السويد تواجه موجة إفلاس غير مسبوقة منذ التسعينيات بسبب التضخم وارتفاع الفائدة
تشهد السويد ارتفاعاً قياسياً في عدد حالات الإفلاس بين الشركات، حيث أُعلنت أكثر من 9 آلاف شركة إفلاسها منذ بداية العام 2024، مع توقعات بتجاوز العدد حاجز الـ10 آلاف شركة بحلول نهاية العام. هذه الأرقام غير المسبوقة تُذكّر بالأزمة المالية الحادة التي ضربت السويد في تسعينيات القرن الماضي.
أسباب الأزمة الاقتصادية
وفقاً لتقارير صادرة عن وكالة بلومبيرغ، فإن الأسباب الرئيسية وراء موجة الإفلاس تشمل:
1. ارتفاع التضخم: أدى إلى زيادة حادة في أسعار السلع والخدمات، ما أثر على القوة الشرائية للمستهلكين والشركات.
2. ارتفاع أسعار الفائدة: زادت تكاليف الاقتراض على الشركات، مما أثر سلباً على قدرتها على التوسع أو حتى البقاء في السوق.
3. زيادة تكاليف التشغيل: شملت ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام، بالإضافة إلى الأجور التي أصبحت عبئاً كبيراً على العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة.
4. تراجع الطلب: خفض المستهلكون إنفاقهم نتيجة لارتفاع الأسعار، ما أدى إلى انخفاض الطلب على السلع والخدمات.
موجة الإفلاس بالأرقام
• أكثر من 9 آلاف شركة أُعلنت إفلاسها حتى الآن، وهو أعلى رقم مسجل منذ عقود.
• توقعات بنهاية العام: تشير التحليلات إلى أن عدد حالات الإفلاس قد يتجاوز الـ10 آلاف، ما يمثل صدمة كبيرة للاقتصاد السويدي.
• القطاعات الأكثر تضرراً: تشمل التجزئة، الضيافة، البناء، والخدمات اللوجستية، حيث تعاني هذه القطاعات بشكل خاص من انخفاض الطلب وزيادة التكاليف.
مقارنة مع الأزمة المالية في التسعينيات
تشير التقارير إلى أن الوضع الحالي يقترب من مستوى الأزمة المالية التي شهدتها السويد في التسعينيات، والتي تسببت في انهيار عدد كبير من الشركات وتصاعد البطالة بشكل كبير. وعلى الرغم من اختلاف الظروف الاقتصادية بين الفترتين، إلا أن التأثير على الشركات يظهر تشابهاً ملحوظاً.
التأثير على الاقتصاد والمجتمع
• البطالة: موجة الإفلاس الحالية قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة، مما يزيد الضغط على الاقتصاد والمجتمع.
• الثقة الاقتصادية: الانهيارات المتزايدة تؤثر سلباً على ثقة المستثمرين في السوق السويدي، ما قد يؤخر التعافي الاقتصادي.
• التضخم المستمر: استمرار ارتفاع التضخم يزيد من التحديات الاقتصادية للشركات والأسر على حد سواء.
إجراءات محتملة لإنقاذ الشركات
دعت العديد من الجهات الاقتصادية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم الشركات المتعثرة، ومن بين الحلول المقترحة:
1. خفض أسعار الفائدة: لتقليل تكاليف الاقتراض وتحفيز الاستثمار.
2. دعم حكومي مباشر: تقديم حزم إنقاذ مالية للشركات الصغيرة والمتوسطة.
3. ضبط التضخم: من خلال سياسات مالية ونقدية أكثر تشدداً لاحتواء الأسعار.
خاتمة
تعيش السويد واحدة من أصعب فتراتها الاقتصادية منذ عقود، حيث تواجه الشركات ضغوطاً هائلة نتيجة لتراكم الأزمات الاقتصادية. ومع دخول العام الجديد، سيكون على الحكومة والمؤسسات الاقتصادية اتخاذ إجراءات جذرية لحماية الاقتصاد المحلي ومنع تفاقم الأوضاع بشكل أكبر.