دشّن مركز عدن للدراسات التاريخية في 15 مايو 2025 مشروع “الأرشيف الرقمي للصحف والمجلات القديمة ما قبل الاستقلال”. حضر الفعالية أكاديميون وباحثون، حيث أعرب الدكتور محمود السالمي عن أهمية المشروع كأداة لحفظ الذاكرة الصحفية في اليمن. تمت الإشارة إلى التعاون بين المركز ودائرة الدراسات في المجلس الانتقالي الجنوبي. استعرض الدكتور علي صالح الخلاقي جهود توثيق 46 صحيفة تضم 7612 عددًا، مُتاحة إلكترونيًا للباحثين. شدد المتحدثون على أهمية المشروع في توثيق التاريخ الثقافي. هدف المشروع إلى تعزيز البحث الأكاديمي وحماية الهوية الثقافية اليمنية، مما يمثل خطوة استراتيجية لتوثيق التراث الصحفي.
في صباح يوم الخميس 15 مايو 2025، أطلق مركز عدن للدراسات التاريخية مشروع “الأرشيف الرقمي للصحف والمجلات القديمة ما قبل الاستقلال”، وذلك خلال فعالية أقيمت في مقر المركز، حيث حضرها عدد من الأكاديميين والباحثين، يتقدمهم الدكتور محمد جعفر بن الشيخ أبوبكر، نائب مدير مركز الدراسات ودعم القرار بالمجلس الانتقالي الجنوبي.
افتتحت الفعالية بكلمة ترحيبية من الدكتور محمود السالمي، رئيس مركز عدن للدراسات التاريخية، الذي عبّر عن فخره بهذا الحدث الثقافي المميز، مؤكدًا أن المشروع يمثل إنجازًا تقنيًا وجسرًا يربط الأجيال الحالية بماضي البلاد، ويوفر أداة علمية حديثة للحفاظ على الذاكرة الصحفية، محوّلاً إياها إلى أرشيف رقمي دائم يمكن الباحثين والقراء من الاطلاع على صفحات من تاريخ اليمن الاجتماعي والسياسي والثقافي.
ونوّه السالمي أن هذا المشروع هو نتاج تعاون مثمر بين المركز وأطراف عدة، أبرزها دائرة الدراسات في الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلة بالدكتور محمد جعفر، إضافةً إلى إدارة متحف المكلا، ومجموعة من المؤرخين والتقنيين المخلصين في خدمة تاريخ الوطن.
كما دعا السالمي الجامعات والمراكز البحثية والمواطنون الأكاديمي للاستفادة من هذا الأرشيف الرقمي الذي يفتح آفاقًا جديدة للبحث والدراسة، مؤكدًا تطلعه لتوسيع المشروع ليشمل الوثائق القديمة والمخطوطات، حيث إن الحفاظ على التراث هو واجب وطني وإنساني.
بدوره، أعرب الدكتور محمد جعفر بن الشيخ أبوبكر، في كلمته، عن تقديره لدور مركز عدن للدراسات التاريخية، مشيرًا إلى اهتمام رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي بهذا المشروع ودعمه المباشر له، مؤكدًا أن إتاحة الصحف القديمة إلكترونيًا تشكل خطوة استراتيجية لحماية الهوية الثقافية والتاريخية، التي سجلتها الصحافة العدنية والمكلّاوية في مرحلة ما قبل الاستقلال.
وأضاف جعفر أن المشروع يعد نموذجًا للتعاون المثمر بين المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية، مع الالتزام بمواصلة الدعم والعمل المشترك لاستكمال هذا العمل التوثيقي الكبير.
رحّب الدكتور علي صالح الخلاقي، مدير دائرة الإعلام في المركز، في تقديمه للفعالية، بأهمية المشروع كونه نتيجة جهد استمر ثلاث سنوات لحماية كنوز الصحافة القديمة من الضياع، وتوفيرها بصيغة رقمية مجانية عبر موقع المركز، لتكون بمثابة خدمة للباحثين والجمهور المهتم.
من جانبه، قدم الدكتور نادر سعد العمري، مدير دائرة التوثيق في المركز، عرضًا تقنيًا شاملًا لمراحل تنفيذ المشروع، بدءًا من تأمين التمويل من دائرة البحوث والدراسات بالمجلس الانتقالي الجنوبي، مرورًا بعمليات التصوير والمعالجة الرقمية، وانتهاءً بإتاحة المواد عبر الشبكة العنكبوتية. وقد شمل المشروع تصوير 46 صحيفة، تضم 7612 عددًا صحفيًا، بمجموع صفحات وصل إلى 46233 صفحة، تم تجميعها ضمن 71 مجلدًا وتم تصنيفها وتوثيقها في ملفات PDF مع إضافة علامات مائية لحماية الحقوق الفكرية.
وأشاد العمري بجهود الفريق الفني والتقني وجميع الداعمين للمشروع، مشيرًا إلى استمرار العمل لاستكمال الأعداد الناقصة والصحف المفقودة، موضحًا خطوات الوصول إلى الأرشيف الرقمي عبر موقع المركز بدءًا من اليوم.
حضر الفعالية مجموعة من الشخصيات الأكاديمية والثقافية، بينهم الدكتور محمد عبدالله بن هاوي باوزير، مدير دائرة المؤتمرات والندوات بالمركز، والدكتور محمد جرادة أبو رجب، رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب، والدكتور عبدالحكيم باقيس، رئيس نادي السرد الأدبي، بالإضافة إلى الأستاذ عبد العزيز بن بريك، مدير المكتبة الوطنية، والعديد من الباحثين المهتمين بتاريخ الصحافة اليمنية.
بهذا المشروع، يضع مركز عدن للدراسات التاريخية حجر أساس جديد في ذاكرة الوطن، مقدّمًا لأجيال الحاضر والمستقبل مادة تاريخية أصيلة تُوثق لحظات مميزة من حياة الوطن وشعبه، وتعيد إحياء صفحات من تاريخ الصحافة اليمنية، التي شهدت نبض الشارع وتحولاته.