في البدء رحب سعادة السفير قاسم عسكر جبران بالضيوف الحاضرين وهم أكاديميين ، وسياسيين ، وقادة عسكريين ، ومستشارين ، واعلامين وشخصيات وطنية واجتماعية ، ثم أعطى الكلمة لمقدم ورقة الحلقة النقاشية العميد/ محسن ناجي مسعد الذي اشار الى أنها لم تقوم أي وحدة على الارض الذي تسمى اليوم بجغرافية الجمهورية اليمنية منذ بداية التكوينات البشرية على جنوب حزيرة العرب ، والجنوب العربي فيما بعد ، وماكان يطرح في عهد دولة الجنوب قبل اعلان الوحدة من شعارات مثل إعادة الوحدة اليمنية هي كذبة تاريخية كبرى على شعب الجنوب ، بل كانت هناك ممالك أو دويلات مثل قتبان ، ومعين ، وسباء ، وأوسان ، وإن اسم اليمن كان في اللغة العربية القديمة هي جهة أو موقع منطقة جهوية وليست هوية سياسية ، فبعد ان انهي الأتراك احتلالهم كان يسمى المملكة المتوكلية الهاشمية مابين عامي 1918م و1920م قام الأمام يحيى حميد الدين إمام المملكة المتوكلية الهاشمية بتغير اسم المملكة المتوكلية الهاشمية إلى المملكة المتوكلية اليمنية ، ومباشرة عام 1920م قام بهجوم على الضالع وعلى السلطنة العبدلية ، وفي عام 1924م أبرم اتفاقية صداقة مع بريطانيا على أثرها اعترف وأقر الأمام يحيى حميد الدين بالخط البنفسجي بين المملكة المتوكلية اليمنية و الجنوب العربي الذي وقع ما بين بريطانيا والعثمانيين عام 1920م من قبل لجنة مكونة برئاسة العقيد حيدر عن بريطانيا وعن الجانب العثماني العقيد رمزي ، وأنتهاء بقرار ترسيم الحدود على الخط الفاصل القديم بين الجانبين لعام 1904م .
وفي عام 1939م بدأت الهجرات من المملكة المتوكلية اليمنية نحو الجنوب العربي من الحجرية وأب والبيضاء وتوالت الهجرات بعد الاستقلال من بريطانيا في 30 نوفمبر عام 1967م .
وفي 1967م سافر وفد برئاسة قحطان الشعبي إلى جنيف للتفاوض على استقلال الجنوب العربي ،ثم صدر مجلس الأمن الدولي قرار رقم (243) لعام 1967م بشأن استقلال الجنوب وأعطي الجنوب مقعد في الأمم المتحدة بناءً على توصية من مجلس الأمن باسم جمهورية اليمن الجنوبيه الشعبية ، وإقيمت دولة الجنوب التي كان لها علمها وهوالذي يرفعه اليوم مجددا شعب الجنوب وكان لهانشيدها الوطني وجيش وطني وحكومة كان لها دورمهم على المسرحين الاقليمي والدولي .
في 22 مايو 1990م اتحدت كل من دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في وحدة إندماجية بمشروع وحدوي فاشل ، قدم كل من وزير خارجية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ووزير خارجية الجمهورية العربية اليمنية خطابا إلى منظمة الأمم المتحدة بدون توصية من مجلس الأمن ، وهذا يعتبر خرق لميثاق الأمم المتحدة بأنه لا يتم الاعتراف باي دولة إلا بتوصية من مجلس الأمن ، ولم يكن هناك استفتاء شعبي بشأن مشروع الوحدة وفق ماتم الاتفاق عليه بين طرفي الوحدة الجنوب ، واليمن ، اي أن مشروع الوحدة قد تم بين جهات عليا فقط وبين حزبين وليس بين شعبين ودولتين ، كذلك من وقع على مشروع الوحدة هما شخصان ليست لديهم حق التوقيع بكونهما رؤساء احزاب .
وقد بدأت النية غير الحسنة من قبل حكومة الجمهورية العربية اليمنية وذلك بوضع القوات الجنوبية في مناطق حوصرت من قبل قوات الأمن والقبائل والدفاع وميليشيات مسلحة ، كذلك قاموا بأغتيالات العديد من الكوادر والقادة الجنوبيين .
وفي صيف عام 1994م قامت القوات المسلحة للجمهورية العربية اليمنية يساندها الأفغان العرب بالهجوم المباغث والكاسح على القوات الجنوبية المرابطة في مناطق اليمن وكذلك اجتياح الجنوب ، وقد أصدر مجلس الأمن الدولي قرارين دوليين بوقف الحرب ، القرار رقم (924) والقرار رقم(931) لعام 1994م ، وانتهت الحرب واجتاحت القوات المسلحة والأفغان العرب الأراضي الجنوبية ثم قامت بالعديد من الجرائم منها :-
* الاستيلاء على كامل ممتلكات دولة الجنوب ارض وهوية ومؤسسات.
* تدمير وتفكيك الجيش والأمن الجنوبي .
* نهب وبيع المصانع ومزارع الدولة الزراعية والسمكية والحيوانية التي وصل عددها الى 259 مصنع ومزرعة وتعاونية .
*
* الاستيلاء على المنشآت والمؤسسات الاقتصادية لاكثر من 200 مؤسسة ومنشأة وطنية
* نهب كل ما هو على أرض الجنوب في ظاهرها وباطنها امام اعين العالم كله .
* صرف 58 الف وظيفة من وظايف الجنوبين لصالح الأخوان والأفغان العرب مكافئة لهم مقابل القتال ضد شعب الجنوب واحتلال ارضه .
* طرد الضباط والجنود والموظفين المدنيين الجنوبيين من كل مؤسسات الدولة وحرمانهم من كامل خدماتهم .
وكان الهدف من هذه الجرائم هو إخضاع شعب الجنوب ، “لكن شعب الجنوب لم يظل صامت”، بل قام بالعديد من الاحتجاجات والمظاهرات وتشكيل بعض الكيانات مثل ، موج ، حتم ، واللجان الشعبية ، وتاج ، وجمعيات المتقاعدين قسرا ، وناضل شعب الجنوب بكل الوسائل والخيارات المطلبية والسياسية والعسكرية لطرد الاحتلال اليمني .
وفي 7 /7 /7 200م بدء نضال شعب الجنوب الثوري السلمي المنظم من أجل استعادة دولة الجنوب ، ظل هذا النضال السلمي يتمثل بالمظاهرات والاحتجاجات حتى 26/ 3/ 2015م بدء يشكل النضال المسلح من أجل طرد القوات المحتلة ، وقد طردت القوات المسلحة الجنوبية ، القوات المحتلة من الجنوب ثم تم تشكل الحامل السياسي “المجلس الانتقالي الجنوبي”،الذي حمل على عاتقه قضية شعب الجنوب .
في نوفمبر 2019م تم في الرياض وبرعاية سعودية وإماراتية وبإشراف دولي وقع ما سمي بآتفاق الرياض بين الشرعية والمجلس الانتقالي وعلى ضوءة اعترف بالمجلس الانتقالي دولياً واعتراف المجلس بماتسمى الشراكة بالشرعية الدولية والاقليمية تحت قيادة اللجنه الرباعية ونص اتفاق الرياض على قضايا سياسية واقتصادية وعسكرية وامنية اعترف ان قواته تعتبر قوات مسلحة وأنه شريك للسلطة السياسية وحامل لقضية شعب الجنوب ، وكل الطرفان لم ينفذا كلا منهما اي من بنود هذا الانفاق الأمر الذي سحب نفسه سلبا على قضية شعب الجنوب وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي نفسه .
وقد أثروا الحاضرون الموضوع بالنقاش الواسع والمعمق والمثمر وخرجوا بالتوصيات التاليه :
1 – ضرورة استمرار الحوار الجنوبي حتى يصل الى كل القوى والشخصيات الوطنية والاجتماعية
والى أعماق شرائح المجتمع في الجنوب .
2 – الاتعاض من دورس وتجارب الماضي الاجتماعي والسياسي للجنوب والاستفادة من تلك الدروس والعبر .
3 – الاستفادة من الكوادر العسكرية والامنية والمدنية القديمة في تأهيل وتدريب وقيادة القوات المسلحة الجنوبية وادارة مؤسسات الدولة.
4 – ضرورة الإسراع للتقييم الشامل والواسع لكل الاوضاع الداخلية والخارجية والتقويم العاجل لماتم إنجازه وتشخيص مكامن الضعف والاداء والاخطاء التي رافقت المرحلة الماضية واتخاذ التداربير للأزمة لمواجهة الأوضاع والتحديات والمؤامرات والمخاطر التي تحاك ضدالشعب في الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي .
5 – ضرورة اتخاذ اجراءات وقرارات عملية ودون تاخير لمعالجة الاوضاع المعيشية والخدمات التي انتهت بالكامل على الشعب في الجنوب وانقاذه من الحالة الماسآويه والخطيره المعاشه على ارض الوقع والذي يحترق ويكتوي بها ليلا ونهارا .
أدار حلقة النقاش : د/ عارف السنيدي .