة - ray-ban.com
مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المعزز، يتوقع أن تتحسن وظائف هذه النظارة لتصبح أكثر دقة وفعالية (مواقع التواصل)

كيف تساعد نظارة “راي بان” الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة؟

رغم أن “ميتا” لم تبتكر نظارتها على وجه الخصوص لصالح الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن مجموعة متزايدة من هؤلاء المستخدمين تنظر إلى هذه الأجهزة كأداة فعالة لتحسين حياتهم بخلاف كونها مجرد منتج لمحبي التقنية.

تعتمد “راي بان” الذكية على مزيج من تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، مما يمنحها القدرة على التعرف على البيئة المحيطة، تحليل المعلومات البصرية، وتحويلها إلى بيانات صوتية مفيدة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.

تشمل هذه التقنيات التعرف على الأشياء والأشخاص، مساعد صوتي مدعوم بالذكاء الاصطناعي، التحكم بالأوامر الصوتية، والتعرف على النصوص وتحويلها إلى صوت، بالإضافة إلى الخرائط والتوجيه الصوتي الذكي.

تستخدم “راي بان” كاميرا مزودة بتقنيات الرؤية الحاسوبية لتحديد الأشياء والأشخاص المحيطين بالمستخدم وتمييزهم.

يمكن لهذه النظارة أن تصف مشهدًا، مثل “هناك شجرة كبيرة على اليمين، وطفل يلعب بالكرة على اليسار، ومجموعة من الأشخاص يجلسون على مقاعد في المنتصف”.

يسمح الذكاء الاصطناعي في النظارة بتقديم وصف صوتي للأماكن، التعرف على النصوص، والإجابة عن استفسارات المستخدم.

تصف النظارة المشاهد التي يراها المستخدم، مما يؤهله لتكوين فكرة أفضل عن محيطه.

تمكن أوامر التحكم الصوتي المستخدم من التفاعل مع النظارة دون الحاجة لاستخدام يديه، مما يسهل عليه التنقل بحرية.

تستطيع “راي بان” قراءة اللافتات، القوائم، والوثائق بصوت عالٍ للمستخدمين، كما تساعده على التنقل عبر الإرشادات الصوتية بناءً على البيئة المحيطة.

الجمع بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المعزز يمكن الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة من التحرك بأمان في الأماكن السنةة.

تتمكن هذه النظارة الذكية من إخبار المستخدم بوجود “سلم أمامك مكون من 3 درجات” أو “هناك كرسي على بعد مترين على اليسار”.

تقوم “راي بان” بتنبيه المستخدم للعوائق القريبة، وتتعرف على إشارات المرور، وترشده عبر الأوامر الصوتية.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر النظارة أداة لتعريف المستخدم على وجوه الأشخاص الذين يتكرر تفاعلهم معه، وإخباره بأسمائهم عند الاقتراب منهم، مما يسهل التفاعل الاجتماعي ويعزز الشعور بالاستقلالية.

على سبيل المثال، يمكن أن تخبر “راي بان” المستخدم بأن “محمد” يقترب منه، أو أن “سارة” تقف على بعد بضعة أمتار.

في المتاجر، يمكن لهذه النظارة قراءة أسماء المنتجات، تحديد الأسعار، بل وحتى تقديم معلومات عن العروض والتخفيضات، مما يمكّن المستخدمين من اتخاذ قرارات الشراء دون الحاجة لمساعدة الآخرين.

باستخدام تقنيات “التعرف الضوئي على الحروف” (OCR)، تستطيع النظارة قراءة الكتب، الصحف، القوائم، والفواتير، وتحويلها إلى صوت، مما يسهّل على الأشخاص الوصول إلى المعلومات المكتوبة بسهولة.

سواء كان يتعلق الأمر بإعداد وجبة، معرفة لون الملابس، أو البحث عن عنصر مفقود في المنزل، يمكن لنظارة “راي بان” توفير إرشادات صوتية دقيقة تساعد المستخدم في تنفيذ المهام اليومية بكفاءة.

GettyImages 1129148879
الواقع المعزز يمنح الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة إحساسًا أعمق بالبيئة المحيطة ويساعدهم في الاستقلالية (غيتي إيميجز)

الواقع المعزز يحسن الإدراك البصري

<pتعتبر نظارة "راي بان" الجديدة جزءًا من التطورات التكنولوجية التي تمكّن المستخدمين من فهم البيئة المحيطة من خلال الصوت والاهتزازات.

تستطيع هذه النظارة تقديم معلومات فورية عن الأشياء المحيطة بالمستخدم، مثل الأثاث، الشوارع، اللافتات، والأفراد. كما تتمكن من تمييز الألوان، قراءة النصوص المكتوبة، وتوفير توجيهات دقيقة للنقل.

يعتمد الواقع المعزز على دمج المعلومات الرقمية مع المشهد الحقيقي الذي يراه المستخدم.

وفي حالة نظارة “راي بان”، تستخدم كاميرات مدمجة ومستشعرات لمراقبة البيئة المحيطة، وعرض معلومات مسموعة حول الأشياء المحيطة بالمستخدم.

على سبيل المثال، عند توجيه النظارة نحو شارع مزدحم، يمكنها تقديم معلومات عن إشارات المرور، وعدد الأشخاص من حولها، واتجاهات السير الملائمة.

توفر تقنيات الواقع المعزز للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة إحساسًا أعمق بالبيئة المحيطة، ما يعزز استقلاليتهم.

بدلاً من الاعتماد على الآخرين في توضيح ما يحيط بهم، يمكنهم الاستفادة من هذه النظارة للحصول على بيانات فورية، مما يجعلهم أكثر استقلالية في حياتهم اليومية.

تحليل البيئة المحيطة بالذكاء الاصطناعي

يدمج الذكاء الاصطناعي في هذه النظارة بين الرؤية الحاسوبية والتعرف على الأصوات، لتحليل البيئة المحيطة بالمستخدم وتقديم إرشادات مفيدة.

ومن خلال الكاميرات والميكروفونات المدمجة، تستطيع النظارة التعرف على وجوه الأشخاص، تحديد الأشياء وتمييزها، وقراءة النصوص المكتوبة وتحويلها إلى صوت منطوق.

تساعد هذه الوظائف الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في المهام اليومية، مثل التسوق، التنقل، والتفاعل الاجتماعي.

تستطيع نظارة “راي بان” التعرف على الوجوه، مما يساعد المستخدم في تحديد الأشخاص الذين يتفاعل معهم.

يفحص المساعد الذكي البيئة المحيطة ويقدم معلومات سمعية عنها. كما يمكن المستخدم من إصدار أوامر صوتية، مثل “اقرأ لي هذه اللافتة” أو “أين الباب؟” ليحصل على إجابة فورية.

تدعم النظارة ترجمة اللافتات والنصوص إلى لغات مختلفة لمساعدة المستخدمين في البيئات الدولية.

أيضاً، تدعم التفاعل مع البرنامجات المساعدة، مثل تطبيق “بي ماي آيز” (Be My Eyes) الذي يربط المستخدمين بمتطوعين لتقديم المساعدة عبر الفيديو المباشر.

تقرأ النظارة أثناء التسوق المعلومات الموجودة على عبوات المنتجات، وتستطيع في المطاعم قراءة القوائم وتقديم اقتراحات بناءً على تفضيلات المستخدم.

كما يمكنها أثناء السفر أن تقدم إرشادات حول الاتجاهات، أسماء الشوارع، وحتى أوقات المواصلات.

التحديات والقيود

في البداية، واجهت نظارة “ميتا” تحديات في جذب المستخدمين، لكن شعبيتها ازدادت مع الوقت. رغم المزايا العديدة المتاحة، تواجه النظارة بعض الصعوبات يتعلق الأمر بالتحديات التقنية، الماليةية والاجتماعية.

تواجه النظارة صعوبة في التعرف على بعض الأشياء أو النصوص في ظروف الإضاءة المنخفضة، مما يؤثر على تجربة المستخدم.

يثير استخدام الكاميرا والميكروفون بشكل مستمر في الأماكن السنةة مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمان الرقمي. كما تحتاج النظارة إلى تحسين استهلاك الطاقة لزيادة عمر البطارية، مما يجعلها أكثر ملاءمة للاستخدام اليومي.

ومع ذلك، مع التطورات المستمرة في الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المعزز، من المتوقع أن تتحسن وظائف هذه النظارة أكثر لتصبح أكثر دقة وكفاءة.

قد تشمل التحسينات المستقبلية مزايا أكثر تقدماً، مثل التفاعل بالأوامر الدماغية، والتكامل مع الأجهزة الذكية الأخرى لتحسين تجربة المستخدم.

بالإضافة إلى تحسين الذكاء الاصطناعي ليكون أكثر دقة في التعرف على الأشياء والنصوص، والتطوير ليكون أكثر راحة في الاستخدام، وإدخال ميزات متقدمة مثل الإحساس بالمسافات عبر الاهتزازات.

في النهاية، تمثل نظارة “راي بان” خطوة كبيرة نحو تعزيز استقلالية الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث توفر لهم أدوات مبتكرة تساهم في تحسين تفاعلهم مع العالم بشكل أفضل.

ومع استمرار تقدم التقنية، تستمر هذه الأجهزة في ترك أثر إيجابي في حياة الملايين حول العالم. ومع الابتكارات المستمرة، قد نشهد في المستقبل أجهزة أكثر تطورًا، قادرة على تغيير حياة الأفراد بشكل جذري.


رابط المصدر

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا