تتعرض منطقة الغيل في بلاد الأحمدي لأزمة خانقة بعد إغلاق “سوق السبت الإسبوعي” الذي خدم الأهالي لثلاثة عقود. هذا الإغلاق، الناتج عن هجوم الحوثيين، أرهق السكان الذين يضطرون للسفر إلى الضالع لتأمين احتياجاتهم، مما زاد من الأعباء المالية على الأسر. كما أثر سلبًا على التجار الذين واجهوا إجراءات بيروقراطية معقدة. يدعا الأهالي، الذين يعانون من سوء التغذية وارتفاع الأسعار، بإعادة فتح القطاع التجاري، متسائلين عن أولويات المسؤولين. ينادون المشايخ والوجهاء لتحقيق ذلك، مُعبرين عن أملهم في استعادة مصدر حياتهم الذي أُغلق دون مبرر واضح.
/تقرير فؤاد المقرعي
:
في مفاجأة مؤلمة تعكس حجم المعاناة التي يواجهها سكان منطقة الغيل بلاد الأحمدي، تستمر تداعيات الأزمة مع الإغلاق المستمر لـ “سوق السبت الإسبوعي”. هذا القطاع التجاري، الذي كان على مدى ثلاثين عامًا الرئة الماليةية لأهالي غيل تورصة بالأزارق لتلبية احتياجاتهم من المواد الغذائية والخضروات الطازجة بأسعار معقولة، قام بتأسيسه الشيخ محمد محمود عواس قبل ثلاثة عقود.
لكن اليوم، أصبحت تلك الذكريات مؤلمة، مما يثير تساؤلات ملحة حول أولويات المسؤولين وتأثير قراراتهم على حياة الآلاف من الأسر.
من منطقة مزدهرة إلى عبء ثقيل: معاناة المواطن
بينما كانت “سوق السبت الشعبية” تمثل نموذجًا من الكفاءة الماليةية المحلية، يجد سكان الغيل أنفسهم اليوم مضطرين للسفر لمسافات طويلة إلى محافظة الضالع لتأمين احتياجاتهم الأساسية. هذه الرحلة، التي لم تكن ضرورية في السابق، زادت بشكل كبير من الأعباء المعيشية على كاهل الأسر المثقلة.
لم يقتصر تأثير هذا الإغلاق على المستهلكين فحسب، بل أثر أيضًا على المواطنين الذين كانوا يعتمدون على القطاع التجاري لبيع منتجاتهم. فبدلاً من سهولة البيع، أصبح من يرغب في بيع المواشي مضطرًا للخضوع لإجراءات بيروقراطية معقدة.
يُشير عبدة صالح، أحد مربي المواشي في المنطقة، إلى المعاناة التي يواجهها المزارعون البسطاء: “إذا أراد الراعي بيع مواشيه، عليه التواصل مع شخص من محافظة لحج يُدعى عقيل، وتأخذ هذه المراسلات أسبوعًا كاملًا لترتيب البيع، وفي النهاية يشتريها بنصف ثمنها”. هذا الواقع يُظهر تدهور حرية التجارة وزيادة الأعباء، مما يهدد سُبل عيش كثيرين.
تساؤلات ملحة حول القرار وأولويات المسؤولين
الإغلاق الذي أثر على حياة أكثر من خمسة آلاف نسمة يثير تساؤلات حول الأولويات الحقيقية لمن اتخذ هذا القرار. هل كانت النية تنظيم القطاع التجاري، أم كان الهدف تضييق الخناق على المواطن والتاجر؟
تشير المصادر المحلية إلى أن القطاع التجاري أُغلقت قبل أربع سنوات بعد هجوم شنته الجماعة الحوثية على أطراف مديرية الأزارق، لكن رغم دحرهم، لا يزال القطاع التجاري مغلقًا دون تفسير منطقي، مما يثير الشكوك حول الدوافع الحقيقية. ويعبر الأهالي عن معاناتهم: “فقدنا الخضروات والفواكه وزادت حالات سوء التغذية بين الأطفال بسبب غياب سوق بديل.”
نداء عاجل من أهالي منطقة تورصة لإعادة “سوق السبت الشعبية”
في ظل هذه المعاناة، يدعا سكان الغيل بإعادة النظر في هذا القرار المؤذي لمصالحهم، متسائلين بمرارة: “هل من تفاعل يا أهل الغيل؟”.
وقد ناشد الأهالي المشايخ والوجهاء، خصوصًا الشيخ عبد الجليل عواس، بالتدخل السريع والتنسيق مع الجهات المعنية لإعادة فتح القطاع التجاري الشعبية، التي تُعتبر العمود الفقري للحياة الماليةية والاجتماعية في المنطقة.
هل من يستجيب لنداء هؤلاء الأهالي الذين يسعون لاستعادة سوقهم، بدلاً من الانصياع لقرارات تزيد من معاناتهم؟ وهل ستُحرّك الضمائر لإعادة الأمل لآلاف الأسر المتضررة من هذا الإغلاق غير المبرر؟