إعلان


تسببت الوحشية الإسرائيلية في أزمة إنسانية خانقة في قطاع غزة، حيث يعاني سكانه من القتل والنزوح والمجاعة. رغم تصاريح الاحتلال حول إدخال مساعدات ‘محدودة’، لا تعكس الواقع المرير، إذ يحتاج القطاع إلى 600 شاحنة يومياً بينما لا يتم إدخال سوى القليل. تواجه إسرائيل ضغوطاً متزايدة من أوروبا، حيث تفكر دول مثل بريطانيا في فرض عقوبات وتعليق الاتفاقيات التجارية. منظمة العفو الدولية وصفت الخطوة الأوروبية بأنها متأخرة، مطالبة باتخاذ إجراءات أكثر فعالية. التحليلات تشير إلى أن العقوبات المحتملة قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي لإسرائيل.

تقارير | شاشوف

آخر تحديثات الأخبار تيليجرام

إعلان

أدت الوحشية الإسرائيلية إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق في قطاع غزة، إذ يعيش الناس تحت وطأة القتل والتشريد والنزوح، مع تفشي المجاعة في هذا الإقليم الضيق المحاصر. في الوقت نفسه، يدعي الاحتلال أنه يسمح بإدخال مساعدات ‘محدودة’ لا تتعدى كونها ‘ذرًّا للرماد في العيون’.

لا يزال الاحتلال يمنع دخول شاحنات المساعدات، مما يعكس سياسة الحصار والتجويع تجاه أكثر من 2 مليون إنسان يعيشون في ظروف مأساوية وغير إنسانية. وتؤكد الأمم المتحدة أن كمية المساعدات المسموح بها لا تكفي بتاتًا لتلبية الاحتياجات الملحة.

بينما تم فتح المعابر جزئيًا لإدخال المساعدات، تبقى الأسواق الغزية خاوية من المواد الغذائية الأساسية بسبب نفاد المخزون منذ 02 مارس. الفلسطينيون لا يجدون في الأسواق ما يسارعهم لتجاوز هذه الأزمة، حيث نفدت المواد الأساسية مثل الدقيق والسكر والزيت، وأصبح السعر للكمية الضئيلة مرتفعًا إلى أكثر من ثلاثين ضعفًا.

تشير معلومات حصلت عليها شاشوف إلى أن سعر الدقيق – أكثر السلع طلبًا ونادرة – تجاوز خمسين ضعفًا، رغم تدني جودته وخلط جزء كبير منه بالرمل أو تلوثه بالسوس والحشرات، وهذا جزء يسير من الأزمة الإنسانية الضخمة التي تواجهها غزة.

على الرغم من الحديث عن عزم إسرائيل إدخال كميات ‘محدودة’ من المواد الأساسية، إلا أن ذلك لم يغير شيئًا في الواقع، حيث لم تدخل سوى خمس شاحنات في يوم الإثنين (19 مايو)، بينما تحتاج غزة إلى نحو 600 شاحنة يوميًا كحد أدنى.

إعلان أوروبي: مراجعة الاتفاق مع إسرائيل

في هذه الأثناء، ترفع بريطانيا لهجتها وهي من أبرز الشركاء التجاريين والسياسيين لإسرائيل، حيث تنتقد فرنسا والدول الأوروبية الأخرى الاحتلال بنبرة جديدة. تحول الموقف الأوروبي من دعم لإسرائيل إلى التأييد لإدخال المساعدات وفرض عقوبات اقتصادية، بعد أن كانوا شركاء ضمن اتفاقية الشراكة.

أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيعيد النظر في اتفاق علاقاته السياسية والاقتصادية مع إسرائيل، بسبب الأوضاع ‘الكارثية’ في غزة، حيث أيدت 17 من أصل 27 دولة في الاتحاد هذه المراجعة التي اقترحها وزير خارجية هولندا، والتي ستركز على التزام إسرائيل ببند حقوق الإنسان في الاتفاق المعمول به منذ عام 2000.

سمحت إسرائيل بإدخال مساعدات ‘محدودة’ إلى غزة، لكن الاتحاد الأوروبي اعتبرها ‘قطرة في محيط’، مطالبًا بتدفق المساعدات بشكل عاجل وعلى نطاق واسع. من جهتها، ردت إسرائيل بعنف على انتقادات أوروبا، زاعمة أن الأوروبيين يعانون من ‘سوء فهم تام للواقع المعقد الذي يواجهونه’.

تعليق التجارة

أعلنت بريطانيا عن تعليق محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل وفرض عقوبات جديدة على المستوطنين في الضفة الغربية، وصرحت السويد بأنها ستضغط داخل الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين، بينما أكدت النرويج أنها ستواصل السعي لترتيب إجراءات تتضمن عقوبات اقتصادية ضد انتهاكات إسرائيل.

وعلى صعيد متصل، أعلنت إيرلندا أنها ستعمل على تعليق اتفاق الشراكة بين إسرائيل ودول الاتحاد الأوروبي. كما صادق برلمان إسبانيا على النظر في اقتراح ‘حظر تجارة الأسلحة’ مع إسرائيل، بما في ذلك المعدات المستخدمة للأغراض العسكرية، مما يثير قلق تل أبيب من التقدم الأوروبي في اتخاذ إجراءات عقابية.

سبق وأشارت تحليلات مرصد ‘شاشوف’ إلى أن العقوبات المحتملة ستكون ضربة قاسية للاقتصاد الإسرائيلي، حيث إن 32% من صادرات إسرائيل تذهب إلى الاتحاد الأوروبي فقط.

خطوة أوروبية ‘متأخرة بشكل كارثي’

منظمة العفو الدولية ‘أمنستي’ رحبت بمراجعة موقف الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل، لكنها وصفت هذه الخطوة بأنها ‘متأخرة بشكل كارثي’ وسط المعاناة الإنسانية للفلسطينيين. كما أكدت أن سياسة ‘الاسترضاء’ غير الرسمية التي يتبعها الاتحاد الأوروبي تتناقض مع التزامات الدول الأعضاء.

وأضافت المنظمة أن التأخر في اتخاذ هذه الخطوة ساهم في ارتكاب إسرائيل لممارسات الإبادة الجماعية في غزة مع ‘إفلات مروع من العقاب’. واعتبرت أن الدعم الأوروبي لبعض الدول الأعضاء يجرؤ قادة إسرائيليين على التصريح بأهدافهم المعلنة.

طالبت ‘أمنستي’ الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بحظر التجارة والاستثمارات التي تسهم في انتهاكات القانون الدولي، كما أكدت على ضرورة تعليق جميع أشكال التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية.

تقوم دول أوروبية بنقل الأسلحة إلى إسرائيل، وصارت ملزمة بتعليق هذه العمليات التي تسهم في ارتكاب الإبادة الجماعية.

إسرائيل المنبوذة: أسوأ وضع مررنا به

ربما أصبحت إسرائيل ‘منبوذة’ من قِبل المجتمع الدولي، حيث انحدرت مكانتها إلى أدنى مستوى لها، حسبما ذكرت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبرية. وقد نقلت عن مسؤول في الخارجية الإسرائيلية قوله إن إسرائيل تواجه ‘تسونامي حقيقي’ سيتفاقم، وأكد: ‘نحن في أسوأ وضع مررنا به على الإطلاق’.

أشارت الصحيفة إلى أن الإجراءات العقابية ضد إسرائيل نتيجة استمرارها في حرب الإبادة في غزة سيكون لها ‘آثار اقتصادية خطيرة’. وأكدت أن بريطانيا تُعد من أهم الشركاء التجاريين، حيث يصل حجم التبادل التجاري مع بريطانيا إلى نحو 9 مليارات جنيه إسترليني.

يمثل التهديد الأوروبي بإلغاء اتفاق الشراكة خطوة ‘غير مسبوقة’، وقد تقدر الأضرار المحتملة بعشرات المليارات، مما يشكل تهديدًا اقتصاديًا بالغ الخطورة لإسرائيل، خاصة مع حديث قوى مثل بريطانيا عن الاعتراف بدولة فلسطينية.


تم نسخ الرابط

(function(d, s, id){
var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0];
if (d.getElementById(id)) return;
js = d.createElement(s); js.id = id;
js.src = ‘//connect.facebook.net/ar/sdk.js#xfbml=1&version=v3.2’;
fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);
}(document, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا