قصة صورة – اتصل بي شقيقها مساء ٢٣ ديسمبر ٢٠١٤م، قال أصحابك يا أستاذ -يقصد الحوثيين- دخلوا بيت أختي وطلبوا منها المغادرة، قلت له: ليش؟ أيش الذي حصل! قال: أختي كانت زوجة حميد الأحمر، وأصحابك قالوا أن البيت غنيمة بكل ما فيه.
ذهبت على الفور مع المرافقين حقي إلى المنزل في حي الأصبحي بـ صنعاء، وجدت الحوثيين داخل حوشه، رحبوا بي، كنت وقتها لا أزال عضوًا في المجلس السياسي للحركة بعد رفض عبدالملك الحوثي قبول استقالتي، وقال قائد فرقة الاقتحام: هذا بيت التكفيري المجرم حميد الأحمر وهو غنيمة للمجاهدين، وزوجته رافضه تخرج وتسلم لنا البيت.
دخلت البيت، لقيت امرأة ووالدتها وعندها طفلة وامرأة أخرى (أقاربها)، الكل يبكي، سألتهم أيش الي حصل؟ قالت الأم يا ولدي: بنتي كانت متزوجة من حميد الأحمر وقد تطلقت منه قبل سنوات طويلة، ومعها منه ولد شباب (عبدالله حميد الأحمر) مسافر مع والده، وقاطعتها بنتها قائلة: طلقني حميد وهذا المنزل اشتراه لي والده عبدالله الأحمر وهو باسمي من لحظتها، وما لي أي علاقة بحميد، وأنا أعيل نفسي من خلال التجارة في الملابس واكسسوارت النساء، وأدخلتني لمخزن فيها تجارتها.
فضلا تابعنا على تيليجرام أو جوجل نيوز:
خرجت للمقاتلين الحوثيين وقلت: عيب عليكم ما تفعلونه، أيش دخل زوجة سابقة في معركتنا مع حميد الأحمر؟ قال قائدهم: هذه غنائم المجاهدين يا استاذ! قلت له: غنائم أيش؟! لسنا في معركة بدر أو غزوة بنو قريظة! قال هذه توجيهات من أبو يحيى المراني، خذ التلفون وكلمه، قال: تعال يا استاذ لعندي وأنا أشرح لك القضية، قلت له: سأترك المرافقين حقي داخل المنزل، وانت اطلب من حقك المقاتلين الخروج من حوشة وأنا بجي لعندك.
وصلت لعنده، وكان مقيم في منزل الفريق علي محسن الأحمر، وأدخلني لمكتبه، وعليه صورة الأحمر، وقال: شوف كيف مكنا الله من هؤلاء الظالمين؟! هل كنت تتوقع ذلك؟ قلت له: كلمني ليش دخلتم منزل زوجة حميد وتريدون مصادرته؟ قال: هذا غنائم للمجاهدين؟! قلت له هذا الكلام في الحروب بين الكفار والمسلمين في أزمان غابرة، وهذا حميد الاحمر يمني ومسلم ومنا وفينا حتى لو قاتلنا، وفي كل الأحوال ما دخل زوجته السابقة بالصراع؟ وأنت يمني وعارف أن تقاليدنا وأعرافنا في كل الحروب إن ما حد يتعرض للنسوان والبيوت والأطفال، قال هذا توجيهات السيد عبدالملك الحوثي، قلت له مش معقول هذا الكلام! قال والله أنها توجيهاته، وهل تتصور أني استطيع أفعل شيء من رأسي ودون إذن؟! قلت يا أبو يحيى هذه منازل داخل صنعاء، وليست جبهة حرب، وهذه زوجته السابقة، وعيب الذي تفعلوه، قال: هذه أوامر السيد، قلت: يا أخي هذا الكلام غير مقبول وأنا مصدوم من هذا الكلام، لكن عمومًا بلغ مكتب الحوثي أن البخيتي قال أنه بيبقى في البيت حق بنت شرهان ولن يسمح بطردها ونهبه، الا إذا قُتل هو ومن معه.
قال: يا استاذ علي أنت عضو المجلس تواصل أنت وخلهم يدوا لي توجيه، لا تحرجني أنا. قلت له: أنا سأعود للمنزل وأنتم أحرار. وأثناء عودتي للمنزل تواصلت مع حسين العزي @hussinalezzi5 وما رد لي خبر واضح، كان مرتبك، خايف يقول لي الحقيقة لأنه هو وعبدالملك العجري @alejri77 كانوا يقولون لي دومًا، ان اعمال النهب والسلب وتفجير المنازل هي أعمال فردية ناتجة عن قضايا خاصة وانتقام بين القبايل ولا تمثل قرار الجماعة أو نهجها، وقال لي حسين لا تتدخل والأفضل تغادر المنزل ولا تحتك بالمجاهدين، قلت له أنا متوجه للمنزل وسأبقى فيه أنا ومرافقيني، وانتوا افعلوا ما تريدوا. وأدركت حينها أن اقتحام ونهب المنازل وطرد النساء والأطفال منها سياسة منهجية من الحركة. واتصلت بالصديق الصحفي نايف حسان وشرحت له القصة، وقلت له انشرها ولا تنسبها لي حتى ما تتفاقم المشكلة بيني وبينهم أكثر، فنشر القصة في حسابه على فيس بوك، وانتشرت بسرعة، وتحولت ليلتها لرأي عام، فتوافد الصحفيين والناشطين للمنزل لمؤازرتي، وكنت في غرفة الحارس حق المنزل (كما في الصورة المرفقة)، ومنهم الصحفي محمود ياسين والشاعر عامر السعيدي والمصور الراحل محمد اليمني وآخرين. وبعد انتشار القصة ووصول الناشطين وصلت توجيهات للمقاتلين الحوثيين بالانسحاب من المنزل، وصرح حسين العزي في حسابه أن هذه تصرفات فردية، ولا علاقة للجماعة بها، مع أن المسؤول العسكري الحوثي (أبو يحيى المراني) أكد لي أن التوجيهات من عبدالملك الحوثي، والعزي عند اتصالي به لم يقل أنها تجاوزات فردية ولم يأت ليمنعهم بل نصحني بتركهم يكملون المهمة وأن لا أتدخل. #أرشيف_البخيتي