ثورة سبتمبر نتاج لعمق الحضارة المُدمَرة بالاحتلالات المتكررة
بقلم : مانع سليمان
27سبتمبر 2016 م موقع حلول العالم
كان اليمن مركز الحضارات السياسية والفكرية والإقتصادية والفنية ، شهد اليمانيون خلالها أرقى أنظمة الحكم الذي مكن فيه الكفاءات من إدارة الحكم دون تمييز في الجنس والعنصر والسلالة ، تمكنت المرأة من الوصول إلى أعلى المناصب وتربعت على أعظم عرش شهده التاريخ والزمن آنذاك ، كان القرار أثناءها للشعب ، يقر حرب الدولة وسلمها ، ويختار من يمثله في مؤسساتها دون قمع فكري أو إرهاب سلطوي أو احتكار مادي .
هذه الحضارة الرائدة التي مكنت اليمن من بسط نفوذ نهضته على كل أسقاع الأرض في عهد اسعد الكامل ، بعد هذا النهوض واجهته القوى الرجعية في أفكارها وأدواتها لإجهاضها ، من خلالها تم احتلال اليمن عدة مرات :
أولها : احتلال اليهود لليمن وإحراق اليمانيون في حادثة الإخدود .
ثانيها : احتلال اليمن من قبل المسيحيون وكان أواخره بقيادة إبرهة الحبشي .
ثالثها : احتلال اليمن من قبل المجوسيون كان آخره عهد باذان .
كلها كانت تعتمد على الفكر التمييزي العنصري السلالي الكنائسي المققت ، حتى جاء الإسلام بمشروع نهضوي يعطي الشعوب الحق في اختيار من يحكمها من الناحية السياسية ، ويؤسس لإقتصاد مبني على حرية الحركة المالية المقيدة بعدم الإضرار بالآخرين تخضع لرقابة الحاكم لترشيد الصرف والإيراد فيها ، يمنع الإحتكار ويجرم الإكتناز ليجعل من حركة المال الحيوية الإقتصادية التي تحول دون الركود الإقتصادي الذي يؤسس قاعدة بطالة تؤثر على كل جوانب الحياة .
فانطلق اليمانيون بالخلفية التاريخية لحضارة لها بصماتها في كل أنحاء العالم فاتحين في شتى أسقاع الأرض .
لم تطل فترة التحرر من معتقلات السلالية والعنصرية حتى جاءها احتلال جديد يتجلبب بعباءة الدين ويسعى لاحتكار السلطة والثروة باسم التدين .
كان الاحتلال الأخير لليمن والآن تعمل أذرعته جاهدة على استعادة ملامحه المشئومة من جديد .
الإحتلال الأخير لليمن الإحتلال الإمامي :
جثم على اليمانيين أكثر من ألف عام أقاموا فيه كل ألوان الظلم والإضطهاد وانتهاك الإنسانية ، جعل العلامة لمعرفة الولاء من قبل الشعب القابع تحت سلطة إرهاب السيف السلالي إنحناء الهامات لتقبيل الركب ولعق الأقدام ، بدعوى الحصول على بركة السماء التي تميزت بها السلالة المقدسة كما يدعون .
تحرر اليمانيون من هذا الاحتلال في الـ ٢٦ من سبتمبر المجيد ، كانت الخلفية الحضارية الماضية حاضرة لدى الثوار آنذاك ، تم الإلتفاف عليها بالمشروع العائلي الذي أعاد اليمانيون الكرة عليه بثورة فبراير عام ـ ٢٠١١م ليستعيدوا سلسلة قطار السير في تحقيق أهداف سبتمبر المجيد .
اليوم تواجه مقاومة اليمنيين كل مخلفات كل الإحتلالات السابقة ، الفكرية منها والسياسية والإجتماعية ، وإني على ثقة بأن المقاومين اليمنيين سيتغلبون عليها ويستعيدون حضارة الماضي ليخرجوها نهضة تدهش العالم بأدوات الحاضر .
المقال لا يعبر سوى عن كاتبه.
المصدر: facebook