لا الإخوان ولا الأحزاب الإسلامية حكمت دولة اليمن الجنوبي ومع هذا كانت العلاقة بين عدن ودول الخليج علاقة عداء.
بل بالأصح الخليج وأمريكا تحالفوا مع الحركات الإسلامية لإسقاط النظام الشيوعي في عدة دول.
في الجهة الأخرى من الخليج لم يكن صدام حسين إخوانيا فكان العدو الأكبر بالنسبة لدول الخليج التي وضعت كل مقدراتها أيضاً للتصدي لموجة الثورات الجمهورية بقيادة جمال عبد الناصر والتي كانت تشكل الخطر الأول بنظر هذه الدول وفي سبيل إيقافها دعموا الإماميين وأيضاً بعض الحركات الإسلامية.
الان بعض تلك الدول وضعت مفهوم جديد للخطر فلم يعد النظام الجمهوري ولا الأحزاب الاشتراكية واليسارية بل الأحزاب الإسلامية التي كانوا يدعموا كثير منها بالأمس!
خلاصة الأمر ماعلاقة قضية الجنوب بما ترسمه سياسة بعض الدول التي هي في الحقيقة ترى في الديمقراطية خطر وهذا لب الموضوع.
بعض هذه الدول ترعى مخطط الانقلابات حتى داخل دول ملكية وتتحالف مع إسلاميين من السلفيين الموالين لهم بل تنشئ لهم جيوشاً ولا يسمى ذلك اسلام سياسي لانهم لا يؤمنوا بالديمقراطية!
نحن كدول وشعوب جمهورية وديمقراطية لماذا علينا أن ندفع ثمن توجسات تلك الدول التي بدل من أن تحترم الطبيعة والتركيبة السياسية لنا وتبحث عن احترام متبادل تذهب لتخوض حروبها العبثية معنا بتلك الأموال الضخمة التي ينفقوها في التآمر بدل من تسخيرها في طريقها الأنسب.
في اليمن لا يزال العرض مفتوح للحوثي للمشاركة في العملية السياسية والديمقراطية شرط تركه للسلاح وعلى ذلك تفاوض أمريكا حركة طالبان ثم يأتوا للتجربة التونسية فيحاولوا نحرها ويدمروا اليمن بحجة اجتثاث حزب سياسي عريق لابد عليه أن يخوض حرب طاحنة كجماعة لا تؤمن بالديمقراطية حتى نعرض عليه السلام والشراكة السياسية ؟!
أي غباء وسذاجة هذه
مصلحتنا الوطنية واستقرارنا السياسي والمجتمعي فوق نزوات ممولوا هذا المشروع التدميري الأرعن.
محاربة الإسلام السياسي لأصحاب هذا المشروع مجرد واجهة لمحاربة الجميع والانتقام من الجميع…..