تُحدث ميزة “البحث العميق” من منصة “بيربليكسيتي” ثورة في كيفية إجراء الأبحاث باستخدام الذكاء الاصطناعي. هذه الميزة تنتج تقارير شاملة بدقائق، مما يقلل الوقت اللازم للبحث ويجمع بين النماذج اللغوية الكبيرة والقدرات الفورية. وتمكن المستخدمين من تصدير النتائج بسهولة، ما يجعل الوصول إلى المعلومات مُتاحًا للجميع بأسعار معقولة. تعالج الميزة مجموعة متنوعة من المجالات مثل التحليل المالي والبحث الأكاديمي، وتقدم إجابات دقيقة مستندة إلى مصادر موثوقة. رغم التحديات المحتملة، تفتح هذه التقنية بابًا لإيجاد رؤى جديدة وتحسين كيفية تعامل الأفراد مع المعلومات.
في عالم يتسارع فيه تطور التقنية، برزت منصات بحث مبتكرة تعيد تشكيل الطريقة التي نحصل بها على المعلومات.
وقد أحدثت “بيربليكسيتي” (Perplexity) تغييرًا جذريًا في مجال الذكاء الاصطناعي بإطلاقها خاصية “البحث العميق” (Deep Research).
كما يوحي الاسم، تنتج هذه الميزة تقارير بحثية شاملة في غضون دقائق، مما يوفر للمستخدمين إمكانيات ذكاء اصطناعي متطورة بتكلفة منخفضة مقارنة بالشركات التقليدية.
تهدف هذه الميزة إلى تقليص الوقت الذي يقضيه المستخدم في البحث والتحليل بمفرده، حيث تجمع بين النماذج اللغوية الكبيرة وقدرات البحث الفوري والبرمجة ووظائف الاستدلال المنطقي.
توفر ميزة “البحث العميق” إجابات دقيقة مدعومة بمصادر موثوقة، من خلال تحسين البحث باستمرار، محاكٍ بذلك الباحثين البشريين الخبراء ولكن بسرعة الآلة.
تعتمد هذه الخاصية على بنية تكنولوجية معقدة تهدف إلى تبسيط عمليات البحث الأكاديمية والمهنية، مما يفتح آفاق جديدة لتسريع الابتكار في مجالات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي.

كيف تعمل ميزة “البحث العميق”
تسعى “بيربليكسيتي” لتصبح رائدة في مختلف المجالات عبر ميزة “البحث العميق”، حيث تدمج التفكير الذاتي والمعالجة السريعة لإنتاج تقارير مفصلة حول مواضيع متخصصة.
تستطيع هذه الخاصية إدارة العديد من عمليات البحث وقراءة مئات المصادر لسهولة الوصول إلى المعلومات المطلوبة، وتقديمها في تقرير شامل.
عند طرح سؤال من خلال “البحث العميق”، تقوم “بيربليكسيتي” بإجراء العشرات من عمليات البحث، وقراءة عدد هائل من المصادر، واستنتاج المعلومات لتقديم تقرير شامل بشكل مستقل.
تستخدم الميزة في جوهرها إطار عمل محدد يُسمى “توسيع نطاق الحوسبة في زمن الاختبار” (TTC)، الذي يمكّن من الاستكشاف المنهجي للمواضيع المعقدة.
بخلاف محركات البحث التقليدية التي توفر نتائج ثابتة، تحاكي هيكلية هذا الإطار العمليات المعرفية البشرية من خلال تحسين الفهم بشكل مستمر عبر دورات التحليل.
يبدأ النظام الحاكم بتحليل الاستعلام إلى مكونات فرعية، ثم يقوم بشكل مستقل بإجراء عشرات عمليات البحث على الشبكة العنكبوتية، وتقييم مئات المصادر، وتجميع النتائج باستخدام نماذج الاستدلال الاحتمالي.
يتيح هذا النهج متعدد الطبقات للذكاء الاصطناعي توافق المعلومات المتضاربة، واكتشاف الأنماط الناشئة، وتحديد المصادر الموثوقة.
بفضل قدرات البحث والترميز، يمكن للميزة البحث بطريقة متكررة، وقراءة وتحليل الوثائق، واستكشاف الأسباب وراء الخطوات التالية، مما يعزز خطة البحث مع زيادة معرفتها بالمجالات المستهدفة.
بعد ممارسة تقييم شامل للمصادر، تُنشئ تقارير تلخص جميع الأبحاث بوضوح وشمولية.
يمكن للمستخدمين بعد إنشاء التقرير تصديره كملف أو مستند، أو حتى تحويله إلى صفحة لمشاركته مع الزملاء والأصدقاء.
تتبع طريقة عمل الميزة كيفية بحث الإنسان عن موضوع جديد، مما يُحسن من فهمه خلال العملية.
تستعمل خاصية “البحث العميق” استيعاب المعلومات بالتوازي وتقنيات التلخيص الهرمي لتوليد تقارير ذات مستوى خبراء خلال مدة تتراوح بين دقيقتين و4 دقائق، بينما قد يحتاج الباحث البشري لساعات للوصول لنفس النتائج.
تقدم الميزة ملخصًا مفيدًا حول أي موضوع تطلبه، بالإضافة إلى أن الاستشهادات المرفقة تسهّل التحقق من المعلومات.
حققت الأداء دقة بلغت 93.9% وفق معيار “سيمبل كيو إيه” (SimpleQA)، وهو بنك أسئلة يشمل آلاف الأسئلة التي تختبر دقة المعلومات.
وحصلت على 20.5% وفق معيار الذكاء الاصطناعي المعروف باسم “الاختبار الأخير للبشرية” (Humanity’s Last Exam)، وهو تقييم دقيق للنماذج اللغوية الكبيرة يحتوي على أكثر من 3000 سؤال في مجالات متنوعة مثل الرياضيات، العلوم، التاريخ، والأدب.

كسر حواجز التقنية المتقدمة
باستخدام المصادر المفتوحة، أحدثت الشركة ثورة في أسعار أدوات البحث المتقدمة للذكاء الاصطناعي بإتاحة الوصول المجاني إلى “البحث العميق”، على الرغم من وجود حد يومي للاستعلامات.
على عكس خصائص البحث العميق من “غوغل” و”أوبن إيه آي” التي تستخدم نماذج لغوية كبيرة خاصة، تعتمد “بيربليكسيتي” على إصدار مصمم مخصص من “ديب سيك آر وان” (DeepSeek R1)، وهو نموذج لغوي مفتوح المصدر.
تواصل الشركة جهودها لجعل هذه الميزة أسرع وأقل تكلفة، بهدف إتاحة المعرفة للجميع وتجنب حصرها ضمن باقات اشتراك الشركات المكلفة.
لقد ساهم الذكاء الاصطناعي المنخفض التكلفة من الشركة في كسر حواجز التقنية المتقدمة، حيث تتجاوز الآثار القضايا المتعلقة بالتسعير.
أوجد الذكاء الاصطناعي المؤسسات فجوة رقمية بين الشركات المدعومة ماليًا وغيرها، وحرمت الشركات الصغيرة والباحثين والمهنيين الذين لا يمكنهم دفع اشتراكات باهظة الثمن من الوصول إلى قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
طريقتهم في “بيربليكسيتي” تعيد تشكيل هذا الأمر، حيث تعالج الميزة مهامًا معقدة، بدءًا من التحليل المالي وأبحاث القطاع التجاري إلى الوثائق التقنية ورؤى الرعاية الصحية.
يمكن للمستخدمين تصدير التقرير إلى ملف “بي دي إف” (PDF) أو صفحة “بيربليكسيتي” (Perplexity Page)، مما قد يغني عن اشتراكات البحث المكلفة والأدوات المتخصصة.
يمكن للمستخدمين المتقدمين تحسين جودة النتائج من خلال الخيارات التالية:
- صياغة الاستعلام: صغ أسئلتك باستخدام معلمات نطاق واضحة.
- ترجيح المصدر: حدد أولويات المجالات عبر التلميحات.
- توجيهات التنسيق: حدد الاحتياجات الهيكلية.
يحصل المشتركون المحترفون على ميزات إضافية، مثل إنشاء قوالب مخصصة والوصول إلى واجهة برمجة البرنامجات لمعالجة الدفعات.
تخطط الشركة لتوسيع نطاق ميزة “البحث العميق” لتشمل أنظمة “أندرويد” و”آي أو إس” و”ماك”، مما قد يسرع من اعتمادها بين المستخدمين الذين كانوا يعتبرون سابقًا أدوات الذكاء الاصطناعي بعيدة المنال.
هذا الوصول الواسع قد يكون أكثر قيمة من أي تقدم تقني، حيث يضع قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة بين أيدي المستخدمين المعنيين بشدة.
كيف تفيد الميزة البشرية؟
بالطبع، الطبيعة المستقلة لهذه الميزة تقدم مجموعة متنوعة من الفوائد للمستخدمين، بالإضافة إلى توفير الوقت في البحث عبر مجموعة ضخمة من المصادر.
تستطيع هذه الميزة تقليل الوقت اللازم لإجراء أبحاث معمقة بشكل ملحوظ، مما يتيح للمستخدمين التركيز على تحليل المعلومات أو تطبيقها.
ونظرًا لقدرتها على استكشاف مجموعة واسعة من المصادر ومعالجة الأسئلة الفرعية بشكل منهجي، فإن بإمكانها العثور على معلومات قد تفوتها عمليات البحث التقليدية.
بفضل قدرتها على جمع المعلومات من مصادر متعددة، تزداد فرص إنتاج إجابات دقيقة وموضوعية، مما يوفر منظورًا أكثر توازنًا للمستخدمين.
كما تتيح إجراء أبحاث معقدة في متناول الجميع، حتى لأولئك الذين لا يملكون الخبرة أو الموارد اللازمة لإجراء بحث عميق بشكل مستقل.
تستطيع ميزة “البحث العميق” توليد نتائج عمل في مجالات متنوعة، بما في ذلك المالية، التسويق، التقنية، وغيرها، بطريقة قد تنافس أي مستشار شخصي آخر في مجالات مثل الرعاية الطبية، أبحاث المنتجات، وتخطيط السفر.
تشمل مجالات تطبيق هذه الميزة جميع القطاعات، مثل البحث الأكاديمي، الصحافة، أبحاث القطاع التجاري، تحليل المنافسين، البحث القانوني، البحث الطبي، كتابة الرسائل العلمية، حتى التعلم الذاتي في مواضيع متنوعة.
ختامًا، تفتح ميزة “البحث العميق” آفاقًا جديدة في تجميع المعلومات، حيث يمكّن الذكاء الاصطناعي الأفراد من الغوص في مجموعة واسعة من الموضوعات واكتساب رؤى قيمة.
على الرغم من التحديات المستمرة، مثل الاعتبارات الأخلاقية، والموثوقية والدقة، والمعلومات المضللة، فإن فوائدها قد تكون كبيرة في مجالات الأعمال وكذلك في الحياة الشخصية.
مع تقدمنا نحو المستقبل واستمرار تطور الذكاء الاصطناعي، قد تزداد قوة وكفاءة هذه الميزة في إجراء البحوث وتغيير كيفية تفاعلنا مع المعلومات.