احتفل اليمنيون بالذكرى الـ 35 للوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، كحدث تاريخي يعكس الإرادة الوطنية. نوّه مسؤولون ومواطنون في حضرموت على أهمية هذه المناسبة، مشيرين إلى التحديات والإنجازات منذ تحقيق الوحدة، مثل التعددية السياسية وتحسين البنية التحتية. وأعربوا عن الحاجة إلى استعادة الدولة وبناء يمن اتحادي جديد، داعين إلى تحقيق الاستقرار والاستقرار. ونوّهت تصريحات العديد من الشخصيات على أهمية التمسك بالوحدة كخيار وطني، معتبرين أن اليمن يمكنه استعادة مكانته كدولة واحدة موحدة وقوية، رغم التحديات الحالية.
احتفل اليمنيون بالذكرى الخامسة والثلاثين لتحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م، بفخر واعتزاز، كونها حدثًا خالدًا في ذاكرة كل يمني، تجسد نقطة تحول تاريخية في مسيرة الوطن، وتمثل تتويجًا لنضال طويل من أجل التلاحم والتكامل بين أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب.
ونوّه عدد من المسؤولين والمواطنين في حضرموت، أهمية هذه المناسبة الوطنية، والانجازات التي تحققت في ظل دولة الوحدة على مختلف الأصعدة. حيث قال وكيل حضرموت المساعد لشؤون مديريات الوادي والصحراء، المهندس هشام السعيدي: “بداية نهنئ القيادة السياسية ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس، ورئيس مجلس الوزراء ومحافظ محافظة حضرموت، وكل أبناء شعبنا اليمني في الداخل والمهجر بمناسبة العيد الوطني لتحقيق الوحدة اليمنية ٢٢ مايو، والتي كانت حلمًا لكل اليمنيين في الشطرين سابقًا، وتحققت بفضل الله تعالى وجهود الوطنيين الشرفاء”.
وأضاف في حديثه بمناسبة العيد الوطني الخامس والثلاثين للجمهورية اليمنية ٢٢ مايو: “الوحدة اليمنية ليست حدثًا سياسيًا فحسب، بل مشروع حضاري وإنساني عميق، جمع شتات الوطن ومكّن من بناء مؤسسات الدولة اليمنية الحديثة. لقد شهد اليمن بعد عام 1990م نقلة نوعية في الحياة الديمقراطية، عبر التعددية السياسية وحرية الصحافة، فضلاً عن توسيع البنية التحتية للدولة، ولا يزال الشعب اليمني يتطلع إلى إعادة هذه المنجزات وتطويرها واستكمال ما تبقى منها، خاصة بعد ما شهدته اليمن بعد عام 2014م من الانقلاب على الشرعية وتدمير البنية التحتية، وغيرها من الأضرار الاجتماعية والخسائر الماليةية وتدهور الخدمات”.
وتابع الوكيل السعيدي: “نحن بحاجة إلى التمسك بأهداف الوحدة اليمنية والالتفاف حولها من كل الأحزاب والمكونات لاستعادة الدولة وبناء يمن اتحادي جديد يضمن تحقيق حلم كل يمني في العيش الكريم والاستقرار والاستقرار في هذه الأرض الطيبة”.
من جانبه، قال عضو مجلس الشورى صلاح مسلم باتيس: “تحل علينا ذكرى الوحدة اليمنية المجيدة، التي تحققت في 22 مايو 1990م، بوصفها محطة تاريخية خالدة تتجدد في وجدان الأجيال المتعاقبة. إنها ليست مجرد حدث عابر، بل تتويج لنضالات طويلة خاضها اليمنيون عبر العصور، وامتداد لنضال ثوار سبتمبر وأكتوبر الذين أزاحوا نظام الإمامة في صنعاء وطردوا المستعمر البريطاني من عدن، وأسّسوا جمهوريتين: “الجمهورية العربية اليمنية” و “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”، لتتوج تلك التضحيات بإعلان الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م.”
ونوّه أن الوحدة اليمنية لم تكن اتحادًا بين شطرين، بل اندماجًا بين جمهوريتين تمثلان شعبًا واحدًا وتاريخًا واحدًا وهوية يمنية واحدة. مضيفاً: “لقد سعى المستعمر إلى تقسيم اليمن وتسويق مصطلحات “الشمال” و “الجنوب” و “الشطرين”، لكن اليمنيين آمنوا بأن اليمن واحد، من أقصاه إلى أقصاه، من شرقه إلى غربه”.
وتابع بالقول: “سبق وأن طُرحت فكرة “اتحاد سلطنات الجنوب العربي” في عام 1959، لكنها فشلت في عام 1962، لأن أبناء اليمن كانوا ولا يزالون يرون في بلدهم كيانًا واحدًا غير قابل للتجزئة. وهكذا، كانت الوحدة اليمنية من أبرز أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ولا تزال تمثل أعظم إنجاز في تاريخ الشعب اليمني الحديث”. مؤكدًا أن اليمن يمتلك رصيدًا هائلًا من الكفاءات والقدرات التي تؤهله ليكون وطنًا قويًا يحتضن جميع أبنائه ويمنحهم الفرص للمشاركة في بناء المستقبل، فقد تعاقبت عليه حضارات عظيمة وكتب اسمه في صفحات التاريخ بأحرف من نور.
ونوه باتيس بمناسبة العيد الوطني الخامس والثلاثين للجمهورية اليمنية 22 مايو، إلى أن اليمنيين يتطلعون إلى استعادة دولتهم، وإنهاء التمرد الحوثي المدعوم إيرانيًا، وإعادة بناء اليمن الاتحادي الحديث على أساس الشراكة العادلة والحكم الرشيد، وفقًا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، التي تُعد إحدى المرجعيات الثلاث المتفق عليها محليًا وإقليميًا ودوليًا، وأن مشروع الدولة الاتحادية المكونة من ستة أقاليم، يعكس تطلعات اليمنيين نحو دولة قوية وعادلة، قائمة على التداول السلمي للسلطة، وما نراه اليوم من بوادر اصطفاف وطني في مختلف وردت الآن، يؤكد أن استعادة صنعاء والدولة ومؤسساتها باتت قريبة بإذن الله تعالى.
بدوره، ذكر رئيس غرفة تجارة وصناعة حضرموت الوادي والصحراء عارف الزبيدي، أن العيد الوطني للوحدة اليمنية في 22 مايو يُعد مناسبة وطنية غالية في وجدان كل يمني، لأنه يُجسد حلماً تحقق بعد عقود من الانقسام والمعاناة. كما يُعد يومًا تاريخيًا توحدت فيه الجغرافيا والإرادة والقلوب، ليبدأ اليمن مرحلة جديدة من البناء والتنمية والعمل المشترك.
ولفت إلى أن من أبرز منجزات الوحدة اليمنية أنها أعادت لليمن مكانته الطبيعية كدولة واحدة موحدة ذات سيادة، وأرست مبدأ التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، ووسّعت آفاق المشاركة الشعبية. كما فتحت الباب أمام تحسين البنية التحتية، وتوسيع المنظومة التعليمية، وتعزيز التعاون مع المحيط العربي والدولي. مشيرًا إلى أن اليمنيين يتطلعون في هذه المرحلة إلى استكمال مسيرة الوحدة بتحقيق الاستقرار والاستقرار، وتجاوز التحديات السياسية والماليةية، وأن يُبنى اليمن على أسس العدالة والحرية والمواطنة المتساوية، وأن تعود الوحدة كقيمة فعلية يشعر بها المواطن في معيشته وكرامته، وأن ينطلق اليمن نحو مستقبل أفضل لأبنائه قائم على التنمية المستدامة والنهضة الشاملة.
فيما قال الصحفي والناشط السياسي علي العقبي: “في لحظة تاريخية من ذاكرة الشعوب تشرق تواريخ لا تبهت وتظل محفورة في وجدان الأوطان، ويأتي الـ 22 من مايو كأحد أبرز هذه المحطات الوطنية الخالدة التي تجسد طموحات الشعب اليمني في بناء دولة موحدة قوية يسودها النظام الحاكم والقانون والمواطنة المتساوية. وقد كان هذا اليوم تحولًا تاريخيًا في مسيرة اليمن ومنجزًا وطنيًا وعربيًا بامتياز، وسيبقى الـ 22 من مايو محطة مفصلية في التاريخ اليمني جسدت الإرادة الوطنية الصادقة في توحيد الوطن وبناء الدولة المنشودة، إنه اليوم الذي توحدت فيه القلوب قبل الأرض وتلاقت رايات اليمن تحت راية الوطن الواحد، لتبدأ مرحلة جديدة من التلاحم الوطني وتحقيق آمال الشعب في وحدة راسخة وقوية”.
وأضاف: “لقد حققت الوحدة مكاسب وطنية وسياسية كبيرة، أبرزها توحيد القرار، ودمج المؤسسات، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية، وتفعيل التعددية السياسية والحريات الإعلامية، والتوسع في تقديم الخدمات وتنفيذ المشاريع التنموية في مختلف وردت الآن، رغم التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية. وفي ظل هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادنا، تبرز الحاجة إلى مراجعة وطنية شاملة تعيد تصويب المسار وتؤسس لانطلاقة جديدة تستلهم دروس الماضي وتواجه تعقيدات الحاضر”.
واستطرد العقبي بالقول: “نحن اليوم أمام مسؤولية تاريخية تتطلب من كافة القوى السياسية والمواطنونية أن تتكاتف تحت مظلة الشرعية لمساندة مجلس القيادة الرئاسي، والسلطة التنفيذية في السير نحو مشروع وطني جامع ينهي الانقلاب والحرب الحوثية ويعيد الاعتبار لمؤسسات الدولة، ويحقق تطلعات الشعب في الحرية والكرامة والسلام والاستقرار والتنمية وبناء مستقبل يليق بتضحيات اليمنيين”.
وتابع في حديثه بمناسبة العيد الوطني الخامس والثلاثين للجمهورية اليمنية 22 مايو: “إن الوحدة كانت وستظل مصدر قوة وعزة وشموخ، وهي الخيار الوطني الجامع الذي لا بديل عنه، ونحن على يقين تام بأن المتغيرات التي فرضها الانقلاب الحوثي وما ترتب عليها من تداعيات كارثية ستزول لا محالة، وستشرق شمس الحرية من جديد، ولن يكون اليمن إلا واحدًا موحدًا من عدن حتى صعدة، ومن حديبو إلى المهرة، وطنًا كبيرًا لكل أبنائه، شامخًا رغم الجراح، وقادرًا على النهوض من جديد. مثمنًا مواقف الدول الشقيقة والصديقة التي تلتزم بثوابت اليمن وتؤكد دائمًا في كل المواقف حرصها على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وندعوها إلى مضاعفة الجهود لدعم اليمنيين في معركتهم من أجل السلام العادل وبناء المستقبل.”
أما عبدالله التميمي، فيشير إلى أنه رغم التحديات التي واجهتها مسيرة الوحدة، إلا أنها تظل الحلم الكبير لكل يمني، فما تحقق من مكاسب تنموية في مجالات الرعاية الطبية والكهرباء والطرقات والاتصالات لا يمكن إنكاره، ونأمل تطوير المنجزات ومعالجة الاختلالات والقضاء على الفساد والاهتمام بالمواطن وتوفير حقوقه بما يضمن له العيش بكرامة.
في ذكرى 22 مايو، تتجدد الدعوات للتمسك بالوحدة كخيار وطني جامع لا بديل عنه، مع التأكيد على ضرورة معالجة الاختلالات التي رافقت بعض مراحلها، والسعي لإعادة الاعتبار لمشروع وطني جامع يحقق الشراكة والعدالة والتنمية في كل أرجاء اليمن.